Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الصَّقر الصَّقر
لعلها تأتي انتفاضة «نسر» أبي ريشة!
شعر فهد العبد الله

1 اجتماع:
«ذلك الصَّقر الهرم..
كيف نرضى بالخنوع؟!
ولماذا يبسط جناح حكمه على القمم..
وندفن ريشنا بين الضلوع؟!»
وتعالت همهمات..
«كيف؟ ولماذا؟!
إلى متى هذا الخضوع؟!»
***
2 قرار:
من كل حدب..
جاءت هتافات النسور:
لم يبق من أسطورة الصَّقر العظيم..
إلا سطور..
وجناحه مكسور..
فشوَّه تاريخ أجداده..
بالبثور».
***
3 نتيجة:
«ابك كما تبكي النساء..»
واجترَّ ماضيك البعيد..
لم تُضِع حكماً..
لم تضع مالاً..
لقد أضعت ذلك المجد التَّليد..
وها أنت..
ترمق جنتك من بعيد:
«تفاحة الذنب العظيم..
ليتني لم أذقها..»
لم تعد تنفعك «ليت»
ها قد طُرِدْتَ ويا تعس الطريد.
***
4 ذكرى:
انظر.. ولكن لا تقترب..
ستنهشك.. بنادقهم
إن لم يستخسروا.. فيك الرصاص،
ذلك الجولان..
أتذكر الجولان؟!
أم إنك نسيته مع ما نسيت..
من القرآن؟!
إليك مكبِّر الصوت..
نادِ ماضيك،
إليك ذلك المنظار..
حدِّق جيداً..
تلك جثة لتاريخك..
أحرقها اليهود..
في روضة الأقصى،
وتلك أخرى..
في دير ياسين،
وتلك أرض الشمال..
تبكي الجنوب،
وتلك قانا..
أواه يا قانا..
هذه جثة لحاضرك لتوقظك..
هذه قانا.. تصيح بك:
«وا صقراه»
وهذه جنين..
تبحث فيك عن الأنين،
وأنت غارق في أفيونك..
بل أنت غارق في دمك..
تفكر..
بالسلام..
تفكر.. مع أيهن تنام،
جاء اليهود..
علا صوت الأقدام..
مات فارس العروبة..
مات داعي الإسلام..
«وما لجرح بميت إيلام».
***
5 موت:
الآن.. متَّ..
حين رضيت بالسكوت..
حين كففت..
حتى عن البكاء،
دعك من الشَّجب.. والزَّعيق.. والصراخ..
في مجلس الأمن..
في مجلس الخوف..
مطالباً.. بتحديد الحدود..
أتشكو اليهود..
إلى اليهود؟!
الآن.. متَّ..
وأُلقِيَتْ جيفتك على قارعة الطريق..
وصرت درباً للحرير..
تعبر من فوقك..
الأمم..
تمسح معالم تاريخك..
وتزيدك موتاً..
ويعلو من حولك..
النعيق.
***
6 إحياء:
أيها الصقر العظيم!
أيها الواقع المنحّط..
دَعْ عنك شعارات..
الضِّياع..
دع عنك أساليب..
الضباع.. يا صنم..
يا كياناً.. من وهم..
دع عنك..
وتعال أيها الهرم..
سأشعل فيك النار..
ولكني.. لن أذر رمادك..
في مهب الريح..
ففي رمادك..
يكمن البعث والتجديد،
سأصنع من فنائك..
الصقر الوليد..
سأصنع العهد الجديد..
لعله ينسينا..
ذلك الصقر القديم..
ذلك الأثيم..
لعله يجمعنا..
ويلم شتاتنا..
فنحن يا صقر..
منذ مئات السنين..
شعب شريد..
شعب شريد..
شعب شريد..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved