Wednesday 22nd May,200210828العددالاربعاء 10 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حمد بن سعيدان في حوار مع « الجزيرة »: حمد بن سعيدان في حوار مع « الجزيرة »:
الرهن ودخول الدولة في شركات تمويل عقاري يعطي الضمان ويحد من المشاكل

* حوار : عبدالله الرفيدي:
دعا الشيخ حمد بن سعيدان رجل العقار المعروف الى ضرورة اصدارنظام للرهن العقاري ودخول الدولة كمستثمر في شركات تمويل عقاري لمساندة السوق وضمان الحقوق واعطاء الفرصة للشباب في تملك المساكن.
وأكد بن سعيدان في حواره مع «الجزيرة» ان هناك أسباباً عدة أدت الى ارتفاع الأسعار في العقار أهمها ارتفاع نسبة التخطيط الى 40% وانحسار المضاربة في المخزون العقاري وتوقف التخطيط لعشر سنوات. وتطرق الشيخ حمد في حديثه الى دور رجل الأعمال في الأعمال الخيرية ومساهمته الفاعلة دائما. وهناك أمور أخرى تحدث عنها وخاصة ما يحدث في السوق العقاري في الوقت الراهن.. وفيما يلي نص الحديث..
* كيف تقيم أداء سوق العقار في الوقت الحاضر ومدى العرض والطلب والمستقبل المتوقع للسوق؟
- تعد المملكة العربية السعودية إحدى الدول المرموقة في العالم وعاصمتها من أكبر وأهم العواصم في العالم، فهي عاصمة الثقافة العربية وملتقى المال والأعمال وأضحت في ظل حكومتنا الرشيدة مدينة عمران وأمان تتوافر فيها كل سبل الراحة والعيش الكريم مما جعلها منطقة جذب اندفع نحوها عدد هائل من السكان من داخل المملكة ومن خارجها راغبين في العمل أو الاستثمار أو الاستقرار وخاصة الشباب الذين يجدون في مدينة الرياض مكاناً ملائماً للعمل والتفوق وإثبات الذات، ومما لا شك فيه أن عوامل الجذب كان لها تأثير مباشر على سوق العقار، ومع ذلك فقد كان السوق العقاري متوازناً ولفترات طويلة بين العرض والطلب إلى أن ارتفعت الأسعار، وذلك لأسباب كثيرة منها أن التخطيط العمراني توقف حوالي عشر سنوات تقريباً فانحسر المخزون في المضاربة داخل النطاق العمراني وبالتالي ارتفعت أقيام الأراضي وخاصة في شمال الرياض ومنها أيضاً أن النسبة المخصصة للمرافق والخدمات والتي كانت في السابق ما بين 25 -33% ارتفعت إلى 40%، كما أن أصحاب المخططات أصبحوا يتحملون أموراً كانت تتحملها الدولة سابقاً مثل أعمال السفلتة وتمديدات الكهرباء والمياه وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لتعويض الفاقد من المساحة والمصاريف، هذا بالإضافة إلى ما أفرزته الحياة العصرية الحديثة من تغيرات في أنماط العيش وأسلوب الحياة حيث يرغب معظم الشباب الآن بالاستقلالية في السكن بعيداً عن الأهل والوالدين وحيث أن هذه الظاهرة آخذة في النمو، وأرى أن ما اتجهت إليه الدولة من إقرار نظام ملكية الوحدات العقارية المبنية هو الحل الأمثل والناجح إن شاء الله للتغلب على توفير مساكن مخفضة، ولكن لكي نرضي رغبات الشباب بتوفير مساكن بسيطة ملائمة لهم فلا بد من السماح بالبناء بارتفاعات أدوار أكبر.
* هل تعتقد أن الأسعار مستمرة في الصعود وما هو الحل؟
- إذا استمر التفكير في اتجاه واحد فلا بد أن الصعود في الأسعار سوف يستمر لذا فلا بد أن تتنوع أفكارنا وتتعدد اختياراتنا فبدلاً من أن يتجه الجميع نحو شمال الرياض مثلاً يتجه البعض منهم إلى الأحياء الأخرى لخلق أسواق جديدة تساهم في توقف الصعود المستمر في الأسعار، والسماح بالتوسع العمودي على الشوارع الرئيسية.
* هناك عدة آراء حول تصنيف المكاتب العقارية وأهمها أن صغار العقاريين سوف يهضم حقهم؟
- التصنيف لا يؤثر على صغار العقاريين ولكنه يعطي المشتري فكرة عن المكاتب العقارية كما أنه يعطي تنظيماً أفضل وسوق العقار يتسع للجميع فنحن لا نمنع أحداً من عمل مكتب صغير أو أن يتوسط في بيع العقار حتى بدون مكتب.
* بروز شركات عقارية كبيرة تقوم بالتطوير العمراني والبناء للمساكن. ما رأيكم فيه؟
- إن وجود هذه الشركات العقارية الكبرى يعد مظهراً من مظاهر التطور الحضاري الذي يلائم العصر وتغيراته ويجب أن يساندها أمران مهمان هما التمويل المالي والرهن العقاري حتى تتمكن هذه الشركات من المساهمة الفعالة في حل مشكلة السكن بحصول المواطن وخاصة الشباب على سكن مناسب بسعر مريح.
