نورة.. يا نورة
سم يا يبه.. آمرني.
اجلسي وأنا أبوك عندي موضوع ودي أتكلم معاك فيه.
خير إن شاء الله.. وش فيه؟
اليوم جاني عمك سلطان في المكتب وطلب يدك لولده ناصر.
صدمت من هول ما سمعت وقالت: ناصر يبغاني زوجة له.. هذا مستحيل؟
وليش مستحيل؟
لأني أبغى أكمل دراستي في الأول فهي كل حياتي.
وهذا ما يمنع انك تتزوجين.. وبعدين هو ما عنده مانع.
لا.. لا.. أرجوك يا يبه ما ودي اتزوج ها لحين.
يصير خير يا بنتي.. وانا ما ودي اغصب عليك.
عادت إلى غرفتها.. كل شيء مبعثر.. أمسكت بمجلة كانت ملقاة على الأرض.. فتحت غلافها.. فجأة قذفتها بعيداً وقالت: لقد حفظت كل شيء فيها.. ألوانها.. شكلها.. حتى المواضيع التي بداخلها.. فتحت المذياع بحثت فيه عن أي شيء يسلّيها لم تجد فأغلقته من جديد.. بحثت في محطات التلفاز وكان مصيره مثل سابقيه. مرت الساعات بطيئة.. الساعة تشير الآن إلى منتصف الليل.. ارتمت على فراشها كقطعة خشب بالية لم يعد لها أي نفع وراحت في نوم عميق. صباح جديد.. فزت من فراشها.. بدّلت ملابسها.. اتجهت إلى الجامعة. مرت الأربع سنوات.. يوم تخرجها.. الكل منتظر دخولها وبيدها الشهادة.. وصلت للمنزل.. فتحت الباب وركضت إلى والدها وقبّلت يداه.. وقالت: ابشرك نجحت وبتفوق.
ألف مبروك يا بنتي؟
الله يبارك فيك وإن شاء الله اكون قد حققت أمنية والدتي يرحمها الله.
وها لحين يا نورة ما عد لك عذر.. الدراسة وانتهت ولم يبق سوى الزواج.
لكني ما أفكر هذا الوقت فلازلت أطمح للشهادة العليا.
وبعدين.. شوفي نفسك وعلى فكرة كل بنات جيلك متزوجين.
أنا ما علي منهم.. أهم شيء دراستي.
مرت السنوات.. وبدأت التجاعيد تغزو وجهها.. وكذلك الشعر الأبيض.. نظرت إلى نفسها في المرآة.. لم تصدق بأن هذه هي.. تلمست وجهها.. وقالت: يا إلهي هل هذا معقول.. لقد غزت التجاعيد وجهي.. حتى شعري لم يسلم ثم سقطت دمعة على خدها.. حاولت مسحها.. ولكن استمرت في البكاء وهي تقول: من الذي سوف يرضى فيني ها لحين.. أتوقع لا أحد.. السبب هي الدراسة.. وصلت للرابعة والثلاثين وعندما قررت الزواج.. كان قد رحل القطار!.
الرياض
|