بين الحين والآخر يطالعنا الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان بمقالات نادرة وقيمة هي خلاصة ملاحظاته وقراءاته في مكتبة قيس وملاحظاته تلك هي مواقف ربما يمر بها كثير من الناس
ولكنه يتنبه لها وقد قيل إن نصف العبقرية أن تتنبه لشيء غفل عنه الناس يعجبني أسلوب الحمدان في الإتيان بعدة موضوعات في مقال واحد وهو أسلوب رائع يذهب الملل من قراءة موضوع واحد طويل ومسهب مليء بالفلسفة.
إن هذا الأسلوب هو كالفواكه المشكلة التي تجمع بين الحلو والحامض والمر والحالي.. هو كالفستق المقشر الذي لا نجد صعوبة في أكله.. إنه أسلوب أرجو أن يحذو حذوه كتابنا وخاصة في الجريدة المتألقة دوما «الجزيرة» ومن ملاحظاته القيمة عدم وضع سياج على الطرق الفردية التي تحدث عن طريقها دخول الإبل السائبة و «الحمير السائبة» إلى الطريق وحصول حوادث مهلكة بسببها حيث أنها تمر بمراعي هذه الإبل. ولا ندري من الأحق وصاحب الحق الأول هل هي الإبل التي ترعى بمراعيها وجاء الطريق وسلب حقوقها.. أم هو الطريق الذي يستخدمه المسافرون للعبور عبر مراعي هذه الإبل.. ننتظر الإجابة الفصل من اللجان المشكلة لهذا الغرض. قبل أن تنجح الإبل في تشكيل «لجنة» من دهاة الإبل للمطالبة بحقوقها وإبعاد ا لطرق عن مراعيها..!!.
ومن ملاحظاته الاجتماعية القيمة في مقاله هذا هو الذي يصرف نظره عنك أثناء سلامه عليك حيث قال إنها عادة سيئة جداً لا يعيرها الكثيرون أي اهتمام.وأؤيد الأستاذ محمد على طرحه هذا فإن هذا التصرف تصرف لا شعوري يحدث من الكثيرين في كثير من الأحيان وخصوصا عندما يقوم شخص واحد بمصافحة عدد كبير في أحد المجالس حيث أنه يرتبك بسبب السرعة، ولكن الواجب هو أن ينظر المسلم «بكسر اللام» إلى «المسلم عليه» بفتح اللام فإن لهذا أثراً كبيراً في إثبات ودوام المودة.لقد كانت ملاحظات صاحب مكتبة قيس في العدد «1087» رائعة وقيمة..
م. عبدالعزيز محمد السحيباني/البدائع |