editorial picture

الحوار الوطني الفلسطيني

يفيد كثيراً أن ينطلق حوار فلسطيني موضوعي بعد الاحداث الجسام التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، المتمثلة في العدوان الأخير، كما يفيد ذلك في التعاطي بصورة جماعية موحدة مع التحركات النشطة باتجاه التسوية، فضلاً عن أن الحوار المرتجى يقطع الطريق على محاولات التدخل الخارجي في الشأن الفلسطيني.
ولعلَّ الأهم في حوار مثل هذا أنه يعيد ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني في مرحلة هامة، وخصوصاً أن هناك حاجة للاتفاق على أساليب العمل والنضال بحيث تتوافق الآليات الفلسطينية، بهذا الصدد، من أجل تضافر القوى وإحداث التأثير المطلوب.
وفي خطاب الرئيس الفلسطيني الأخير دعوة للحوار الوطني تأتي في إطار اصلاح المسار وربما تسبق عمليات الاصلاح المرتقبة.
وقد عززت تحركات السلام الأخيرة الأمل بإمكانية التقدم إلى الأمام، على الرغم من العوائق الاسرائيلية، لكن هذا التوجه السلمي لن يحقق التأثير الفاعل في ساحة فلسطينية، متباينة التوجهات.
ويفيد كثيراً ان تسهم الأطراف العربية في التمهيد لحوار مثل هذا، فالعالم العربي يبقى عمقاً لا غنى عنه في كل الأحوال الفلسطينية وفي كل مراحل القضية.
ويبقى أن الفلسطينيين أنفسهم أدرى بدواعي الحوار والاصلاح، لكننا نشير إلى محاولات اسرائيل التدخل في هذا الشأن، حيث تحدث شارون عن اصلاح فلسطيني يختلف تماماً عما يدور في أذهان الفلسطينيين.. فإسرائيل تتطلع دائماً الى ما يكرس الأوضاع على ما هي عليه، أي استمرار سيطرتها على الأرض وتأمين سياساتها التوسعية والاحتفاظ بالمستعمرات التي تحتل مساحات شاسعة من أراضي الضفة والقطاع.
والحوار الوطني هو بديل عن اللغط الدائر الآن على الساحة الفلسطينية، فالحوار يوفر ساحة مُثلى لتناول كل الأمور بموضوعية.. ومن دواعي الحوار المناوشات الكلامية التي تتطور أحياناً إلى ما هو أخطر، ما يهدد بانفراط حالة الوحدة التي تحققت خلال الانتفاضة، فالوحدة مكسب لا ينبغي التفريط فيه، من خلال المسارعة بتطويق أي تباينات تخرج عن الاطار الموضوعي لتأمين وحدة الصف ومنع اختراقه من قبل الذين يتربصون به وخاصة اسرائيل.


jazirah logo