Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هموم الحكام ومعاناتهم هموم الحكام ومعاناتهم
سعد السبيعي

من أهم العوامل الأساسية لنجاح مباريات كرة القدم نجاح الحكام في إدارتها والكرة السعودية شهدت تطوراً ملحوظاً من خلال وصولها لأكبر محفل دولي ثلاث مرات متتالية. والكثير من الجماهير والنقاد والمحللين الرياضيين يتهمون التحكيم لدينا بالضعف وأنه لا يواكب الحركة الرياضية وأنه المتسبب الأكبر في هزيمة أي فريق وخصوصاً في النهائيات أو المباريات المهمة التي تحدد مصير الفريق. وأصبح شماعة لأغلب رؤساء الأندية ومديري الفرق ولاعبيها وبعض وسائل الإعلام المختلفة مع الأسف!!
ودعونا نتساءل ماهي الأسباب الحقيقية لضعف الحكام لدينا؟؟
ومن ثم يضع المسؤولون الحلول المناسبة وليست الوقتية كما هو حاصل الآن؟!
وفي الواقع إن التحكيم أصبح قضية كبرى ومستعصية لم توضع لها الحلول الجذرية المناسبة.
ومن وجهة نظري ان لدينا حكاما على مستوى عالٍ ومنهم من وصل إلى العالمية، ومنهم من لديه الاستعداد للوصول إلى العالمية وبالتأكيد هناك حكام مستواهم أقل وهذا شيء طبيعي لوجود الفروق الفردية بين الأفراد في أي مجال.
وأعتقد بأن هناك عدة عوامل أثرت بشكل كبير على مستوى الحكام منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
1- عدم حماية الحكم من قبل لجنة الحكام أو من الاتحاد السعودي والسماح للوسط الرياضي بكافة فئاته بالتهجم على الحكم وخصوصاً قبل المباراة وبالتالي يقع الحكم تحت ضغط نفسي رهيب يفقده الثقة بنفسه ومن ثم يتشتت تفكيره وبالتالي يصل إلى مرحلة التوتر التي تفضي إلى الإخفاق مهما كان مستوى الحكم الفني.
2- يفترض ان لا يجلس على مقاعد الاحتياط إلا اللاعبون والأجهزة الفنية والطبية ويكتفى بمدير الفريق وإداري الفريق فقط وعدم السماح لأي شخص آخر حتى لو كان أمين صندوق في النادي وذلك لضمان عدم التأثير على الحكم أو مساعده أو الحكم الرابع.
3- المحاسبة الدقيقة التي قد تصل لحد الإيقاف لأي شخص منتمٍ للوسط الرياضي سواء كان مسؤولا أو لاعباً أو إدارياً أو إعلامياً يخرج عن الروح الرياضية ويتعرض للحكم قبل المباراة أو بعدها بالنقد اللاذع والتجريح الذي يمس حياة الحكم الشخصية التي يفترض ان لايتعدى عليها أي شخص مهما كان لأنها خصوصيات خارج مهنة التحكيم.
4- دعم الحكم مادياً ومعنوياً ومن ثم محاسبته على أخطائه وتقييمه تقييماً علمياً وفنياً من قبل مختصين بعيداً عن طريقه عشرة من عشرة أو تسعة من عشرة وعدم المساواة بين الحكم المتميز وغيره من الحكام الآخرين.
5- كثرة إيقاف بعض الحكام بعد النهائيات خصوصا في المواسم الأخيرة تجعل الحكم يهاب تحكيم المباراة النهائية أو الحساسة خوفا من الإيقاف بدلا من فرحته بأنها تكريم لتميزه وتفوقه في مجاله.
6- طريقه المربع الذهبي جعلت جميع مبارياته ذات أهمية كبرى وشبيهة بالنهائيات وقد تساهم هي والضغوط الإعلامية والجماهيرية بالتأثير على مستوى الحكم بعكس لو كان دوريا كاملا من دورين وبالنقاط.
7- من الأفضل تحديد مدة تكليف لجنة الحكام عند ترشيحها ومن ثم محاسبتها بعد انتهاء مدة التكليف إما باستمرارها أو بترشيح لجنة أخرى ويفضل ان لايتم الربط بين اخفاق أي حكم في أي مباراة وبين حل اللجنة حتى يهيأ لهم الجو المناسب للعمل، وكم من لجنة أقيلت بسبب أخطاء حكم؟ وماذا كانت النتيجة!!.