* يرى المواطن أن هناك مبالغة في الأسعار لا تتفق مع دخولهم وخاصة الشباب؟
- يجب على الشباب أن يكون واقعياً ولا يبالغ في طلباته ويجب عليه أن يختار السكن الملائم لدخله ولا ننكر أن الوضع الحالي فيه زيادة في التكلفة ولكن هذه الزيادة سوف تزول بعد السماح ببناء أدوار متعددة الطوابق لأن هذا سوف يقلل من تكلفة الأشياء وبالتالي خفض الأسعار.
* هل ترى أنه من الضروري وجود ضوابط للاستثمار الأجنبي وتشجيعه في نفس الوقت؟
- السوق السعودية سوق رائجة وكثير من المستثمرين يرغبون، بل يتمنون الدخول إلى السوق السعودية ودخولهم لهذا السوق على شكل مستثمرين بلا شك سوف يساهم في التنمية والضوابط شيء ضروري فلا يوجد نظام بدون ضوابط.
* لماذا لا تستطيع الشركات العقارية الكبرى أن تنجح مثلما ينجح المستثمرون الأفراد أو المجموعات المغلقة؟
- السبب في ذلك هو الجرأة في اتخاذ القرار حيث إن الأفراد قراراتهم سريعة وتقبل المخاطرة بعكس الشركات لكونها قائمة على أموال الغير فلا تملك الجرأة والمغامرة.
* ماذا تقول للتجار تجاه العمل الخيري؟
- على التجار واجب ديني وواجب اجتماعي ودور يجب أن يؤدوه وقد لاحظت والحمد لله أن رجال الأعمال يميلون إلى العمل الخيري وذلك من خلال ملاحظاتي الشخصية ومن خلال عملي كأمين عام مكلف لجمعية البر بالرياض وعمل الخير هو سمة من سمات المواطن السعودي سواء كان تاجراً أو غير تاجر وذلك مما يسرنا ويدعونا إلى الفخر والاعتزاز.
* هل هناك مشاريع سوف تطرحها جمعية البر؟
- لقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس جمعية البر، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز - حفظهما الله - بوضع خطة شاملة لتطوير عمل جمعية البر وتحسين أدائها بما يمكنها من القيام بخدمة الفقراء والمحتاجين على أكمل وجه، ومعلوم أن العمل الخيري يحظى بدعم ومساندة مطلقة من سموهما الكريمين ولاسيما جمعية البر التي أسسها ورأسها الأمير سلمان من حوالي ثمان وأربعين سنة. وبناء على هذا التوجيه من سموهما فإنه يجري الآن بواسطة مختصين من معهد الإدارة مراجعة شاملة لأنظمة ولوائح الجمعية لإعدادها بصورة تلائم التطوير الحاصل في الجمعية ومشاريعها، كما أن من هذه الخطط التي يجري تنفيذها حالياً بالجمعية تركيب شبكة حاسب آلي وربطها مع بعضها في جميع فروع الجمعية، وذلك لتسخير التقنيات في خدمة العمل الخيري، وتمكين الجمعية وفروعها من تسجيل جميع الفقراء وحصرهم ومتابعة أحوالهم وصرف المساعدات المناسبة لهم. كما أن لدينا مشروعاً لتدريب أبناء الفقراء وتأهيلهم لكي يتمكنوا من العمل وقد تم تشكيل لجنة تعمل لتحقيق هذا الهدف وهناك عدة خطط نعكف على دراستها لتحسين الخدمة منها الوصول إلى الفقير وخدمته في مكانه. ومن المشاريع المهمة كذلك مشروع استقبال فائض الولائم وتوزيعه على الفقراء، حيث إن هذا النشاط يوجد في ثلاثة فروع فقط، ونظراً لما لاحظنا من أهمية هذه الخدمة ومساهمتها في إطعام المحتاجين وصيانة النعمة الفائضة من قصور الأفراح والولائم، حيث رأيت خلال جولاتي كثيراً من الفقراء يجلسون إلى ما بعد منتصف الليل أمام هذه الفروع الثلاثة انتظاراً لما يوزع عليهم من فائض الطعام من الولائم والحفلات.
ولذا فقد درسنا إنشاء شبكة مراكز لجميع الفروع على شوارع رئيسية تتوفر فيها ثلاجات وسيارات ومكاتب تستقبل فائض الطعام في كل حي، وتعيد توزيعه على فقراء ذلك الحي، وحبذا لو تطوع أهل الخير ببناء هذه المراكز لتكون صدقة جارية ووقفاً خيرياً لهم. ومن أهم المشاريع العاملة تحت مظلة جمعية البر الخيرية بالرياض مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري الذي يعمل على بناء مساكن تخصص لذوي الحاجة من الفقراء والمرضى.
وهو الآن يستعد لتوزيع 122 وحدة سكنية على المحتاجين تمثل المجمع الأول للمشروع، وسوف يتبع ذلك عدة مجمعات سكنية أخرى. وكذلك مشروع ابن باز لمساعدة الشباب على الزواج الذي يقوم بصرف الإعانات والقروض للشباب المتقدمين للزواج.
وما زلنا والحمد لله نتلقى دعم المحسنين بمختلف فئاتهم، وعلى المواطن أن يكون متأكداً أن جمعية البر بالرياض هي دليله الأمين إلى الفقراء والمساكين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved