الكاتب محمد عبداللطيف آل الشيخ قرأ بيت شعر في الإنترنت وأعجبه مما جعله مدخلاً لإحدى مقالاته عن شعراء هذه الأيام فماذا قال عنهم؟
قرأت في أحد منتديات الحوار على الإنترنت بيتاً شعبياً يقول:
يانعنبوكم كل أبوكم شواعير
يرفع حجر تلقى ثمانين شاعر
والتساؤل الذي يحمله هذا البيت هو بالفعل محل استفهام كبير، ويتحدث عن ظاهرة جديرة بالبحث والاهتمام.
صحيح أن الشعر هو ديوان العرب، والعرب كما يقولون أمة شاعرة؛ ولكن أن يصل هذا الاهتمام إلى هذه الدرجة من الشيوع والانتشار، وبالذات في عصر تعدد الوسائل والتواصل الإعلامي، فذلك بالفعل يحتاج إلى أن نتوقف عنده بالتحليل والبحث عن الأسباب قبل الحكم لهذه الظاهرة أو عليها.
والغريب أن هوس الشباب بالشعر، والرغبة الجامحة لدى بعضهم لأن يكون شاعراً يشار إليه بالبنان، أدت فيما أدت إليه إلى بروز ظاهرة شراء وبيع القصائد فأصبح هناك سوق مزدهرة لبيع وشراء القصائد، وأصبح هناك باعة ووسطاء ومقاولون، وفي المقابل هناك من هم على استعداد للشراء حسب جودة القصيدة وقوتها..
وهذه الظاهرة حسب علمي لم يعرفها تاريخنا الأدبي إطلاقاً، وهي إفرازه من إفرازاتنا السلبية، ودليل مرض نفسي يجتاح الكثير من شبابنا رغم أن الكثيرين من هؤلاء المزورين تحديداً يعلم أنه مكشوف، ومع ذلك يصر على ظهور لقب «الشاعر» قبل اسمه.. والسؤال: أليست هذه الظاهرة جديرة بالبحث المتخصص، وبالذات من قبل المتخصصين النفسيين والاجتماعيين؟
|