كيف لو أنَّك اكتشفت فُجاءةً أنَّ لا هدف لك البتَّة في هذه الحياة...؟ وذهبت مع هذه الفُجاءة تعيد النَّظر في أمورك كافَّة، مبتدأها ومنتهاها...؟!
إنَّك إن فعلت ذلك عند اكتشافك ضبابيَّة هدفك أو عدميَّته، أو العكس، فإنَّك بلا ريب سوف تجد ضالَّتك...
إنَّ من يمشي على الأرض بدون أن يكون له هدف، فإنَّه إمَّا ضالٌ، أو مضلٌّ ومن يكون ضالاً أهون من أن يكون مضلاً...، فهو إن كان في الأوَّل دون هدف، فإنَّه في الثاني إن لم يكن يدرك هدفه، فإنَّه مُبْطنه، حتى لو أخفى ذلك عن نفسه...
فما تقول عن نفسك؟
والذي لا هدف له، ربَّما يفعل في شأن نفسه شيئاً...، وربَّما لا يفعل... فإن كان من الذين لا يفعلون فهو أقلُّ قيمة من أيَّة دابة على الأرض، ولعلَّ تكريم الخالق للإنسان، يدعوه بلا ريب كي لا يمضي في الحياة هدراً، ولا يُسفر فيها عن خُواء...
الماضون بلا أهداف...
هم الأكثرية...
ذلك لأنَّ الأهداف لدى الإنسان تتطلَّب الكثير...
والذي لا يُخطط مساراً له، فهو لا هدف له...
ووجود الهدف يستدعي تخطيط المسار إلى تحقيقه...
ولكن كيف؟
هناك طرق لتحقيق الأهداف تصل بها إلى مشارف الفلاح... أو إلى الفلاح ذاته، بينما هناك من الطرق ما تهوي بصاحبها إلى عمق البئر...
ودوَّامات السُّقوط إلى عمق البئر... هي تلك الرَّحى التي تُفَصِّل جزئيَّات النَّوايا من أهداف الإنسان، فهو إمَّا إلى غرقٍ وتردٍ فموت وهو حيٌّ، وإمَّا إلى ضياع، وتشتُّت، وإثقالٍ على الحياة والأحياء...
فما تقول عن نفسك؟ فيما لو أنَّك اكتشفت فُجاءة أنَّ لا هدف لك فهل سوف تبحث عن مكانك؟ في قاع البئر أو في الطريق إليها؟
أم أنَّك في مهب التَّشتُّت والضَّياع؟
متى يقف كلُّ إنسان أمام مرآة نفسه، بمثل ما يقف أمام المرآة الزجاجيَّة العاكسة له ذاته قبل ظاهرها...، كي يرى داخله بمثل ما يرى خارجه؟.
إنَّ من يستطيع رؤية داخله... أقدر على أن يحدِّد هدفه... ويرسم خطوط مساره كي يصل إلى تحقيقه ونتائجه...
بينما من لا يرى من ذاته إلاَّ ما تعكسه له المرآة أمام وجهه... فإنَّه إما ضالٌ أو مضلٌّ في طريقه إلى البئر، أو في مهبِّ التَّشتُّت...
فأيُّ الناس أنت؟!.
|