الرَّحيل
اقتربت مني وألقت عليّ التحية.. رددت عليها بالمثل مدت يدها قائلة: تفضلي هذه الهدية، إنها من أخت لك في الله وارجو ان ينفعك الله بها أخذت الهدية إنها مغلفة.. يا ترى ما هذه الهدية؟ لم يهد لي من قبل هدية من أحد لا أعرفه أسئلة أخذت تدور في خلدي لم أجد لها إجابة محددة أأفتح تلك الهدية الآن ام أؤجلها الى الغد؟ لقد فتحتها ووجدتها شريطاً لقد فرحت به ولكن لم أسمعه انني أمني نفسي بسماع هذا الشريط.. سأسمعه غداً او بعد غد.. لقد انشغلت في دوامة الحياة بالدراسة بالامتحان، بالحياة، بالصديقات، بالذهاب والإياب، ونسيت الشريط تماماً.
وفجأة مرة أخرى استيقظت على جرس هاتفي النقال فإذا هي رسالة قد كتب فيها كلمات تدعو إلى محاسبة النفس.. واستغلال الوقت فالعمر يمضي والآخرة خير وابقى..
لقد قلبت الرسالة الهاتفية يمنة ويسرة فلم أعلم هي ممن، ومرت الأيام نسيت هذه الرسالة الهاتفية وانغمست في ملذات الدنيا وفي خضم انغماسي فيها سمعت بنبأ وفاة فتاة صالحة طالما وقفت مع الجميع وطالما أهدت نصائح للكثير، وكم مدت يدها مساعدة كل كبير وصغير انها كالشجرة التي تفيء بفيئها على الجميع. سرت رعشة في جسدي وخوف رهيب، أخذت أردد إنها هي.. نعم هي عرفتها هي من أهدى لي ذاك الشريط، .. هي من أرسلت لي رسالة هاتفية نعم إنها هي.. رحمها الله هكذا الموت يأتي فجأة وبلا مقدمات رددت بيني وبين نفسي قول أبي العتاهية.
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط عن نعشه ذاك يركب نراه ذاعين اليقين حقيقة عليه مضى طفل وكهل وأشيب |
بكيت بحرقة.. ووقع نظري على الشريط سمعته.. انه مجموعة من النصائح الذهبية والعظات الجوهرية عن الموت وسكرته والصراط وزلته والقبر وظلمته إن كلامها ونصحها واقعي كيف لا وأنا بعيني أرى هؤلاء الراحلين يرحلون الى حيث لا يعودون..
لقد أسرفت على نفسي كثيراً.. وانشغلت بأمور تافهة.. وقلت في نفسي كيف ستستقبل هي أول أيام القبر؟.
تذكرت رسالتها حرفاً حرفاً وفهمت الآن الآن فقط فهمت مضمونها ياه.. ماذا لو كنت أنا مكانها.. ماذا لو اختطفتني يد المنون وأنا ساهية لاهية.. وأنا في غفلة.
رحمك الله أيتها الفتاة المسلمة لقد ايقظتني من غفلتي وفتحت عيني على ما غفلت عنه وهأنذى استعد ليوم الرحيل لأسير غداً خلفك في قوافل الراحلين وصدق الحق تبارك وتعالى.. {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ پًمّوًتٌ وّإنَّمّا تٍوّفَّوًنّ أٍجٍورّكٍمً يّوًمّ پًقٌيّامّةٌ فّمّن زٍحًزٌحّ عّنٌ پنَّارٌ وّأٍدًخٌلّ پًجّنَّةّ فّقّدً فّازّ} [آل عمران: 185]
اللهم اجعلنا معهم يا أرحم الراحمين.
صدى الذكرى الوشم/ ثرمداء
أكذوبة الأمل!!!
رسمتك لوحة رائعة لكنها خالية من كل شيء! أكتبك قصيدة شعر لكنها بلا عنوان، وأدتك في مخيلتي إلى الأبد، كرهتك فلا تعد مرة أخرى، يقيني أنك لا بد منصاع لما أقول، ولكن .. ليس كل ما أتيقن منه حقيقة.
كما أنك لست حقيقة فأنت مجرد صورة على لوحة لم يكمل الفنان ألوانها فجمدت على الصفحة.
أنت مجرد طبل أجوف خالٍ من كل شيء، لست إلا صفحة من الماضي القديم كتبتها ذات نهار، واليوم هأنذا أنزعها من قاموس حياتي كما أنزع ورقة التقويم القديمة بانقضاء يوم قديم وإشراقة نهار جديد، إذن أنت مجرد أكذوبة في حياتي صنعتها عندما أردت ذلك، لكن عندما انتهت صلاحيتها، خلعتها للأبد!.
«صدى الأحزان»
لِمَ العتاب ؟
لم العتاب ..
وقد جرحت بكل لسان !
لم العتاب ..
وقد توالت قطرات الدم
باكية من عذاب الحسرة
وهذا العتاب ..
يجعلني أتخبط في كل اتجاه !
فمن منكم مدرك محنتي ؟
فالكل غافل ..
أجيبوني ؟!
فاتن عبد الله الناصر
البحيرة الزرقاء
تفجرت كلماتي وتلاشت أحشائي وتجمعت عند بحيرة زرقاء
يحوط بها جزيرة عجيبة أرضها بيضاء وأشجارها سوداء ولكنها جميلة فلون أرضها أبيض كبياض الثلج وملمسه كملمس الماسة من نعومتها
وأشجارها كثيفة وناعمة ولونها كلون الليل الحالك
فتظللت بأوراق شجرها وتوكأت على أرضها كي أشاهد هذه البحيرة التي ترى ما بداخلها من صفائها
أتعلمون ما هي هذه الجزيرة إنها حدقة عين حبيبتي فقد قررت أن أسكن بداخلها وأن تغمض أوراق شجرها علي كي أنعم بتلك اللحظات
قلب ونبض |