* الضفة غزة العواصم الوكالات:
قدم الفلسطينيون المزيد من الشهداء سقطوا خلال عمليات توغل واسعة النطاق قامت بها القوات الاسرائيلية وشملت معظم مدن الضفة الغربية واجزاء من قطاع غزة، ومن بين الشهداء ام وابنتها، وتواصل في غضون ذلك الجدل الداخلي الفلسطيني حول الاصلاحات المرتقبة بما فيها اعادة هيكلة القطاع الامني، واجمعت المصادر الفلسطينية ان التوجه نحو دمج اربعة اجهزة امنية تحت مسمى جهاز الامن القومي، ودخلت اسرائيل في خط الترتيبات الامنية الفلسطينية عبر لقاءات لها مع الجانب الامريكي حيث ابلغت واشنطن مرئياتها بهذا الصدد.
ثلاثة شهداء جدد
افادت مصادر طبية فلسطينية ان الفلسطيني واكب قطب «55 عاما» استشهد بالرصاص الاسرائيلي ليل السبت الاحد في طولكرم في شمال الضفة الغربية حيث توغل الجيش الاسرائيلي لمدة اكثر من 24 ساعة.
كما استشهدت شمال مدينة غزة الفلسطينية كاملة أبو سعيد «45عاما» وابنتها نواء «13عاما» وكانت قد استشهدتا حرقا بعد أن احترقت مزرعتهما ومزارع محيطة بها بسبب قصف اسرائيلي وحشي للمنطقة.
وأكد شهود عيان أن دبابات الاحتلال منعت سيارات الاسعاف من دخول المنطقة 7 لأكثر من ساعتين.
توغل واسع في مدن الضفة
وافاد شهود عيان ان عشر دبابات بالاضافة الى سيارات جيب وآليات مدرعة تدعمها مروحية هجومية دخلت الى قلقيلية.
واعلنت نائبة وزير الدفاع الاسرائيلي داليا رابين فيلوزوف للاذاعة الاسرائيليةالعامة «لقد لاحظنا في الاسبوعين الاخيرين ان هناك موجة جديدة من الارهاب داخل مدننا، وقررنا ضرب اعشاش الارهابيين وبنوع خاص في قلقيلية وجنين ونابلس» على حد قولها.
وزعمت ايضا «ان حركة فتح مسؤولة عن عدد كبير من الاعتداءات التي تشنها بموافقة رئيسها ياسر عرفات، وادعت ان الجهود السياسية لن تطلق طالما لايفي الجانب الآخر «الفلسطينيون» بالتزاماته لجهة عودة الهدوء».
وقد اجتاحت العشرات من الدبابات والاليات العسكرية الثقيلة الاسرائيلية مدينة قلقيلية فجر امس تحت غطاء جوي وقصف كثيف من المروحيات العسكرية لمنازل المواطنين.
وفرضت قوات الاحتلال حظر التجول الشامل على جميع انحاء مدينة طولكرم وشرعت بعمليات قصف وحشية لمنازل المواطنين اضافة الى مداهمة عدد من المنازل في المدينة وتدمير محتوياتها.
كما توغلت قوات الاحتلال فجر امس مئات الامتار في منطقة الهدف غرب مخيم جنين وتحتشد عشرات الدبابات عند المداخل الرئيسية للمدينة والمخيم.. فيما تطلق بين حين وآخر القنابل الصوتية والضوئية في سماء المنطقة.
وكان قد اصيب الليلة قبل الماضية خمسة مواطنين فلسطينيين في منطقة رام الله خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة كفر مالك شمال شرق المحافظة.
وفي الخليل توغلت قوات الاحتلال مدعومة بالدبابات في الظاهرية ويطا ودورا ونصبت المزيد من الحواجز العسكرية.
وقصفت قوات الاحتلال في خان يونس بقطاع غزة فجر الاحد منازل المواطنين مما أدى إلحاق خسائر فادحة فيها.
مدينة المهد
هذا وقد خرجت القوات الاسرائيلية من بيت لحم فجر امس بعد ان عاثت فيها فسادا بدعوى تعقب الناشطين، وذكر صوت إسرائيل أن القوات الاسرائيلية اعتقلت محمد شحادة من نشطاء حركة الجهاد الاسلامي في المدينة بعد تطويق منزله، وذكر أن تبادلا لاطلاق النار وقع خلال هذه العملية ولكنه لم يبلغ عن وقوع إصابات.
