هذه الكفُّ تنبسط...
ليس ثمَّة من يرتاد خطوطها... أو يسلك دروبها...
كلُّ البوصلات لا تتَّجه إلاَّ إليها...، لأنَّ جميع الاتجاهات تنطلق منها...
وخز الألم... يأتي ناهضاً من نقطة تندسُّ بين مسامِّها...
وهج الفرح... ينطلق مرتهجاً من نقطةٍ قابعةٍ بين أنسجتها...
كلُّها نقاطٌ...
جميعها منطلَقات... أوَليست هي مبتدأ اللِّقاء...
وهي مُنتهاه؟!
تلك هي حقيقة الكفِّ فيما هي جزءٌ منه، وإليه...، وفيما هي إليه...، ومعه...
هي جزءٌ من جسدٍ كلُّ أجزائه ترتبط بها،...
وهي جزءٌ منه تلتقي الآخر فترتبط به... ونحوه...
ما الذي يحدث من إحساسٍ عند التِقاء كفٍّ بكفٍّ...، هو ما يحدِّد لقاء إنسان بآخر، بناء علاقةٍ، تكوين جماعةٍ، اتساع معرفةٍ...
والإنسان والآخر... جسدٌ واحدٌ...
متى يشكو...؟ وإلى من يشتكي؟
فإذا تألَّم تداعى له؟ وتداعى إليه؟
كلُّ هذه الكفِّ دروبٌ... يمينها... ويسارها...
في انبساطها... أو في انغلاقها...
من يعرف ذلك؟
كلُّهم يعرفون... غير أنَّهم لا يعرفون... وتلك هي مَهَمَّة المتجوِّفين...
فأين هم المتجوِّفون؟!!
من يستطيع أن يحدِّد نقطة البَدْء في كفِّه...؟ وفي كفِّ غيره؟
كيف، وإلى، ومتى، ومن ثمَّ ؟!...و...
كلُّ الكفِّ نوافذ ابتداءٍ... فمَن الجَسورُ عليها؟... ومَن الجَسورُ إليها؟و...
نقطةٌ في باطن الكفِّ... كفيلة بتحويل الأرض مواطئَ التقاءٍ...
فلا بيت منفرداً...، ولا جدار عازلاً، ولا خلاف قائماً..
ومن قبل... ومن بعد،
لا انقباض لكفٍّ على سكينٍ... ولا انبساط لها لطعنةٍ...
فبين انبساطها... وقبضتها...يكون الكلام...
وتأتي المعاني... وتتحدَّد خطوات الإنسان!!
نحو الإنسان!!.
|