تعقيبا على اخبار الحوادث المرورية وما ينشر عنها في الجزيرة اقول ارتفعت في الآونة الاخيرة بشكل مرعب وبشكل يفوق التصورات والتوقعات نسبة الحوادث المرورية، تلك الحوادث المروعة المرعبة اصبحت تشكل هاجسا مزعجا لكل مسؤول ومواطن في هذا البلد المعطاء نظرا لكثرة ضحاياها من ابنائنا الشباب الصغار الذين نفقدهم يوميا في وقت نحن في امس الحاجة اليهم.
ولو عدنا لاسباب زيادة الحوادث المرورية لوجدنا ان السرعة الجنونية هي السبب الاول والرئيس لها، ولكن وبالرغم من تلك الحوادث المفجعة التي ذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين، الا ان ذلك لم يشكل عامل ردع للكثير من هؤلاء الشباب الصغار - هداهم الله - الذين يعتقدون حالما يشرعون بقيادة سياراتهم ان الطريق ملك لهم لوحدهم فتراهم يتنقلون بسرعة متهورة بين السيارات الاخرى دون ادنى اعتبار لغيرهم من السائقين، ودون ادنى التزام بقواعد وانظمة المرور.
«زيادة نسبة الحوادث المرورية» ليست جملة انشائية جاءت من باب المبالغة والترهيب وليست كلمة عابرة وسهلة كما يعتقد البعض منا، ولو امعنا النظر فيها بشكل جيد لوجدنا الكثير من النتائج السلبية التي تترتب عليها ومن اهمها:
1- الخلل في التركيبة السكانية: وهنا هل لنا ان نتخيل كيف سيكون مجتمعنا بعد سنة او سنتين او اكثر ونحن نفقد في السنة المئات من شبابنا وهم في عمر الزهور؟ وكم ستصبح نسبة الشباب امام الاناث وكبار السن؟
2- الاعباء الاقتصادية : وتتمثل بصرف المئات من الملايين من الريالات على ضحايا الحوادث المرورية كان من المفروض صرفها من اجل انشاء المستشفيات والجامعات وتحسين الخدمات.
3- فواجع الاسر والمجتمع: وتتمثل بفقدان احد افرادها الفاعلين اما بسبب الوفاة او بسبب وقوعه طريحا على الفراش ابد الدهر فكم من ام او والد فقدوا ابناء لهم في لحظات؟
وكم من اسرة فقدت معيلها وولي امرها بسبب طيش ورعونة قاطع اشارة؟
وكم من شاب انتهى به الامر عاجزا عن الحراك وبالتالي اصبح عالة على غيره وهو في عمر الزهور؟
واخيرا اخواني الشباب يعلم الله اني لم اكتب هذا التنبيه وهذا التذكير الا حرصا على حياتكم وشبابكم وخوفا عليكم من هذه القبور المتنقلة «السيارات».فالامل كل الامل ان تكونوا عند حسن ظن الجميع بكم وان تكونوا على مستوى عال من المسؤولية وان تتذكروا اينما كنتم ان بلدكم ومجتمعكم بحاجة ماسة وملحة لكل واحد منكم، فانتم عماد المستقبل واملنا الزاهر، فلا تحرمونا من رؤيتكم افرادا فاعلين في هذا المجتمع الطيب.
فايز بن عابد الريخم الرياض/الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس |