* رام الله - نائل نخلة:
تهدد ازمة مالية خانقة اكبر مؤسسة عربية وإسلامية في مدينة القدس المحتلة والتي قد تؤدي بها إلى الانهيار الكامل اذا ما استمرت لعدة شهور.
وقال طلاب جامعة القدس المنقطعون عن الدوام لأكثر من اربعة شهور ان جامعتهم اليوم وبسبب الازمة المالية الحرجة التي تعيشها منذ سنوات في مهب الريح ومهددة بالاغلاق.
وقال الطالب نضال نزال الذي لم يبق على تخرجه سوى اسابيع قليلة انه منذ اربعة شهور لم تنتظم الدراسة في الجامعة بسبب اضرابات العاملين والمدرسين فيها المطالبين برواتبهم.
واشتكى نزال كبقية زملائه من اللامبالاة التي تبديها قيادة السلطة الفلسطينية تجاه جامعتهم والتي تخضع ادارتها مباشرة للسلطة ولم تتحرك حتى اللحظة لفك ازمتها المالية أو محاسبة المتسببين في هذه الازمة.
وقد شل الاضراب الذي دعت إليه نقابة العاملين في الجامعة جميع مرافق الجامعة منذ اربعين يوما وبشكل كامل، أي بعد الاجتياح الاسرائيلي الاخير لمدن الضفة الغربية والذي اغلقت فيه الجامعة ابوابها امام الطلبة بسببه.
ويأتي الاضراب بسبب عدم دفع مستحقات العاملين في الجامعة منذ خمسة شهور متتالية.
ويفكر عدد كبير من الطلبة في ترك الجامعة والانتقال للدراسة في الجامعات الفلسطينية الاخرى في الضفة الغربية اسوة بنحو 650 طالب وطالبة انسحبوا من الجامعة حتى اللحظة.
وقال الطالب سائد العويوي ان اسرائيل تحاول منذ عقود وبكل الوسائل اغلاق جامعة القدس وافراغها من طلبتها من خلال الحصار والاغلاقات والاعتقالات وملاحقة الطلبة في مساكنهم والتضييق عليهم الا انها لم تنجح في ثني طالب واحد عن مواصلة الدراسة في الجامعة، الا ان الازمة المالية الخانقة التي تعيشها اليوم تضع جامعتنا في مهب الريح وبالتالي تخدم الاحتلال بطريقة غير مباشرة.
وطالب العويوي السلطة الفلسطينية التي تعتبر الجهة العليا المسؤولة عن إدارة الجامعة والمعينة من قبلها ان تتحمل مسؤوليتها وان تتدخل بالسرعة الممكنة لانقاذ جامعتهم أكبر واعرق مؤسسة فلسطينية في القدس التي طالما نتغنى بها في اعلامنا وخطاباتنا.
الدكتور صبري الصفدي المحاضر في كلية المهن الصحية في الجامعة وهو عضو في نقابة العاملين قال ان الجامعة تعاني من ازمة مالية منذ عام 1995 وكانت هذه الازمة تتراوح بين مرحلة التعايش ومرحلة التفجير.
وقال الصفدي: لكن منذ شهر كانون الثاني لهذا العام وحتى الآن لم يتلق احد من العاملين أي فلس واحد ولم يعد لنا أي قدرة على تحمل المزيد فمديونية الجامعة تجاوزت الـ10 ملايين دولار.
ورفض الصفدي دعوة إدارة الجامعة للعودة الى الانتظام في الدوام الجامعي في الثامن من شهر حزيران الحالي ما لم تغط جميع المستحقات المالية للعاملين بشكل كامل والحصول على ضمانات بعدم العودة مجددا إلى الازمة المالية مجددا.
وذكر المحاضر في كلية المهن الصحية ان جامعة القدس تشكل عقبة كأداء في داخل القدس الشريف بالنسبة للاسرائيليين ونحن نرى ان الشارع السياسي والقيادة الفلسطينية تنظر اليها نظرة المستغرب وكأنها غير موجودة.
وبحسب الصفدي فإن لجنة وزارية تشكلت قبل الاجتياح الاخير مكونة من ثلاثة وزراء في السلطة الفلسطينية لم يتم تنفيذ أي قرار من توصياتها التي قدمتها للقيادة الفلسطينية.
وقال الصفدي ان السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية ما يحدث اليوم في جامعة القدس المحتلة.
ووجه الدكتور الصفدي نداء استغاثة الى كل الشرفاء والخيرين في العالم العربي والإسلامي القادرين على تعزيز صمود القدس وأهل القدس.
واضاف: «مطلوب منهم اليوم دعم أهل القدس، مطلوب منهم ليس فقط الدعم ولكن معرفة اين تصرف هذه الاموال».
ولم تتوقف الاحتجاجات العلنية منذ أسبوع فاقاموا خيام اعتصام في مدينة جنين والخليل وبيت لحم ورام الله ونظموا عدة مسيرات احتجاجية باتجاه المجلس التشريعي والتقوا عددا من اعضائه.
الدكتور عماد ابو كشك نائب الرئيس للشؤون المالية والإدارية يؤكد على هذه الازمة المالية الخانقة ويقول ان سبب الازمة المالية الحرجة التي تمر بها جامعة القدس متشعبة.
واضاف: «نعتمد في ما نسبته 65% من المصاريف الجارية على اقساط الطلبة، أي اعتمادنا الاكبر على الذات، و35% على المساعدات الخارجية وتحديدا المخصصات التي تقدمها وزارة التعليم العالي الفلسطينية، ومنذ سنتين لم نتلق هذه المخصصات مما ادى الى وجود العجز».
ويقول ابو كشك: ثم دخلنا في العام الذي يليه ووجدنا انه لا يمكن للتعليم العالي ان يغطي قيمة العجز البالغة 35% فتراكم هذا العجز خلال السنتين الماضيتين.
اضافة إلى ذلك، جاءت الانتفاضة الفلسطينية وفي السنة الثانية منها كان هناك مشكلة كبيرة لدى معظم الطلبة في عدم مقدرتهم على دفع الاقساط الجامعية فاضطرت إدارة الجامعة إلى أخذالظروف المادية الصعبة بعين الاعتبار وعمدت الى تقسيط القسط الجامعي المستحق عليهم على عدة دفعات ولكن حتى هذه الدفعات لم يكن بمقدور اغلبية الطلبة الوفاء به.
|