8- أعتقد بأنه يفترض ان لا تستعجل اللجنة أو الاتحاد بإيقاف أي حكم إلا في حدود ضيقة جداً وبسبب أخطاء فنية وليست تقديرية حتى يشعر الحكم بالأمان التحكيمي ومن ثم يبدع لأن إيقاف الحكم ليس حلاً وإنما هو حل مؤقت لامتصاص غضب الجماهير والإعلام بينما المتضرر الأكبر هو الحكم حين يؤثر على مسيرته التحكيمية وقد يهبط مستواه وربما يبتعد عن هذا المجال وبالتالي تخسره الكرة السعودية.
ولنأخذ مثالا للتوقيف الأخير الذي كان من نصيب ظافر أبو زندة الذي اعتقد من وجهة نظري انه ارتكب خطأين تقديريين وهما عدم احتساب خطأ على الهلال خارج منطقة الجزاء وعدم احتساب خطأ على مناف أبو شقير قبل ان تخرج الكرة ضربة ركنية والتي حدثت بعدها القضية.
وأعتقد بأن الحكم نجح في إدارة المباراة بشكل عام حيث إننا نردد دائماً بأن الحكم الجيد أو الناجح هو الأقل أخطاء. وفي الهدف القضية قدر الحكم ان لاعب الاتحاد باسم اليامي قد وجّه أسفل قدمه إلى صدر النزهان بدلا من الكرة وبالتالي احتسبها ضربة حرة غير مباشرة على اللاعب قبل ان يبعد النزهان الكرة بيده. وأنا أعتبر بأن هذا القرار وفي هذا الوقت الحرج قرار شجاع من حكم أتوقع له مستقبل جيد.
ولكن الفوضى التي أحدثتها أجهزة الاتحاد الفنية والإدارية بدخولهم للملعب لم تجد لها الجزاء الرادع لا من حكم المباراة ولا من المسؤولين حيث كان متوقعا ان يقوم الحكم بطردهم من الملعب وإيقافهم من قبل المسؤولين أسوة بالحكم.
9- في بعض الأحيان تقوم لجنة الحكام بالتمويه على الجماهير والإعلام بإعلان اسم الحكم لمباراة ما وهي في الواقع قد رشحت حكما آخر بالاتفاق معه سريا وقد اتبعت هذا الاسلوب حتى تخفف من الضغط الإعلامي والجماهيري على الحكم.
وأعتقد بأن هذا تصرف إيجابي ولكن هناك آخر سلبي وهو إثارة البلبلة حول الحكم بسبب التغيير مما يحرج الحكم وتفقد اللجنة مصداقيتها وثقة الإعلام والجمهور بتصريحاتها.
10- اختيار عدد من الحكام يصل إلى سبعة أو ثمانية كحكام للمباراة ومن ثم يرشح منهم أربعة في الملعب مباشرة كما هو حاصل في بعض الدول الأوروبية.
وإجمالاً هذه وجهة نظر شخصية تحتمل الصواب والخطأ ومن أجل المصلحة العامة أضعها أمام المسؤولين في الاتحاد السعودي وعلى رأسهم سمو الرئيس العام وسمو نائبه. وكلي أمل وثقة بأن يضعوا الحلول المناسبة بإصدار توجيهاتهم لمن يعنيه الأمر لتوفير المناخ المناسب للحكام ليواكب التحكيم التطور الذي تشهده الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
ومضات:
* الحكم ظافر أبو زندة أُعد إعداداً جيداً من لجنة الحكام ولكنه فقد كل شيء في خمس دقائق فقط بسبب الفوضى والانفعالية.
* الحكام الذين سبق ان أوقفوا أين هم الآن؟!! وكيف هي مستوياتهم الفنية وهل كان الإيقاف ذا تأثير إيجابي أم سلبي؟؟ لا تعليق.. الإجابة لدى اللجنة.
* «من أمن العقوبة أساء الأدب» ينطبق على كل رياضي يخرج عن الروح الرياضية ويقذف الحكام بألفاظ يترفع الانسان عن ذكرها.
* سؤال أوجهه لكل منتقدي حكامنا ولكل من يطالب بالحكم الأجنبي لماذا يخفق حكامنا داخليا وينجحون خارجيا؟
* إذا كان لديك صديقان وأردت ان تخسر أحدهما فاحكم بينهما في أي موضوع يختلفان فيه.
* عند حدوث ضربة جزاء مثلا أو هدف ملغى في أي مباراة هناك من يؤيد قرار الحكم وهناك من يعارضه وذلك بعد ان يشاهدها الجمهور والمحللون لأكثر من مرة وبالإعادة البطيئة مع استعانتهم بالكمبيوتر ومع ذلك يختلفون فما بالكم بالحكم الذي يتخذ قراره في جزء من الثانية.. كان الله في عون الحكام.

* مدرب الوطني

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved