Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شاكراً الشعب النبيل الكريم شاكراً الشعب النبيل الكريم
السعوديون لم يتخلوا عن فلسطين يوماً

قيل إن أكرم الكرماء هو حاتم بن عبد الله الطائي وكان في الجاهلية على دين النصرانية وكان يقول لامرأته ماوية:
أماويَّ إن المال غادٍ ورائحٌ
ويبقى من المال الأحاديث والذكرُ
ملاحظة: أماويَّ على الترخيم وهو حذف آخر المنادى وفيه لغتان (أماويَّ ) على «لغة من ينتظر» رجوع التاء المربوطة، (وأماويُّ) على «لغة من لا ينتظر». قال ابن مالك في الألفية:


ترخيماً احذف آخر المنادى
كيا سُعا () فيمن دعا سعادا

وقال حاتم:


أماويّ إني لا أقول لسائلٍ
إذا جاء يوماً حلََّ في ماليَ النزرُ

«والنزر القلة ومنه «نزار» فقليل أمثالي في الصفات الحسنة.
وقال حاتم لغلامه في أرجوزة:


أوقدْ فإن الليل ليلٌ قرُّ(1)
والريحُ يا غلامُ ريحٌ صرُّ (2)
لعل أن يبلغها المعترُّ(3)
إن جلبت ضيفاً فأنت حرُّ

وبلغ من كرمه أنه كان يرعى ثلاثمائة من الإبل فجاءه ثلاثة ضيوف فذبح لكل منهم جملاً وأعطى كلاً منهم 99 جملاً ليحدثوا بما رأوا.
وأنا أقول إن كل من تبرع أو تصدق أو جاهد بماله كما في الاصطلاح الأخير في الحملة الأخيرة لمساعدة أهلنا في فلسطين أكرم من حاتم خاصة أني رأيت صدق العاطفة والرغبة في مساعدة الأهل في فلسطين وطلب ما عند الله وليس للحديث أن فلاناً دفع كذا وفلاناً دفع كذا ولذلك فالشكر موصول:
لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية وطول العمر.
ولولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأبقاه ذخراً للعرب والمسلمين وفلسطين وأطال عمره.
وللنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز أطال الله عمر سلطان الخير وأمده بالصحة والعافية وطول العمر.
ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حفظه الله رئيس لجنة مساعدة الانتفاضة.
ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الذي يرعى أسر مجاهدي وشهداء فلسطين منذ خمسة وثلاثين عاماً.
ولصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال الذي هو أكرم من حاتم وأبي حاتم حفظه الله وأبقاه سنداً وعوناً لفلسطين وأهلها .
ولكافة الأسرة المالكة حفظهم الله ذخراً لفلسطين.
والحكومة الرشيدة وأخص وزارة الإعلام ووزيرها الطيب الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي على جهودهم.
والشكر موصول للعلماء الأفاضل في هذه البلاد الكريمة ولعلّي أخص الشيخ سعد البريك الذي لو كان يجمع لنفسه ما بدا بذلك الإخلاص والجهد وكذلك للشيخ السدلان وكل العلماء الذين كانوا في قيادة حملة الجهاد بالمال.
وأشكر كافة أفراد الشعب السعودي النبيل الكرام الأجاويد الأصلاء الذين يُعرفون في الشدة والرخاء والذين ما تخلوا عن فلسطين وأهلها يوماً ولعلّي أخص النساء اللائي قدمن حليّهن «والحليّ أحسن ما تتجمل به المرأة وتتزين وتباهي وتفاخر» والأطفال الذين جاءوا بحصالاتهم.
والعرب والمسلمين جميعاً فهم نعم السند عند الميل ونعم المرتكز عند الانحدار.
وبعد .. ماذا أقول؟ لقد غمرتمونا بكرمكم أبقاكم الله وحفظكم وحفظ هذه البلاد العربية السعودية المقدسة من كل سوء وحماها من كل مكروه وحاقد وحاسد وجعل ما قدمتم في موازين حسناتكم وحاجباً لكم عن النار.
ولي عتاب ..
على الذين لا يقدمون شيئا ويطالبون بالتأكّد من وصول التبرعات إلى مستحقيها لا منهم ولا كفاية شرهم وكأن كل الذين قدموا مئات الملايين .. لا أعرف ما أقول.
والثاني إلى الذين يلمزون المطَََّوِّعين في الصدقات. فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة إلى الصدقة ، فجاء رجل بصاع برّ فقال اللامزون: إن الله غني عن صاع بر هذا وجاء رجل بملء يده ذهباً حتى كادت تعجز عن حملها فقالوا منافق. فلا يكن أحد مثل هؤلاء. ثم الذين يتهمون الناس بأكل الأموال، أقول لهم: لا تتكلموا في الناس بل اقتدوا بالكرام ودعوا غيرهم إن وجدوا قال الحطيئة:
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكمُ
من اللوم أو سُدُّوا المكان الذي سدُّوا
ثم كلمة إلى أهلي في نابلس «الجبارة» كما كانت تدعى في ثورات الثلاثينات:
يا أهلي وأحبابي وأغلى من نور عيوني، فؤادي والله ودمي وعواطفي معكم، وكم أتمنى أني عندكم أعمل ما تعملون وأصمد كما تصمدون، وأجاهد كما تجاهدون.. دعواتي لكم والله يحفظكم ويصونكم ويصون نابلس بلدي الحبيب بلد الصمود والشموخ والمحافظة والتمسك بأخلاق الإسلام، بلد المساجد والمشايخ والعلماء منذ القدم.
وتحياتي إلى كل فلسطين: كل مدينة وكل قرية وكل مخيم داعيا أن يفك الله أسر المأسورين، ويرحم شهداءنا الأبرار ويجمعنا معهم في جنات النعيم، وكنت رأيت في القنوات الفضائية الرجل الذي أخرجوه من تحت أنقاض بيته هو وامرأته، وهو من أصدقاء الطفولة وزملاء الفتوة اسمه أبو طلال كما كنا نسميه ونحن في بداية الشباب ولا أعرف أن كان غيّر كنيته عمر الشُّعبي من أظرف الناس وأخفهم دماً وأدمثهم أخلاقاً، وذلك البيت المهدم بيته هو في حارتنا القديمة حارة «القريون» التي كنت ذكرتها سابقاً، وكنت فرحت بخروج «أبو طلال» سالماً حتى أخبرني ابني رفيق أن ابنه وأحفاده ماتوا تحت الردم فانكسر قلبي وانشطر فؤادي همّا وغمّا وحزناً.
أما نابلس بلد الأشاوس الصيد، بلد الجلال والجمال، بأهلها الكرام البسطاء، بأدبائها المشهورين، وشعرائها المعروفين، بمصانع الصابون التي كانت تصدّر للعالم العربي وهّدمها الاحتلال في هذه الحرب المجرمة، بحلوياتها التي تحمل اسم نابلس في كل مكان، بجمالها وجمال أهلها، فأرجو الله أن يجمعني بها وبأهلي بعد أن تحررت من نير الحقد والبغض والكره لدى اليهود النازيين إنه سميع مجيب.
مع الشكر لجريدة الجزيرة التي مع الفلسطينيين مجاهدة وصفحة عزيزتي الجزيرة التي مع صمودهم صامدة والقراء الكرام والسلام ختام.
نزار رفيق بشير / الرياض
(1) «شديد البرودة»
(2) «صرصر شديدة عاتية»
(3) «المعترّ: المعترض الطالب للقِرى»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved