في البداية يجب ان لا يفهم من توصيفنا للشخص المعني بالحديث عنه ب «الجنرال» إنه يحمل رتبة زعيم سابقا أو عميد حاليا بعد ان عرّب المرحوم محمود شيتا خطاب الرتب العسكرية العربية واعتمدت جامعة الدول العربية على ما وضعه من تصنيف فاعتبر تصنيفه تصنيفاً عربياً موحداً، ويمكن ان يسجل للفقيد الذي كان قبل ان يتقاعد «أمير لواء» ووزيراً انه استطاع أن يوحد العرب على الأقل في تسمية رتب عسكرهم من الجندي إلى المشير... رغم ان البعض خرج على تصنيف اللواء خطاب.. فأدخل للمصطلح العسكري رتباً أخرى فهناك المهيب والعماد ولكن المتفق عليه هو ما وضعه المرحوم محمود شيتا خطاب.
أما لفظ الجنرال فحسب المترجمين فانهم يضعونه مقابل رتبة العميد وقد يكون هناك لبس، فحسب التقسيم الذي يضعه العسكريون للضباط هناك ثلاثة تقسيمات وهم الضباط والضباط الأعوان والضباط القادة.
فالضباط العاديون تبدأ رتبهم بملازم حتى نقيب، أما من يحمل رتبة رائد ومقدم فيسمونهم بالضباط الأعوان أما الضباط القادة فهم من عقيد إلى المشير وكل هؤلاء يطلق عليهم مجازياً لقب جنرال إلا الأخير فتسميته تختلف حسب السلاح الذي ينتمي إليه.. فمنهم من يسميه بمرشال الجو، أو أدميرال.. وهكذا.
ونحن هنا لسنا بصدد بحث عن الرتب العسكرية فاستعمالنا لمصطلح «الجنرال» يقصد به الضابط الكبير المتسلط الذي يتجاوز القيم والاعراف العسكرية التي يلتزم بها الضباط وهم والحمد لله الغالبية الكبرى ولايقلل من تقديرهم واحترامهم خروج قلة عن تلك القيم والاعراف العسكرية التي تظل ملتصقة بالضابط الكفؤ المخلص طوال حياته حتى وان ترك الخدمة إذ يظل سلوكه نظيفاً ومنضبطاً أما القلة التي نتحدث عنها فقد استمرأت السلطة فتسلطت وطغت بعد ان زينت لها غواية النفس والانحراف والفساد، والمأساة ان مثل هؤلاء لاتنحصر أخطاؤهم في شخص أو فئة كالطبيب الذي إذا أخطأ أدى خطأه إلى وفاة شخص واحد أو إصابة بعاهة وخطأ المهندس قد يطيح ببناية أو جسر ويتسبب ذلك في مقتل عدد محدود من البشر وهكذا.. أما «الجنرال» الفاسد فيتضرر منه شعب كامل وقد يدمر مجتمعاً بأسره ويتسبب في إرسال المئات إلى السجون والمعتقلات ولهذا فإن المسؤولين عن اختيار الضباط يدققون كثيراً ويتفحصون المتقدمين للالتحاق بالكليات العسكرية فحصا دقيقا حتى لايتسرب شخص فاسد أو إنسان معقد يفرغ عقده في المجتمع الذي يعمل به، ولكن مع هذا يتسرب واحد أو أكثر وتخدم الظروف ذلك الشخص فتدفعه للمقدمة ليحصل على سلطة بدلا من ان يضعها في خدمة مجتمعه يجعل منها أداة لإرهابه وهذا مايتهم به «جنرال الخليج».
| 
