اجتمع يوم أمس الأول، الخميس، مجموعة أندية الG14 في مدينة قلاسقوا الاسكوتلاندية للتباحث في عدة أمور تهم مسيرة المجموعة. ومجموعة G14، وعلى غرار الدول الصناعية الكبرى، هي اتحاد مكون من أكبر وأقوى أندية كرة القدم الأوروبية التي تكونت في إمارة موناكو عام 1999م من ثمانية أندية وكان معيار الانضمام لتلك المجموعة في البداية هو ان يكون النادي العضو حاصلا على الأقل على خمس بطولات أوروبية، غير انه تم دعوة ستة أندية أخرى فيما بعد للانضمام للمجموعة وهي أندية تتمتع بشعبية كبيرة وقوة اقتصادية وسجل جيد من البطولات والإنجازات.
وعلى الرغم من ان مسؤولي الG14 تناقشوا في الأسبوع الماضي مع المفوضية الأوربية للتربية والثقافة في البحث عن الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها تنظيم المنافسات الأوروبية اقتصادياً خاصة في كرة القدم إلا ان المؤتمر سيناقش موضوعات مهمة قد يمتد تأثيرها على كرة القدم العالمية.. ومن هذه الموضوعات وضع حد لحرب تنقلات اللاعبين فيما بين الأندية وإقرار مبدأ التفاوض الجماعي لبيع حقوق النقل التلفزيوني.
ومن المعروف انه تم الاتفاق مؤخراً على ان يكون بيع الحقوق للنقل المباشر الكلي أو الجزئي أو الاخباري جماعياً على ان يتولى كل ناد مسألة الاتفاق على اعادة النقل والحقوق الأخرى.
وبالرغم من أهمية تلك الموضوعات المطروحة في هذا المؤتمر إلا ان موضوع اقتراح تطبيق غطاء أو سقف لرواتب اللاعبين المحترفين يظل من الأهمية القصوى وهو الأمر الذي جعلنا نتناول موضوع اجتماع الG14 هنا.
ويقول ثاومس كيرث Thomas Kurth المدير العام لمنظمة الG14 لأحد الصحف الايطالية Gezzta Dello Sport انه من المنطقي ان يتم تحديد عدد اللاعبين لكل نادي ب25 لاعبا مع تحديد سقف لمجموع رواتب اللاعبين.
وغطاء الرواتب أو Salary Caps ليس جديداً فهو مطبق في الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات وتم طرحه للمناقشة في أوروبا قبل أكثر من سنة.
ويقول الدكتور بل جيرارد، وهو أستاذ في جامعة ليدز Leeds University Business School بأنه كتب تقريراً في عام 2001م مفاده ان الغطاء المقترح لا يمكن تطبيقه بأسواق مفتوحة كالتي تتمتع بها كرة القدم الأوروبية ويمكن فقط تطبيقه بأسواق ذات حدود معينة مثل رياضات الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك يمكن تطبيقه فيما يخص لعبة الرجبي الانجليزية.
وهنا يجب توضيح نقطة مهمة جداً وهي انه هنالك فرق كبير بين غطاء الرواتب وبين الحد الأعلى لسلم الرواتب للاعبين المحترفين.
ويظهر لنا ان هنالك خلطاً واضحاً بين الموضوعين، فالحد الأعلى للمحترفين في كرة القدم تم الغاؤه نهائياً عام 1960 أما الغطاء الذي نتحدث عنه فهو وضع مبلغ أو رقم معين ليكون مجموع رواتب المحترفين دون ربطه مباشرة برواتب المحترفين.
ومن عيوب الغطاء انه قد يساعد على تقليل اعداد اللاعبين المحترفين وبالتالي انحصار الاحتراف على فئات معينة.
أما ما يخص الحد الأعلى للرواتب وهو المطبق لدينا فمن الواجب مراجعته وقراءته بدقة وبصورة فاحصة ومتخصصة وناظرة للمستقبل، فالقضية ليست كم يستلم اللاعب بقدر كيف يعطي او يقدم هذا اللاعب.
ومن جهة أخرى فإن هنالك مبالغ تعطى من تحت الطاولة فهل الأمر ينحصر فقط في ثلاثين ألف ريال نعتقد انها هي الحد الأعلى؟! أما ان هنالك ثلاثين وثلاثين يتم تحريكها من تحت الطاولة ونحن مازلنا نرفع شعار الحد الأعلى؟! نعتقد ان الموضوع برمته يحتاج إلى مراجعة تخصصية وذات نظرات وبعد أمامية، تنظر إلى المستقبل بعين فاحصة.
