قال لي عمر كدرس الملحن الشاب الذي يعمل حالياً ضمن افراد فرقة الاذاعة بجدة قال لي ان لدينا الكثيرين ممن من الله عليهم بالموهبة.
وسأكشف للجمهور الفني عن مطرب جديد سيصل متى واظب وعمل بنصيحتي سيصل إلى اقصى قمم الشهرة في عالم الطرب.
وفي منزل عمر كدرس كنا مدعوين على الغداء.. ووجهت ذلك الشاب أو الموهبة التي حدثني عنها عمر كدرس، ويومها عزف له عمر كدرس على العود والكمان وغنى واستمعنا إلى صوت كان خامة تحتاج إلى الصقل.
كان ذلك في شهر ربيع الآخر من عام 1383هـ وخرجت من عمر كدرس وانا غير مقتنع بوصول ذلك الفتى إلى شيء من الشهرة في عالم الطرب.
ومضت ايام وايام واخذت استمع إليه عبر المذياع والاسطوانات في اغنيات لسمير الوادي وغيره.
وبدت تتجلى موهبته الصوتية وبدأت أقتنع به واخشى عليه، اقتنعت بصوته الذي انصقل وخفت عليه أن تذوب شخصيته في نتاج الآخرين دون أن يختط طريقاً له.
وبدا الناس يستمعون إليه وأطربهم صوته، وفي احد الايام قابلني ومعه عمر كدرس والتقينا الاستاذ طاهر زمخشري الشاعر المعروف وطلب إليه الفنان أن يختار له اسماً فنياً ,وكان عمر كدرس يحاول أن يطلق عليه اسم محمد حبيب، ولكن كان المطرب غير مقتنع، واقترح الأستاذ الزمخشري اسم محمد واصل لأن كلمة واصل من كلمات تشجيع الفنانين في الحجاز عند الاجادة والانفعال في الاداء.
ولكن الفتى قرر أن يبقى على اسمه الحقيقي وسار حسب ارشاد معلمه الكدرس في الغناء وأخذ طريقه إلى النجاح وقطع مابينه وبين المدرسة التي كان يدرس بها انه ذلك الشاب الاسمر النحيل ذي التقاسيم الجنوبية الذي غني قالوها في الحارة وعددا من الاغنيات الطربية الجديدة الذي غنى اخير للموسيقار طارق عبدالحكيم انه المطرب الفنان محمد عبده.
|
