في يوم قرآني مبارك من أيامنا العامرة بالخير، اكتظت قاعة الملك فيصل في فندق الإنتركونتيننتال في العاصمة الرياض بأبناء الخير، وأهل الخير، وأحبة الخير، بحيث لم يعد هناك متسع إلا لمزيد من الخير.
لقد كان يوماً حافلاً ستذكره الذاكرة على الدوام، فالختام لم يكن ختاماً، بل إن صح التعبير بداية لإنجاز جديد، وعمل قادم أكبر، وهمم لاتتوانى عن فعل الخير، وعقول متفتحة على القرآن الكريم، وألسنة تلهج بذكر الله على الدوام، إنها الحقيقة ليست البداية ولا النهاية، إنها جزء من الحلقة المتصلة المتواصلة إلى ما شاء الله.
لقد تعهد الله سبحانه بحفظ كتابه الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولقد جعل الله تبارك وتعالى وسائل لهذا الحفظ تتجدد وتتطور وتستمر بتعاقب الأزمنة والأيام، وكان من هذه الوسائل المباركة الحفظ في صدور المؤمنين، وعقولهم، وقلوبهم.
إن ماشهدناه يوم الاثنين الماضي هو أجدى الوسائل النافعة لحفظ كتاب الله تعالى.
لقد كان ختام المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم ختاماً يليق بمقام المحتفى به، ألا وهو كتاب الله تعالى ، ولذلك لا عجب إن غصت قاعة رحبة وسيعة كبيرة بالذين حضروا حفل الخير ومحبيه كباراً وصغاراً لقد وزع أمير الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الجوائز السخية لحفظة كتاب الله تعالى في الحفل القرآني الكبير، وهو كله يقين بأن الجائزة الأكبر التي تنتظر الحفظة الأبرار، إنما هي ثواب الله تعالى الذي لايدانيه ثواب، إن بانتظارهم مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله لنا ولهم الثبات.
لقد مرت أيام من التنافس الطيب المبارك البريء من اجل إظهار المقدرة والتمايز فيها، وذلك من أجل ماذا؟ من أجل إظهار مدى التقدير والاحترام والحفظ والتطبيق لكتاب الله تعالى.
لقد كانت أياماً عامرة بالخير، بساعاتها ودقائقها، كان العمل سيد الموقف، وأي عمل؟ إنه عمل الخير، وفي بلد الخير، لأهل الخير، بمقتضى كتاب الخير، وبرعاية أصحاب الخير.
لقد كان أمير الخير حقيقة يستحق التكريم لكونه اليد البيضاء المفتوحة على الدوام في كل هذه الفعال الجميلة، إنه صاحب الخصال الرائعة التي تأبى عليه إلا أن يكون سباقاً للخير، ساعياً إليه، عاملاً من أجله، واضعاً كل غال في خدمته، وهذا ما أدى إلى أن تظهر ثمار عمله الطيب في داخل المملكة وخارجها.
(97) من المتنافسين، منهم (60) من الذكور، و(37) من الإناث، كان محور الاهتمام على مدار أيام الخير، كانوا نقطة الارتكاز في ذلك العمل، وحولهم وحول جهودهم تبلورت قمة الخير، إن جاز لنا التعبير، لقد أتوا من كل المناطق في المملكة معبرين بصوت واضح صريح ان لاشيء يعلو على كتاب الله، باذلين أقصى طاقاتهم للظهور بالمظهر اللائق لحفل كهذا.
لقد كانت الدورة الرابعة من جائزة الأمير سلمان القرآنية دورة متميزة، وهذا ما عهدناه في كل دورة من الدورات، وكانت شاملة، وفي غاية التنظيم ولله الحمد ، ويبقى الطموح من المشروع أكثر، وهذا ما سيتحقق بإذن الله بهذه الجهود التي لاتتوقف، بل بدأت من الآن بالإعداد للدورة الخامسة، فالختام بداية، والبداية استمرارية، والاستمرارية خير في خير.
إنها لحظات من العمر نذكرها تلك التي شهدناها مساء يوم الاثنين الماضي، ولعله من الواجب ذكر تلك الجهود المباركة التي لولاها بعد فضل المولى عز وجل لما ظهر العمل بهذا الشكل الذي رأيناه وعايشناه عن قرب، تلك الجهود التي قامت بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بإشراف مباشر من ربانها معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، الذي لم يدخر جهداً في تذليل الصعاب، والتوجيه والدعم مع التشجيع، حتى تظهر الأعمال الجميلة وفق مايخطط لها، وبصورة رائعة بهية تليق بالمناسبة وأهلها وراعيها.
الحلم صار حقيقة من سنين ولله الحمد، والآن يكبر ويكبر، وفي ختام عامه الرابع صار قوي البنيان، وسيكبر ويكبر لنراه تاجاً على رؤوس أبناء هذه الأمة، وما أجمله من تاج، إنه تاج حفظ كتاب الله، على رؤوس حفظته الذين لهم علينا الكثير الكثير.
أما زملاء المهنة.. رجال الإعلام فدورهم كبير، وعليهم ألا ينسوا اللحظات المنيرة من حياة الأمة، فيجب تسجيلها بمداد من ذهب، انشروها على الملأ، ولتكسبوا الثواب، ولا تدعوا أحداً يسبقكم إليه، فالخير كثير وفير عميم، وينادي أن أقبلوا، ووسائل الإعلام كلها مقصودة من مرئية إلى مسموعة إلى مقروءة، من إنترنت إلى صحف ومجلات وكتب، وكل هذا في سبيل الله، والله من وراء القصد.
|