Thursday 16th May,200210822العددالخميس 4 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
برامج طقها والحقها
محمد الشهري

* بالطبع لست معنياً بالحديث عن تلك البرامج الرياضية التي تبثها فضائيات لا تتعدى رابطتها بنا حدود ابتزاز المراهقين والمطافيق في مجتمعنا، ممن يحصل على قيمة المكالمة إما من عند الوالدة .. أو بالاقتراض من زميل أو من عند البقال.. فالذي يعنيني هنا هي بعض تلك البرامج المحسوبة علينا شكلاً وموضوعاً نسبة الى القناة التي تتولى البث.
* تلك البرامج ولأسباب تتعلق بالقدرات والامكانات الفكرية والاعدادية وحتى على مستوى التقديم لا يمكن فصلها عن المصطلح الذي كان يطلق على الكرة البدائية في أوساطنا الرياضية والمعروف ب«طقها والحقها» .. ذلك انها ورغم تطلعاتها الى بلوغ درجة النجاح، الا ان عدم حيازتها على القدر المعقول من مقومات الوصول الى مرتبة النجاح يحول بينها وبين الوصول الى درجة (مقبول) في غالبية ما تتصدى له من مواضيع.. ناهيك عن درجة النجاح.
* فالانتقائية والمجاملات .. والبحث عن المثير للجدل العقيم.. فضلاً عن انعدام الفكر التحاوري والجرأة، علاوة على غياب الشخصية القادرة على الدفاع عن نفسها وعن الحقوق الأدبية للبرنامج والمشاهد من أية تجاوزات.. وترك (الدرعا ترعى)، هي السمات المسيطرة على الجو العام لتلك البرامج كون فاقد الشيء لا يعطيه.
* إنني (والله) أرثي لحال بعض مقدمي تلك البرامج الرياضية عندما لا تساعد الواحد منهم امكاناته على الوقوف والصمود في وجه حالات (التسكيت) الفج وغير المهذب فضلاً عن الاهانات التي يتعرض لها من قبل بعض ضيوفه الكرام الذين ظل يلهث خلفهم عدة أيام لتحقيق الاستضافة.. أو حشره في زاوية الأجهل والادنى حجماً من مجرد ابداء رأيه الخجول في قضية ما.. ولا يملك إزاء ذلك كله سوى تنكيس الرأي وابتلاع الاهانة «بالهنا والشفا» وكأنه ماسك عليه زلة(!!!).
* المشاهد الرياضي لم يعد ذلك المتلقي للأشياء على عواهنها سوى قلة قليلة تعيش على هامش الذكريات وترديد السخافات.. وأضحى يفرق بين الغث والسمين، وبين الموضوعية واللاموضوعية.
* فهو - أي المشاهد - لا يريد ان يكون مقدم البرنامج الرياضي مجرد ديكور.. أو مأمور سنترال مهمته في استقبال مكالمات شلة الضيف ومن ثم تحويلها له، فهذه المهمة يستطيع القيام بها فراش المكتب.. المشاهد يريد ان يكون لمقدم البرنامج فكر ورأي واضح ومستقل يفرض طرحه حفاظاً على كينونة وكرامة القناة التي يمثلها بعيداً عن أساليب وكالة يقولون أو (يقال) في توجيه معظم الأسئلة التي عادة ما تكون مرتجفة ومرتعشة، وخاوية في كثير من الاحيان (؟!).
* المزري ان المحصلة النهائية لمعظم حلقات تلك البرامج لا تساوي ثمن التيار الكهربائي الذي تم اهداره عليها من قبل القناة، ناهيك عن الوقت وما أدراك ما الوقت؟!
أمانتنا وأمانتهم
* رغم ما يعتري مؤسسات الاتحاد الآسيوي من حالات التخلفية المستعصية والمزمنة في الكثير من الامور التي تتطلب ضرورة التكيف والانسجام مع المتغيرات الكونية المتسارعة على صعيد الرياضات بعامة وكرة القدم بخاصة.
* أقول رغم ذلك.. فقد تنبه هذه المرة ورفض ممثلاً بالامانة العامة الكيفية التي مارستها أمانة اتحادنا الموقر لكرة القدم لترشيح ممثليها للمشاركة بالبطولة الآسيوية المدمجة.. فلقد جاء ذلك الرفض بمثابة المنقذ من ورطة سوء التدبير الذي هيمن على طريقة الاختيار والترشيح والتي لم تكن بحاجة الى فذلكات واجتهادات بقدر ما كانت بحاجة الى التخلص من الاساليب البالية.
* وبدلا من التجاوب مع مشروعية وموضوعية الرفض الآسيوي باعتباره المخرج القانوني والمنطقي من المأزق، وتجنباً لتداعيات اللخبطة (والعك) الذي حدث، والذي سيحدث مستقبلاً بادرت أمانة الاتحاد السعودي بالاصرار على تمسكها بموقفها مستندة في اصرارها على الحيثيات التي تبنتها كأساس للاختيار، ذلك الاساس وتلك الحيثيات التي ظلت قيد أدراج الامانة ولم تفصح عن شيء منها على الأقل من قبيل اقناع الرأي العام الرياضي بمدى منطقيتها؟!
* هذا الموقف من الامانة يعطي بالتأكيد دلالات واضحة على مدى التصلب وعدم المرونة في التعامل مع الاحداث والمستجدات بحضارية وحكمة بعيداً عن المكابرة والاصرار على الاخطاء (؟!).
* لقد بحت أصواتنا ونحن نطالب اتحادنا القاري كجهة عليا بشيء من التعامل المدروس والبعيد عن الارتجالية والانتقائية، حفاظاً على توازنية وهيبة وتقدم كرة القارة.. فكيف نطالب الغير بالتعامل المثالي مع الضرورات والبديهيات في الوقت الذي نتعامل نحن مع قضايانا ذات الارتباط بذلك الغير على هذا النحو من المغالطات والتناقضات.. تارة بوضع العقدة في المنشار واخرى بترك الأمور تحل نفسها بنفسها(؟!).
* إن أسلم وأفضل الطرق لدعم هذا الفريق أو ذاك لا يأتي عن طريق منحه ما لا يستحق على حساب الأحق، كاهدائه مشاركة خارجية قد تعود عليه بالوبال.. وإنما من خلال دعمه بوضعه أمام واقعه وحثه على العبور للمشاركات الخارجية من خلال القنوات المعروفة وهي تحقيق البطولات المحلية، حتى يكون التمثيل مشرفاً والحضور فعالاً.
ومضة


لا تجعلَنَّ دليلَ المرءِ مَنْظَرَهُ
كم مخبرٍ سمجٍ في منظرٍ حسنَ

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved