* رام الله غزة العواصم الوكالات:
باشرت لجنة فلسطينية العمل لإعداد مشروع قانون يشمل الاصلاحات في السلطة الفلسطينية وهي الاصلاحات التي وعد بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطابه الاربعاء أمام المجلس التشريعي الفلسطيني.
وقد أثار خطاب عرفات ارتياحا في مختلف أنحاء العالم وجددت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها كولن باول الترحيب بما أعلنه من عزم لإجراء اصلاحات في السلطة الفلسطينية، لكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انتقدت الخطاب الذي قالت إنه لم يأت على ذكر كلمة واحدة عن الانتفاضة أو المبعدين، غير أن الجبهة أقرت بضرورة حدوث إصلاحات بعد الهزة التي تعرض لها المجتمع الفلسطيني جراء الاعتداءات الأخيرة.
أربعة شهداء
وشملت التطورات أمس سقوط أربعة شهداء جدد خلال عمليات اجتياح نفذتها القوات الإسرائيلية في عدة أنحاء بالضفة الغربية وقطاع غزة.
واقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية صباح أمس منزل أحد أفراد القوة 17 الفلسطينية في بلدة بيتونيا القريبة من رام الله واسمه «محمد غنام» وقتلته واعتقلت مواطنا آخر كان معه في المنزل.
وزعم ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ان الشهيد غنام كان مطلوبا لقوات الأمن وحاول الفرار من المكان مما دعا الجنود الإسرائيليين إلى اطلاق النار عليه، وواصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها واقتحامها للمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ الليلة قبل الماضية وصباح أمس ترافقها الدبابات والمروحيات بحجة البحث عن مطلوبين فلسطينيين.
وقد أوقف أيضا أثناء العملية أربعة عناصر من القوة 17، حرس الرئيس ياسر عرفات.
وعملية التوغل هذه هي الأولى التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ الثاني من آيار/مايو، تاريخ رفع الحصار عن المقر العام للرئيس الفلسطيني.
واقتحمت القوات الإسرائيلية أيضا قرية طلوسة قرب نابلس في شمال الضفة.
وقال شهود إن القوات المغيرة قامت بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل وقالت مصادر فلسطينية إن الجنود اعتقلوا ما لا يقل عن 12 ناشطاً فلسطينيا.
وفي قطاع غزة قصفت المروحيات والدبابات الإسرائيلية مواقع فلسطينية في خان يونس غربا مما أدى إلى استشهاد احد ضباط الأمن وإصابة عدة منازل بأضرار.
كما طال القصف دير البلح ورفح بحجة سقوط قذائف هاون على مستوطنات جاديد وموراج بين رفح وخان يونس وجوش قطيف في خان يونس.. فيما واصلت الجرافات الإسرائيلية في رفح تجريف أراض فلسطينية وهدمت ثلاثة منازل بحجة العثور على نفق هناك..
وأضاف المصدر «ان قوات الاحتلال أطلقت عدة قذائف مدفعية من منطقة التفاح باتجاه الحي النمساوي والمقبرة في خان يونس ليل الثلاثاء الاربعاء بدون مبرر أو دافع، مما أدى إلى تضرر بعض المنازل.
كما قام طيران الهيلوكبتر الإسرائيلي باطلاق نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه مخيم خان يونس الغربي مما أدى إلى إصابة عدد من المنازل بأضرار.
وأفاد مصدر طبي فلسطيني أمس الخميس ان فلسطينية توفيت متأثرة بجروح أصيبت بها نهاية الشهر الماضي عندما سقطت قذيفة إنارة إسرائيلية على منزلها في رفح جنوب قطاع غزة مما أدى إلى احتراق المنزل وإصابة من فيه.
وقال الطبيب معاوية أبو حسنين مدير عام قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء بمدينة غزة «ان السيدة فايزة أبو لبدة 36 عاما توفيت متأثرة بجروح أصيبت بها في30 نيسان/ابريل الماضي نتيجة سقوط قذيفة إنارة أطلقها الجيش الإسرائيلي على منزلها في مدينة رفح قرب الشريط الحدودي مع مصر، مما ادى إلى احتراق المنزل في حينه وإصابتها بجروح خطيرة مع شقيقها».
وكان مدني فلسطيني قد أصيب آخر الليلة قبل الماضية بقذائف الدبابات الإسرائيلية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق ما افاد مصدر أمني فلسطيني.
منع هاني الحسن من العودة
وفي إطار سياساتها التعسفية رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لعضوي اللجنة المركزية لحركة فتح هاني الحسن وعباس زكي من العودة للمناطق الفلسطينية الأمر الذي حال دون حضورهما اجتماعات اللجنة المركزية لفتح واجتماع المجلس التشريعي الفلسطيني.
وقالت مصادر في السفارة الفلسطينية في عمان أمس إن الارتباط العسكري الفلسطينى فشل في الحصول على إذن عودة لهاني الحسن وعباس زكي.
لجنة للاصلاحات
إلى ذلك قال الفلسطينيون أمس الخميس إن لجنة خاصة تضم نوابا بالمجلس التشريعي الفلسطيني قد بدأت العمل ليلة الاربعاء/الخميس لإعداد مشروع قانون يشمل إصلاحات في السلطة الفلسطينية.
وقد تم تشكيل اللجنة بعد إعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الاربعاء تأييده لإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية.
وتضم اللجنة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إبراهيم أبو ناجح، والوزيرالسابق نبيل عمرو، الذي استقال من منصبه احتجاجا على بطء وتيرة الاصلاحات، إلى جانب ناشطة الحقوق المدنية حنان عشراوي.
ولم يعلن عرفات عن تفاصيل خاصة بإصلاحات محددة، ولكنه أعلن عن اعتزام إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية دون أن يحدد موعدا لذلك.
وقال وزير الحكم المحلي صائب عريقات أمس إنه سيتم إجراء انتخابات بلدية «حينما يكون الوقت مناسبا».
وقال عريقات لإذاعة صوت فلسطين إنه في حين لا يعترض على إجراء انتخابات بالنسبة للمدن والبلدات والقرى العديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وفصل القوات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية بعضها عن بعض يجعل إجراء تلك الانتخابات صعبا جدا.
الشعبية تنتقد خطاب عرفات
وبشأن خطاب عرفات أيضا فقد انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الخطاب وهاجمت السلطة الفلسطينية قائلة إن ممارساتها قد اتسمت «طوال الثماني سنوات الماضية بالفساد والاستبداد الداخلي»، وجاء في البيان الذي صدر عن الجبهة في دمشق في ساعة متأخرة من يوم الاربعاء في معرض تعليقها على خطاب عرفات أن «الوضع الفلسطيني وعلى ضوء العدوان الشامل الذي تعرض له الشعب الفلسطيني بات يتطلب القيام بعملية مراجعة سياسية وتنظيمية جذرية شاملة لمجمل الخط السياسي والتنظيمي الذي أوصل الشعب الفلسطيني إلى ما وصل اليه».
وانتقدت الجبهة في بيانها خطاب عرفات وقالت إنه «لم يتضمن كلمة واحدة عن المقاومة والانتفاضة رغم كل التضحيات والمقاومة الباسلة التي سطرها الشعب الفلسطيني خلال تصديه للعدوان الإسرائيلي».
وأضافت أن الخطاب «لم يتضمن أيضا أي كلمة عن منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت ولا تزال وستبقى الممثل الشرعي والإطار الجامع للشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده».
ومضت الجبهة في انتقادها للخطاب قائلة إنه «لم يشر من قريب أو بعيد للمناضلين المعتقلين الذين تم سجنهم في أريحا تحت حراسة أمريكية/بريطانية وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، كما لم يتحدث عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ومصير المبعدين الذين تم ترحيلهم من بيت لحم إلى خارج الوطن».
باول وخطاب عرفات
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول تأييد بلاده لخطاب عرفات وأعرب عن «تشجعه» بالخطاب الذي وعد بإجراء اصلاحات مهمة في السلطة الفلسطينية.
وقال باول للصحافيين في الطائرة التي كانت تقله في طريق العودة من اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في ايسلندا «إني متشجع بقدرته على الكلام عن اصلاحات بنفس العبارات التي نستعملها نحن وآخرون».
وأضاف «إني مرتاح لكون الرئيس عرفات تمكن من الكلام بهذه العبارات ونحن على استعداد لمساعدته».
وأشار وزير الخارجية الأمريكي مع ذلك إلى أنه «في نهاية الأمر يعود إلى الفلسطينيين أمر إجراء الاصلاحات، يمكننا ان نساعد ونشجع ونحث ونساهم ولكنه شيء يجب ان يأتي من الداخل إذا أردنا لهذا الشيء ان يستمر».
وأكد باول أيضا ان الولايات المتحدة وبالرغم «من اليسر والعسر، ستواصل الطريق» الذي أعلن عنه الرئيس جورج بوش الذي أعرب عن تأييده لإنهاء العنف والطلب من الدول العربية ممارسة ضغوط على المعسكر الفلسطيني في هذا الاتجاه والذي قدم أيضا «رؤية لدولة فلسطينية».
