Monday 20th May,200210826العددالأثنين 8 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التحريض الأمريكي على العنف التحريض الأمريكي على العنف
م . صالح عبدالله الجمعة

واكبت الحرب الأمريكية ضد ما يسمى «الارهاب» حملة إعلامية هائلة مفادها أن هذه الحرب ليست ضد الإسلام والمسلمين ووجدت هذه التطمينات صدى طيباً لدى بعض العرب والمسلمين في بادئ الأمر إلا أن ذلك لم يدم طويلاً. إذ سرعان ما تبخرت تلك التطمينات بالهواء مع وضوح الصورة تماماً. واكتشف العرب والمسلمون حينئذ أن هذه الحرب ضدهم وضد دينهم سواء داخل بلادهم أو في بلاد المهجر وما تلك التطمينات التي يرددها الأمريكيون والانجليز ومن يقف معهم إلا ذر للرماد على العيون لتمكين أنفسهم من تنفيذ مخططاتهم ضد العرب والمسلمين والإمعان في التحريض على العنف والارهاب ضدهم وصوره كثيرة أورد منها ما يلي:
أ- تعطيل عمل «الشرعية الدولية» من أداء دورها في لجم «الارهاب الإسرائيلي» عبر الاستخدام المفرط «للفيتو الأمريكي» بل يعملون أيضاً على حمل تلك «الشرعية» على إصدار قرارات تؤيد الجلاد وتدين الضحية.
ب- إعطاء ضوء أخضر «لإسرائيل» لقتل المدنيين في فلسطين بالطائرات والدبابات والأسلحة المحرمة دولياً وتهجيرهم وهدم بيوتهم وتجريف مزارعهم.
ج- حظر الغذاء والدواء والكساء عن أكثر من «17» مليون من البشر في العراق والتسبب في وفاة الملايين منهم.
د- انتهاك سيادة العراق بين الحين والآخر بالطائرات الحربية والتدمير المتعمد للمنشآت المدنية والعسكرية والتسبب في جرح وقتل المدنيين.
هـ- القتل «المتعمد» للمدنيين الأفغان «بالجملة» بطائرات إف «16» وبي «52» والقنابل «الذكية».
و- قرع طبول الحرب في منطقتنا لتخويف شعوبها واستفزاز حكامها وانتهاج سياسة «فرق تسد» للتفريق بينهم.
هؤلاء هم الأمريكون «يصنعون» أعداءهم بأيديهم!! سواء بممارسة «العنف والارهاب» في أفغانستان والعراق ومناطق أخرى من العالم أو بالتحريض عليه بأسلحتهم كما يحصل حالياً في فلسطين!! وأصبحت مقولة «محاربة أمريكا للارهاب» نكتة عالمية لا يصدقها إلا من «يؤمن» أن المدنيين الأفغان والفلسطينيين من شيوخ ونساء وأطفال ارهابيون!! وبدلاً من أن يعمل الأمريكيون على كسب ود العالم الإسلامي وشعوبه برفع «العنف والارهاب» الواقع عليهم هربوا من ذلك إلى أسلوب مضحك وهو اتهام مناهجنا الدراسية زوراً وبهتاناً بالتحريض على العنف وللرد على ذلك أقول:
1- المظاهرات التي تنطلق في دول غير إسلامية ضد أمريكا مثل كوريا الجنوبية والشمالية والفلبين وفي بعض دول أمريكا اللاتينية وفي قلب أوروبا أيضاً وتحرق العلم ودمية الرئيس الأمريكي فهل هذا الكره لأمريكا هو من صنع مناهجهم الدراسية؟!!
2- لو كان التحريض على «العنف» في منهاجنا كما يزعمون فإنه سيكون ضد غير المسلمين قاطبة وليس فقط ضد الولايات المتحدة الأمريكية!! فهل شاهدنا مظاهرات في العالم الإسلامي أو للمسلمين في بلاد المهجر تحرق أعلام دول «غير إسلامية» مثل السويد أو البرازيل أو اليابان مثلاً!!
3- الكره والعنف لا يحتاجان إلى أن يسطرا في مناهج دراسية أيها الأمريكيون بل تفرضه الأمة المعادية على تلك الأمة فأي أمة تتعرض لحملة إعلامية وعسكرية سوف لا تستقبل من يعاديها بالورود والرياحين بل تستقبلها بأدنى درجات الدفاع عن النفس وهو «الكره» وذلك أضعف الإيمان.
4- تحريضكم على العنف والارهاب ليس مكتوباً في مناهجكم الدراسية مثلنا كما زعمتم، بل تشهد عليه الأرض العربية الإسلامية وصوره كثيرة كما أسلفت.
الحرية الإعلامية المزيفة:
شاهدنا جميعاً إبان حرب الولايات المتحدة الأمريكية ضد ما يسمى «الإرهاب» في أفغانستان كيف صدرت الأوامر إلى مؤسسات الإعلام الأمريكي بحجب صور القتلى والجرحى من المدنيين الأفغان من جراء ذلك القصف عن الشعب الأمريكي كما أوعز لباكستان في حينه بمنع قناة طالبان الإعلامية الضعيفة «عبدالسلام ضعيف» من التحدث إلى وسائل الإعلام واستكمالاً لهذه الحرية الإعلامية الانتقائية المزيفة التي تكشفت على حقيقتها ينزعجون من برامج تلفزيونية أو من مقالات صحفية تكشف حقيقة نواياهم ضد العرب والمسلمين. أي بمعنى آخر حلال عليهم قصفنا بالدبابات والطائرات وحرام علينا الدفاع عن أنفسنا ولو بالكلمة!!
الموقف المشرف:
لعدة عقود «ادعت» بعض الدول العربية مناصبة أمريكا العداء ولكن هذه الدول نفسها هي من أوائل الدول التي سارعت إلى فتح أبوابها للأمريكيين بحجة مساعدتها في مكافحة ما يسمى «الإرهاب» سواء على المستوى التقني أو المخابراتي أو العسكري.. بينما المملكة العربية السعودية المتهمة طوال تلك الفترة «بنوعية» علاقتها مع أمريكا وقفت في خضم هذه الحملة وما زالت بإباء وشموخ وصلابة ضد أي إملاءات أو تدخل في شؤونها الداخلية. أو اتهامات ضد الإسلام والمسلمين. حينها أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تتعامل مع دولة من نوع خاص بدينها وقادتها ومبادئها وعمقها العربي والإسلامي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved