بعد لقاء بوتين وبوش
وسائل الإعلام الروسية لم تلتقط أنفاسها بعد

* موسكو- خدمة الجزيرة الصحفية:
لم تبدأ وسائل الإعلام الروسية بعد في إطلاق تحليلاتها لنتائج القمة الروسية - الأمريكية التي انعقدت في 23-26 مايو الجاري بين الرئيسين الأمريكي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وصدرت جميع الصحف بمقالات احتفالية تصف فيها بوش وموكبه وتتابع بأجزاء الثانية مواعيد الإقلاع والوصول والحركة. ووصف الإجراءات الأمنية المشددة التي تحولت موسكو على اثرها إلى ثكنة عسكرية لحماية الضيوف الأمريكيين، فعلى حد وصف صحيفة «كميرسانت» نشرت وزارة الداخلية الروسية حوالي15 ألف شرطي في العاصمة، و422 عنصر استخباراتي، وكان موكب الرئيس الأمريكي يتألف من 40 سيارة، ولعل صحيفة «إزفستيا» هي الوحيدة التي صدرت بموضوع يتعلق نسبيا بمجرى مباحثات القمة والوثائق التي جرى توقيعها، والقضايا التي طرحت، وتركز الاهتمام على توقيع معاهدة تقليص القدرات الاستراتيجية الهجومية والدفاعية، وإعلان الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وواشنطن، واعتبرت الصحيفة أن هذا «اللقاء التاريخي» سيفتح آفاقا جديدة بين الدولتين في القرن الحادي والعشرين، وسيضع أسسا مختلفة لقيادة العالم «المتحضر»، وتناول لقاء القمة الحالة العراقية ليكشف أن كل دولة متمسكة بموقفها. فروسيا ترى ضرورة تنفيذ بغداد لقرارات الأمم المتحدة وقبول المفتشين الدوليين كبداية لرفع الحصار وإلغاء العقوبات، بينما لا تزال واشنطن ترى في العراق دولة «مارقة» تستحق العقاب، أما القضية الإيرانية فقد أظهرت مدى الاختلاف في رؤية الدولتين، فواشنطن لا تزال تتهم روسيا بأنها تساهم في نشر أسلحة الدمار الشامل وتزويد إيران بتكنولوجيا صاروخية، بينما تنفي موسكو هذه الاتهامات وتلقي بالكرة في ملعب واشنطن، وقد صرح الرئيس الروسي بوتين في معرض رده على اتهامات نظيره الأمريكي بأن روسيا لا تخالف الشرعية الدولية بتعاونها مع إيران في المجال العسكري-التقني، بينما العديد من الشركات والمؤسسات الغربية تشارك في بناء المشروعات النووية لدول كثيرة منها تايوان على سبيل المثال، أما موضوع الشرق الأوسط فقد ورد بشكل عابر تماما في اللقاء الصحفي الذي أعقب مباحثات الرئيسين، وفى وقت متأخر صدر بيان مشترك اتفق فيه الرئيسان على دعم إسرائيل في مكافحة الإرهاب، وحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلة إلى جوار الدولة اليهودية، ورأى الرئيسان في بيانهما ضرورة إعادة الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات على أساس قرارات الأمم المتحدة، ومدريد، والمبادرة السعودية، ورأت الصحيفة أن لقاء القمة لم يحل أي من المشكلات التي طرحت، واعتبرته بداية «طيبة» لتفاهم روسي - أمريكي لبحث جميع تلك المشكلات لاحقا.