Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نبض المداد نبض المداد
المدخن الصغير
أحمد بن محمد الجردان

تجارة التبغ في رواج، وأعداد المدخنين في ازدياد وليس ذاك بجديد، ولكن المؤلم والجديد أن المدخنين الجدد أكثرهم لم يبلغ الحلم بعد فهم أطفال صغار يدخنون بشراهة فالسيجارة تلو السيجارة. تجدهم في الشوارع وجوههم مصفرة وشفاههم مسودة. وجدت أحدهم ذات مساء وهو يدخن بشكل خرافي، وجدته وقد علته سحابة من دخان، وجدته ووجهه قد اصفر، وجدته وشفتاه قد اسودتا، وجدته كالتائه بل هو تائه لا يدري ما تفعل به تلك السجائر!!، سلمت عليه فرد السلام باستحياء وكأنه يخفي سيجارته!!، أثنيت عليه وعلى أهله - مع اني لا أعرفه ولا أعرف أهله - ولكن من باب إحسان الظن بكل مسلم. وبعد ذلك أخذت في الحديث معه فتجاذبنا الحديث، كل يدلي بما لديه حول التدخين ثم انصرفت عنه مودعاً له داعياً له من أعماق قلبي فرد عليّ مودعاً داعياً لي دعاء أسأل الله أن يقبله ويقبل دعائي له.
خرجت من هذا الموقف برؤى حول خلفيات التدخين ولِمَ يدخن المدخنون وبالذات الصغار منهم؟ فصاحبنا المدخن الصغير يفتقد القدوة فوالده مدخن وإخوته مدخنون إلا واحداً منهم، ويرى أن التدخين رجولة وفتوة ودليله ان بطل الفيلم المحبب اليه مدخن بالدرجة الأولى وله بطولات أسطورية، ويرى أن التدخين متنفس للضيق والنكد وشاهده عطاءات أهل الفن من مسلسلات وأفلام، وأن ثمة أطباء يدخنون وهم أعلم الناس بأضراره الى آخر تلك المبررات الواهية التي لا تقنع من لديه حبة خردل من عقل!!
سأعرض عن كل ما قال من مبررات إلا عن واحدة وهو قوله لو كان مضراً لما وجده يباع في كل مكان. تبرير بريء خرج من شفاه مسودة من التدخين يحتاج منا الى إجابة. كيف نقول له مضر بصحتك وهو يجده أمام عينيه الصغيرتين يعرض بأسلوب مغر وأسماء جذابة وصور أكثر جاذبية لمن هم في عمره؟ كيف نقول له مضر وهو يباع في نفس المحل الذي يشتري منه الحلوى؟ في نفس المحل الذي يشتري منه خبز أهله كل مساء؟ لو كان مضراً لمنعوه. هذا ما يفكر به ويبرر به ذلك المدخن الصغير كلما أخرج سيجارة جديدة وهمَّ بإشعالها!

Zjardanayna.com

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved