Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إلى متى يا وزارة المعارف تعتمدون على المعلِّم الأجنبي إلى متى يا وزارة المعارف تعتمدون على المعلِّم الأجنبي

قرأت الخبر المنشور في صفحة محليات بعدد الجزيرة 10808 حول تأكيد مدير عام شؤون المعلمين بوزارة المعارف أن الوزارة لم ولن تتعاقد مع معلمين غير سعوديين على الإطلاق في وجود سعوديين يحملون المؤهل المطلوب، معللاً الأسباب التي حدت بالوزارة للتعاقد من الخارج في بعض التخصصات النادرة كاللغة الإنجليزية - الحاسب الآلي - الرياضيات - الفيزياء - القراءات إلى آخر ما قال.
أقول إن غياب عنصر التخطيط السليم لخطط الوزارة أوقعها في هذا المأزق، فإقرار المقررات لا يتم بضابط الدراسة المسبقة ووضع الخطط السليمة مراعية توفر العنصر البشري الوطني والعنصر المادي اللذين هما من الأسباب المهمة لنجاح هذه القرارات، أضف إلى ذلك أن التنسيق بين المعارف ووزارة التعليم العالي مفقود تماماً. مخرجات الجامعات والكليات ومنذ أربعين سنة غير قادرة على توفير متطلبات سوق العمل سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي، ومع هذا لم تشفع الجامعات والكليات بالاستغناء عن العنصر الأجنبي الذي ما زال يعشعش في أذهان المسؤولين. ولعل المأخذ على وزارة المعارف هو إقرارها لمواد ليست بالضرورة كمادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية والتي حظيت باهتمام بالغ من قبل مسؤولي وزارة المعارف من خلال استقطاب معلمين من غير الناطقين باللغة العربية كالهند وماليزيا بحجة أن الدول العربية غير قادرة على تسديد هذا الاحتياج في الوقت الذي تعاني الدول العربية من فائض من خريجي كليات الطب وفي كافة التخصصات، فمتى كانت الدول العربية غير قادرة على تسديد التخصصات التي ترغبونها؟ ولماذا توفدون سنويا عدداً من المعلمين السعوديين من ذوي التخصصات النادرة كاللغة الإنجليزية والحاسب والرياضيات إلى بعض الدول الخليجية والآسيوية والأفريقية؟ أليست مدراسنا أحق بهم؟! وما الهدف الذي سيجنيه الوطن من وراء إقرار هذه المادة التي لم تشفع لأبنائنا العاطلين عن العمل منذ سنوات بالحصول على وظائف كما ظفر معلمو الهند وماليزيا بتعليم هذه المادة.
إقرار هذه المادة في المرحلة الابتدائية له سلبيات منها سوف ترهق ميزانية الدولة من خلال تعاقدها مع آلاف المعلمين من الخارج وما يترتب على ذلك من بدلات سكن وتذاكر سفر ونهاية خدمة من غير حاجة ماسة، في الوقت الذي تناشد فيه الدولة لتقليل الانفاق الحكومي من كافة الوزارات وفي أضيق الحدود المهمة، بالإضافة إلى تأثيرها المحتوم على لغتنا العربية التي تعيش واقعاً مؤلماً حتى أصبحت غريبة بين أهلها، وهذا ما يؤكده واقع التعليم العام والتعليم الجامعي الذي يشتكي من خلل في هذا اللغة سوءاً في القراءة الصحيحة أو الكتابة السليمة ناهيك عن الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية لدى كثير من طلابها. ومسؤولو الوزارة يعلمون ذلك ومع هذا لم تلق اهتماماً كما لقيته هذه المادة الجديدة باستقطاب معلمين من غير الناطقين باللغة العربية بينما هذه المادة لم تلق اهتماماً بالمرحلة المتوسطة والثانوية المقررة فيهما منذ عشرات السنين، بينما تسند تعليم اللغة العربية في المرحلة إلى غير المتخصصين بها فمعلم الرياضيات أو العلوم أو الاجتماعيات أو الفنية يسند لهم تدريس اللغة العربية، ثم ما هو سر الإسراع في إقرار هذه اللغة دون عمل دراسات ميدانية واستطلاع آراء المعلمين والطلاب وأولياء الأمور حيال هذه المادة. وهل هي مفتاح العقول والقلوب لطلابنا لينطلقوا من خلالها إلى فضاء الإبداع والتفكير ومن ثم الاختراع والابتكار؟! ولكن فيما يبدو أن التقليد والمحاكاة والتبعية للغير جعل الوزارة تقر هذه المادة.وزارة المعارف منذ ست سنوات فقدت مقرراتنا صيغة الثبات والاستقرار فكل عام تقر مادة جديدة وكل عام تجرى في مدارسنا تجارب ميدانية وكل عام يطل علينا نظام غريب وكل عام تصدر تعاميم جديدة وكل عام تلغى تعاميم سابقة وهكذا يسير عمل الوزارة، فأشغل المعلم بالأعمال الإدارية عن عمله الأساسي بالاطلاع على التعاميم والنشرات والاهتمام بالأنظمة والتعليمات الجديدة وما أن يستوعبها حتى يفجأ بإلغائها.

ناصر بن عبدالعزيز الرابح/حائل

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved