* لا يغضبنا أن ينجح عمرو خالد في دعوته الخيرية وأحاديثه التي تستفز الرغبة في الهداية والصلاح بين أوساط شبابنا..
فذاك لا يقلل من دعاتنا.. ولا يقلل من التاريخ الدعوي الذي اضطلعت به المملكة..
ونحن هنا مناخ إسلامي مفتوح يقبل كل ما هو متوائم مع المعتقد السليم..
ولا يضيرنا مطلقاً أن يأتي عمرو خالد ويلتف حوله شبابنا وتنصت إليه شاباتنا من خلف الدوائر التلفزيونية المغلقة..
فماذا يقول عمرو خالد لكي نمنعه.. ولماذا يسخر منه البعض ويقول: «حتى في بلاد الحرمين»؟!
وهل بلاد الحرمين حكر على أحد.. وهل الهداية مقرونة بالجنسية.. ولكن الشيء غير المستغرب أن من يقول هذا لطالما «خبط» في فهمه للإ سلام وهو محسوب على بلاد الحرمين!
* إن صلاح الداعية ونجاحه مقرونان ومتوقفان على سلامة مايدعو إليه..
وعمرو خالد وحسب ما استمعت إليه منه لا يدخل في المسائل الفقهية العميقة.. هو متحمس للقيم الدينية واستطاع أن يجتذب الكثير من الشباب والشابات الذين استهوتهم المظاهر القشرية الفارغة فأوقفهم عمرو خالد واستطاع أن يجعلهم ينصتون لما يقول.. وكثير منهم اهتدى وأحب الدين وأحسه إحساساً يخالط دمه ونبض قلبه من خلال الحديث عن جماليات الدنيا وفرحها ومرحها وان المسلم قادر على أن ينال سعادته في الحياة ويحظى بسعادة الآخرة حين يقر الإيمان بقلبه فيرى أن الخير في المباح والشر في المحرم..
وتلك قاعدة بسيطة.. استوعبها الكثيرون ونجح على اثرها الداعية أو المصلح الاجتماعي عمرو خالد..
وقد لا تتفق مع مظهريته.. لكنك لا تستطيع أن تخلع عنه عباءة الدين والصلاح وحب الخير لأنه يرتدي (البدلة ويحلق اللحية) وأكاد أجزم أن عمرو خالد لو استمر في طريقه الدعوي وجلس هو الآخر لدعاة ومصلحين قادرين على الإقناع فسيعفي لحيته..
* ليس هناك شكل محدد للداعية.. وليس هناك جنسية محددة..
وطارق السويدان استطاع أن يملك القلوب بحديثه الجميل المبني على معلومة مؤسسة تأسيساً علمياً..
وعمرو خالد.. ليس بدعاً في ذلك فحديثه جيد وما وصلنا منه لا يخالف المعتقد السليم وهو يدعو إلى الخير ويقنع الشباب.. ولا يضيره أن بداية نجاحه مع المترفين والطبقات العليا في المجتمع..
بل إن هذا مدعاة للاقتناع بقوته.. فالمترفون أكثر الناس عرضة للانزلاق خلف بريق الحياة ونسيان الآخرة وإقناعهم بالطريق السوي والعودة إلى الله أصعب بكثير من اقناع الفقراء والمحتاجين والكادحين في الحياة..
* إننا مجتمع يقبل الخير من أين أتى.. ويهب الخير في كل اتجاه..
وليكف أولئك العابثون الذين لا تزيدهم السنون إلا طيشاً!!!
|