لقد تم اختيارك لتكون الشخص الذي يناط به مسؤولية الإنجاز وصنع النتائج في الوقت المحدد وبالميزانية المحددة وتحقيق أهدافنا كما رسمت من قبل المخططين.
ونحن كما تعلم يا سعادة المدير ندخل قرنا جديداً انقرضت فيه وسائل ادارية قديمة، وانمحت فيه طرق تقليدية في الإدارة لم تعد مطبقة في أي مكان اختار العمل في بيئة عصرية متطورة تنشد الفاعلية والكفاءة في الأداء، فقد تغيرت الكثير من المفاهيم، وحتى موظفوك اصبحوا يعملون لأسباب مختلفة عن الماضي، اهدافهم تغيرت وباتوا يفضلون ممارسة أعمالهم وتأدية واجباتهم في أماكن مختلفة وبطرق مختلفة عما اعتادت عليه بيئة العمل القديمة.
هذه الدائرة التي تعمل بها أصبحت اليوم تحت الضغوط، ضغط الإنجاز السريع، وضغط الكفاءة والفاعلية، أعد النظر من زاوية جديدة هذه المرة وستكتشف ان الجميع تغير إلا أنت.. موظفوك وزملاؤك ورؤساؤك ربما، وحتى دائرتك أهدافها وسياساتها وإجراءاتها وأنظمتها، كل شيء تغير إلا أنت، ومنذ عرفناك وأنت تفشل في فهمهم وفهمنا، وتواصل إصرارك الذي يدعو للدهشة على أن تكون أنت على حق، هم واهمون مخدوعون بعصريات التنظير الإداري الحديث، وأنت وحدك تقف على هرم الإجادة والحكمة القيادية التي لم تر لك مثيلا.
دعني أقول لك إن الزمن سيتجاوزك ان لم تلحق بالركب، وإن محاولاتك اليائسة للثبات والتشبث بأفكارك الإدارية القديمة قد ترى قريبا نهاية رحلتها المنهكة، فتيار التحديث يقتلع كل شيء حولنا اليوم، والأفكار الجديدة هي التي توضع على مكاتب العاملين وتدار بها المنشآت الناجحة، وكلها حلول ذكية وفعالة لمشاكل ومعوقات العمل، أذكى بكثير من حيلك التي تختار درج المحفوظات لكل مشكلة، وأسرع بكثير من ترددك الذي يستغرق سنوات للبت في أزمة طارئة.
الجميع يطالبون اليوم بسرعة الإنجاز وأنت تعيقهم ببيروقراطيتك عديمة النفع، يطالبون بالكفاءة وأنت لا تعرف اختراعا اسمه التدريب على رأس العمل، يطالبون بعمل تام يرضيهم ويختصر لهم الوقت وأنت تحبط الجميع بروحك القيادية التي ليس في قاموسها كلمة اسمها الروح المعنوية للموظفين، والجميع يا سعادة المدير العام يريدونك أن تعمل بخطط بعيدة المدى وأنت لا ترى أبعد من الساعة الثانية والنصف ظهراً.
نرجو منك يا سعادة المدير العام أن تعيد النظر في طرقك العقيمة في خفض التكاليف، هناك أساليب حديثة تتعدى العشرين تعطيك فرصا للتوفير دون أن تمس جودة العمل أو جودة الخدمات، نرجو منك أيضا ان تراجع اسلوبك في إدارة الموظفين، فلن تصنع هيبتك وحدها روح العمل الجماعي الناجح، ولن يكفي خوف الموظفين منك لصنع الإنجاز وإتقان المهام، ورجاء رجاء.. قم بعمل آخر للمدير يتعدى مهمة مراقبة الحضور والانصراف، وانظر إلى أجهزة الحاسب كاختراع سحري غيّر كل شيء حولنا للأفضل، كجهاز صممت أنظمته لتسهيل الأعمال لا تعقيدها، ثق بي انه جهاز مهم اليوم ويختلف تماما عن ألعاب الفيديو التي تضيع أوقات الموظفين كما تعتقد.
وأختم لك بأنه يكفيك من الفخر أن نرى بصمات نجاحك واضحة على العمل لسنوات بعد رحيلك، لا أن نرى بصمات جنايتك على الخدمات المقدمة للمراجعين وعلى الإجراءات والأنظمة، على وقتهم وجهدهم، وعلى قائمة طويلة ممن عملوا في إدارتك يندبون حظهم أن كانوا من العاملين تحت رئاستك.
ولك تحياتي..
|