يا دكاترة: أهكذا تورد الإبل؟!
من المؤسف ان يتم تحويل مدرجات تلقي المعلومة ومسطحات وغرف التدريب والتأهيل إلى مساحات للشد والشحن وربما اسمحوا لنا في هذه الكلمة، إلى مكان للمشاحنات غير المباشرة.
فما ورد في تقرير جريدة «الجزيرة» ليوم الخميس الرابع من شهر ربيع الأول 1423هـ هو موضوع قد يحتاج إلى تدخل من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، ومن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام للبحث في الأسباب التي حولت هذه المنابر الأكاديمية والعلمية والتدريبية إلى مناظرات بالرأي والرأي الآخر وابتعدت عن ضخ المعلومات المحددة والمطلوبة.
ومن وجهة نظر خاصة فإن الاخوة الدكاترة يدورون ويلفون في حلقة مفرغة فالمبالغ التي تدفع للفيفا معروفة للجميع ومعروف كذلك لماذا تضخمت خاصة لدينا!! كما انه معروف لماذا تم محاربة اتحاد إذاعات الدول العربية!!.ومن جهة أخرى لا نعرف لماذا يتم تكرار موضوع الهدية واللف والدوران حولها فنحن قد تجاوزناها ونحن في مرحلة البحث عن إجابة للسؤال المحير لماذا جميع بلدان العالم، بما في ذلك جيراننا، سيشاهدون جميع مباريات كأس العالم دون تشفير؟!.
ارجو من الاخوة الدكاترة ان لا يكونوا اختزليين أو Reductionist أو بمعني أصح أن لا يختزلوا اهمية الموضوع إلى تكرار الحديث عن المباريات التي حددها الفيفا وهل هي هدية أم لا ؟! فالشركة مشكورة أُجبرت على نقل تلك المباريات المحددة ومازلنا ننتظر المزيد أسوة ببقية الدول.
ومن جهة أخرى نرى ان نائب رئيس الشركة المشفرة سوف وحسب رأي إحدى الصحف يعترف قريباً عما يدور خلف الكواليس في شركة التشفير ويظهر كذلك انه مازال يريدنا ان نلف وندور معه حول خطاب الوزير الذي كشف الهدية!! نريد ان نتجاوز تلك الاشكالية للاجابة على أهم الأسئلة لماذا نحن فقط المستهدفون بما يسمونه التشفير؟!.
ونصيحتنا لمن يريد ان يتحدث عن موضوع التشفير وللدكاترة الأعزاء بما فيهم نائب رئيس الشركة ان يطلعوا أكثر على آليات التشفير الدولي وعن آليات التسويق والاحتراف والاستثمار فالمسألة لا تخص أندية رياضية.. فهي تتعلق بمنتخب وطن. نتمنى من الاخوة المتابعة المستمرة كما يجري في العالم.
وللحقيقة لم نجد أي علاقة مباشرة بين التشفير وبين المحاضرتين المذكورتين فكيف تم «دحش» أو الصاق الموضوع؟! ومن قبل الطرفين!! وبكل الأسف ومع الاحترام الكامل لاستاذنا ولزميلنا العزيز فان الموضوع خرج وكانه اعلان ولاء في الحالة الاولى وتذكير بمجد شخصي في الحالة الثانية .
إننا نتساءل هنا وذلك لاعتقادنا الجازم بأن الموضوع ليس مكانه تلك المدرجات، فالوقت ملك الدارسين والمتلقين للتزود من معلومات المادة التي وضعت بالجدول، وانما مكانه على صفحات الرأي والرأي الآخر.
فلماذا لم يتم طرحها؟! أليس هنالك شجاعة كافية لايضاح وتبيان رأينا للجميع؟! أليس جميع الاخوة لهم زواياهم الثابتة وثالثهم ليس غريباً على الإعلام والصحافة؟!.أم ان هنالك من يتصدى للموضوع ويمنع نشره؟! ألا يوجد هنالك صحف أصبحت تتمتع باحترام كبير واهتمام بحرية الرأي والرأي الآخر..صحف كبيرة ذات مصداقية كعزيزتنا «الجزيرة» وابنة عمها الرياضي؟! الأمر يا اخوة يا كرام يحتاج إلى تزود كامل بالمعلومات والحقائق ثم بعد ذلك إلى شجاعة.. والله من وراء القصد.
|