وتشكَّل الوفدُ
المكلفُ بالتقصي
عن جرائم في جنين
كان الثلاثةُ
من شمال الأرض
من وسطٍ
ومن أقصى اليمين
كان الثلاثةُ كلهم في كشف أصناف الجرائم
والمجازر
كلها متمرسين
من قلب أفريقيا
من البلقان
من ألوان أهوال الإغاثة قادمين..
كان الثلاثةُ عن عروض
بني الفضائح معرضين
كانوا أشدَّ حصافةً
من أن يقادوا
غافلين إلى كمين
كانوا اختياراً فاجأ الجلاَّد
والأعوانَ والركنَ المكين
ومضى الثلاثةُ
في جنيف يقلِّبون صحائفاً
يندى لها من كل ذي خُلُقٍ جبين
وتحيَّرت أمُّ الجرائم
محضن الإرهاب
كيف تخلف الفيتو اللَّعين
وتفرغت للعَمَّة الكبرى تحاسبها..
تلقِّنها على الإهمال دَرْساً لا يلين
أملت مطالبها
مفصلةً
ومجملة
تمادت في الجنون
والعَمَّة الكبرى
تلقَّى الأمرَ صاغرةً
وتملي الأمرَ كابرةً
على أعضاء أمنٍ خائفين
تأتي المطالبُ
ليس يربط بينها
إلا افتراء المفترين
وتسلُّط اللُّوبي بالدولار
فوق رقاب صرعى في غرام
المفسدين
وربيبة الشيطان تخترع
المفاتن..
والفتون..
لم يَبْقَ من طلبٍ
لسفاحٍ وطاغيةٍ مهين
إلا وأملته
بإذلالٍ مشين
لم يَبْقَ إلا استنطاقُ كل الميِّتين
وشهادةٌ منهم هنالك أجمعين
أنَّ الجنودَ المعتدين..
كانوا مثالاً للسلام
لقائدٍ يهوى السلام
لقاتلين مسالمين!!
وبأنَّهم
حتى وإن نسفوا بصاروخٍ
أفنَوْا بكيماوي
قصفوا بطائرةٍ
فقد كانوا بذلك محسنين
طلبتْ متى جاء الفريق فإنهم:
إن أسمعت شكوى
فهم لا يسمعون
إن روّعت بلوى
فهم لا يُبصرون
إن هزّهم زلزالُ بطشِ المجرمين
وأغمضت عن حمأة الهول العيون
فإنَّما هي فوهةُ البركان
لاحت بعد آلافِ القرون
إن شاهدوا جثثاً ممزقةً
وأفواجاً من الجرحى
وآثار المقابر بالمئين
فالأمرُ أوهامٌ
وتضليلٌ
ورجمٌ بالظُّنون..
طلبتْ إذا جاء الفريقُ
ليكتب التقريرَ..
إلا يحتوي التقريرُ
شيئاً
أيَّ شيء
عن عذاباتٍ
وآلامٍ
وبطشِ محاصرين
عن أيِّ قتلٍ
يُمنع الجرحى من الإسعاف
أوبثِّ الأنين
طلبتْ بألاَّ
يحتوي التقريرُ
إلا صفحةً بيضاءَ
واحدةً
تُدين الموفدين
وتطولُ قائمةُ المطالبِ
بالشمال..
وباليمين
وفريق بحث جرائم العدوان
يقبع في جنيف
ومعالم الزلزال
تقبع في جنين
والمجرمون يطالبون
ويطلبون
والعَمَّةُ الكبرى
تُهين وتستهين
وبنو صلاح الدين
والفاروق
عن هذي القضايا
غافلون..
لا يسألون
وتعظم البلوى وهم لا يسألون
أوْلى بهم أن يُشعلوا الآفاقَ
عاصفةً يقوم بها يقين
أن يجعلوا الأرواحَ فاتحةً إلى نصرٍ مبين
أن يسكبوا في حسِّ
كلِّ العالمين
أن العقيدةَ في الضمائرِ لا تهون
أن يملأوا دنيا الثقافة والسياسة
والصحافة
بالجنود مؤيدين
أن يقلبوا في وجهِ أمريكا
ومن جعلَتْهُ طاغيةً
غواياتُ السنين
أوْلى بأن يحيوا معاناةَ الرجالِ المكرمين
من أن يعيشوا وادعين
دنيا هوان المهملين
وبأن يربّوا كلَّ طفلٍ كي يكون
أحد الرجال الفاتحين
يا مجلسَ الأمنِ
الذي أزرى به الفيتو
ويا هذا الأمين
تبّاً لهذا الموقفِ
المهزومِ
عن حرفٍ
يُقال عن الجرائم
في جنين
وعزاؤنا فيكم
وفي كلِّ الغزاةِ
مقنَّعين وسافرين
أنَّ الخلاصَ يزفُّه
للقدس
أبطالُ الشهادةِ باسلين
|