كثر الحديث عن المرأة في المملكة وتنوّعت مصادر هذا الحديث والواضح أن هناك عدم معرفة حتى عند الباحثين المحليين بوضع المرأة في المملكة منذ قرون خلت والحلقات التطويرية التي مرت بها.
ولا شك أن هناك حاجة ملحة إلى إبراز صورتها وتقديم الحقائق عنها في ظل القواعد والأسس التي نشأت في ظلها، وهي في مجملها قواعد وأسس إسلامية وعربية تعتمد على التمسك بالأخلاق الفاضلة والآداب الحميدة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وهي في مجموعها تمثل بذرة خير لكل من يتمسك بها.
والمرأة عندما نعود أدراجنا إلى الماضي نجدها حاضرة فاعلة في مجتمعها، وتشارك في كل الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وتسهم في كل ما من شأنه تطوير المجتمع.
وقد كان لي تجربة في تتبع أوضاع المرأة في منطقة نجد وحدها ولاحظت أن المعلومات عنها تكاد تكون مجهولة نظراً لعدم الحديث عنها، أو عدم الإشارة إليها إشارات مباشرة ومسهبة في كتب التاريخ المحلي، وبالتالي أدى ذلك إلى غموض دورها وموقعها وعدم معرفة ما كانت تقوم به، وانعكس ذلك في تقديم صورة معتمة عنها، ورغم ذلك فقد وقفت على معلومات متناثرة أغلبها مما دوِّن في وثائق، وما سجِّل كمعلومات هامشية على بعض المخطوطات، إضافة إلى ما سجَّله بعض الرحالة، وما سمعته شفاهة من بعض النساء ومن المهتمين بحفظ التراث من الرجال.
وخرجت من كل ذلك بأن هناك مساحة واسعة جداً للبحث في شئون المرأة في مناطق المملكة المختلفة والتنقيب عن كل ما كانت عليه أوضاعها، وقدمت أنموذجا في كتابي «إسهام المرأة في وقف الكتب في منطقة نجد» والذي تركَّز على إبراز جوانب من دورها العلمي والثقافي يناقض الرؤية المسطحة التي كانت تعتقد نتيجة اختفاء المعلومات أو عدم وضوحها أن المرأة في نجد على وجه الخصوص لم تكن ذات دور أو فاعلية في حياة مجتمعها. والمؤمل أن تتكاتف الجهود في دعم ومساندة الدراسات ذات العلاقة بالمرأة سواء على مستوى الرسائل الجامعية، أو البحوث المدعومة، وأن تيسر المكتبات ومراكز المعلومات والأفراد الذين يملكون وثائق ومعلومات في هذا الموضوع أن تيسر ما لديها وما لديهم للباحثين، بل إن من الواجب عليها أن تشجع على البحث في هذا المجال بالإعلام عن ما يمكن أن يتوفر لديها من معلومات تخدم هذا الجانب.
| 