وأضاف باول انه سيتحادث مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي اي) جورج تينيت الذي سيبدأ قريبا مهمة جديدة في المنطقة بهدف التوصل إلى وقف لاطلاق النار والبدء بإعادة تشكيل قوات الأمن الفلسطينية.
ولم يوضح باول مع ذلك موعد مغادرة تينيت ولا خطته معتبرا انه قد يتوجه إلى الشرق الأوسط «خلال اسبوع».
وأعرب أيضا عن «تشجعه»« بتقدم الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة هذا الصراع.
وقال «هناك الكثير من العناصر الصغيرة التي تقوم بأدوار وآمل ان نواصل بهدوء الإعداد للمؤتمر الوزاري» الدولي حول الشرق الأوسط المقرر هذا الصيف.
باريس: الخطاب بناء
ورحبت الحكومة الفرنسية بخطاب عرفات.. ووصفته ب«البناء».
وقال برنار فاليرو مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية في تصريح له أمس «إنه خطاب بناء نسجل له بارتياح تأكيد رئيس السلطة الفلسطينية التزامه لصالح السلام وإدانته للعنف وكذلك إعلانه اصلاح المؤسسات الفلسطينية الذي يعتبر في نظر فرنسا ايجابياً».
وأضاف ان فرنسا تلقت باهتمام طلب الرئيس عرفات من المجلس التشريعي الفلسطيني التحضير لتنظيم انتخابات وهي الفكرة التي تشجعها باريس.
ترحيب مصري بالخطاب
وفي القاهرة رحب أحمد ماهر وزير الخارجية المصري بالخطاب وقال إن الخطاب كان نتيجة طبيعية لما يحدث من استخلاص النتائج بعد كل مرحلة مهمة من مراحل النضال الوطني.
وأوضح ماهر في تصريحات للصحفيين الليلة قبل الماضية ان الرئيس عرفات رأى ان هناك أخطاء ارتكبت وأن هناك اصلاحات يجب أن تتم ولذلك وبكل شجاعة القائد والزعيم ورغم كل الحملات التي تحاول تشويه عملية الاصلاح الضرورية اتخذ عرفات قراره أمام المجلس التشريعي بأنه يجب أن تجرى اصلاحات مهمة في تركيبة السلطة الفلسطينية.
وشدد في الوقت نفسه على ضرورة عدم الخلط بين هذا القرار الشجاع وكل المحاولات التي جرت من الخارج لتشويه السلطة الفلسطينية وتشويه الرئيس ياسر عرفات خاصة من جانب إسرائيل.
وقال ماهر«إنهم حاولوا أن يختزلوا موضوع الاصلاحات الضرورية في التخلص من الرئيس عرفات.. فالرئيس عرفات جاء بقرار من الشعب الفلسطيني الذي أعطاه ثقته في انتخابات حرة ولذلك فهو يتحرك بوحي مصلحة الشعب الفلسطيني.. أما محاولات التشويش ومحاولة الايحاء بأن ذلك مطلب إسرائيلي أو مطلب أجنبي فهي محاولات لا تخدع أحدا.. ونحن نعرف أن القيادة القوية الرشيدة هي التي تستطيع أن تراجع الأمور من وقت لآخر خاصة في أعقاب أزمة مثل الأزمة التي مرت بها السلطة الفلسطينية».
وردا على سؤال عما إذا كانت التعديلات في السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة من شأنها إطالة أمد الوصول إلى إعلان قيام الدولة الفلسطينية أجاب وزير الخارجية المصري موضحا انه ليست هناك علاقة ولكن هناك سلطة فلسطينية تمثل نواة الدولة الفلسطينية وهذه السلطة لها تجربة من الضروري ومن المنطقي أن تقيم من جانب السلطة الفلسطينية نفسها ومن جانب القيادة الفلسطينية وأن تضع أسلوب التحرك في المستقبل.. مضيفا «أن الدولة الفلسطينية موجودة بالفعل وأعلنت من قبل ذلك وهناك سلطة وطنية فلسطينية.. وهي دولة فلسطينية تتعرض لعدوان.. إنما الإعلان الرسمي للدولة سيكون في الوقت الذي تراه القيادة السياسية ملائما ومفيدا ومحققا للأهداف».
وردا على سؤال حول ما تردد عن عقد لقاء بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في القاهرة قال ماهر إنه ليست هناك خطة لعقد مثل هذا اللقاء.
|