تكثيف الاعتداءات
وقد اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن إليعازر أمس «الاحد» بأن الجيش الاسرائيلي سيزيد أنشطته في الاراضي الفلسطينية خلال الايام المقبلة، وذلك في ضوء الموجة الاخيرة من التفجيرات والمحاولات لشن هجمات.
وذكر راديو الجيش الاسرائيلي أن الوزير كان يتحدث خلال الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء، وكانت نائبة وزير الدفاع داليا رابين بيلوسوف قد صرحت في وقت سابق بأن إسرائيل تلقت تحذيرات من هجمات جديدة.
إعادة هيكلة الأمن
وفيما يتصل بالاصلاحات المرتقبة في اجهزة الامن صرح نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الاحد بان عرفات يوشك على المصادقة على خطة شاملة لاعادة هيكلة المؤسسة الامنية الفلسطينية.
وقال ابو ردينة لرويترز «هناك افكار حقيقية تتعلق بسلسلة من التغيرات وقرار الرئيس النهائي حول تلك التغيرات اصبح وشيكا جدا».
وذكرت مصادر في مكتب الرئاسة الفلسطينية ان عرفات عكف منذ اسابيع على دراسة عدة اقتراحات وافكار كان قد كلف هيئات ولجانا بتقديمها اليه، واوضحت المصادر انه وضع اهدافا رئيسية لعملية اعادة الهيكلية ابرزها انهاء تضارب المهام بين الاجهزة المختلفة وتعزيز سلطة القانون.
واضافت المصادر ان خطة اعادة هيكلة الامن ترتكز على وجود اربعة اجهزة امنية يعنى الجهاز الاول بمسائل الامن الداخلي والتي تشمل الامن السياسي وأمن السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ويعنى الجهاز الثاني بمسائل الامن الخارجي وتشمل العلاقة مع الاجهزة الامنية الخارجية، اما الجهاز الثالث فسيكون الشرطة التي تتولى المهام التقليدية في حفظ النظام العام بجميع اشكاله في حين سيعنى الجهاز الرابع بالامن العام وسيضم قوات الامن الوطني.
واكدت المصادر ان الخطة ستعمل على توحيد عمل الاجهزة بين الضفة الغربية وغزة وتتضمن تشكيل مجلس للامن القومي يضم قادة الاجهزة الامنية الذين قالت المصادر ان فترات خدمتهم لن تكون مفتوحة بل محددة بفترات زمنية قابلة للتمديد مع احتمال الانتقال من جهاز الى اخر.
ومن المتوقع ان يصل جورج تينيت رئيس وكالة المخابرات الامريكية ووليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الامريكي الى المنطقة قبل نهاية الاسبوع المقبل للاجتماع مع شخصيات امنية وسياسية اسرائيلية وفلسطينية لدراسة الاصلاحات في السلطة الفلسطينية والاوضاع على الارض.
وقال ابو ردينة ان السلطة الفلسطينية لم تبلغ رسميا بزيارة المبعوثين الامريكيين.
سي آي ايه والموساد يناقشان الامن الفلسطيني
وفي ذات السياق الامني ذكر راديو صوت إسرائيل نقلا عن بعض الصحف الصادرة امس أن رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي إفرايم هاليفي زار واشنطن الاسبوع الماضي حيث اجتمع مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت، وقال إن المباحثات بين الجانبين تناولت «الاصلاحات المطلوبة في أجهزة الامن الفلسطينية».
وأضاف أن رئيس الموساد عاد إلى إسرائيل «في نهاية الاسبوع حيث قدم إلى رئيس الوزراء آرييل شارون تقريرا حول نتائج» مهمته، كما نقل صوت إسرائيل عن صحيفة هآرتس قولها إن هاليفي «عرض على الجانب الامريكي موقف إسرائيل القاضي بضرورة توحيد أجهزة الامن الفلسطينية وإقامة جهاز واحد تجري أعماله من منطق مبدأ الشفافية».
|