تحقيق/ وسيلة محمود الحلبي:
معوقات كبيرة تواجه سيدات الأعمال في مجال الاستثمارات المختلفة في الوقت الذي تسعى فيه الدول إلى جذب وتسهيل الإجراءات لفتح المزيد من المجالات الاستثمارية لها.
ولا تحظى المرأة السعودية بكثير من تلك التسهيلات مع ظهور مزيد من الصعوبات، مع العلم ان نسبة 70% من الحسابات الجارية في المملكة تمتلكها المرأة السعودية.
وفي استثمار كالسياحة الذي يتسم بالتكلفة العالية نسبياً مقارنة بالمجالات الأخرى ومع قيام الهيئة العليا للسياحة وما تحظى به المملكة من مقومات مغرية لمستثمريها يفترض الالتفات للعنصر النسائي كما هو الحال للمستثمر الأجنبي.
«الجزيرة» تناقش مع عدد من سيدات الأعمال الفرص المتاحة لاستثماراتهن والعوائق والصعوبات التي تواجههن خاصة في المجال السياحي.
* الدكتورة لميعة عبدالعزيز الجاسر/ جغرافية السياحة من جامعة الملك سعود.. سألناها؟ ما معوقات ومقومات الاستثمار السياحي؟
- قالت: بقيام الهيئة العليا السياحية سوف نتخطى المعوقات التي تحد من الاستثمار السياحي، وبدور حكومة مملكتنا الرشيدة التي كانت ولا زالت لها الدور الرائد في تشجيع القطاع الخاص في المشاركة في الاستثمار السياحي بكافة أنواعه.. ومن المقومات بالطبع الاهتمام البالغ من قبل حكومتنا الرشيدة من خلال الخطط التنموية، وهذا ما جاء بصورة صريحة ضمن التنمية السابعة التي تحث على تشجيع وتمويل ومساعدة القطاع الخاص في الاستثمارات السياحية ولا يخفى علينا مدى ما تحظى به مدن المملكة من تنوع الخدمات الأساسية والبنية العليا والتحتية التي تخدم جميع القطاعات التنموية.
والمقومات السياحية في المملكة كثيرة ولا يخفى علينا ذلك، فالمملكة تمتلك شواطىء سواء كانت شرقية باطلالتها على الخليج العربي أو من الجهة الغربية على البحر الأحمر، وهذه كلها مناطق تعتبر من المقومات السياحية والجاذبة للسياحة علاوة على ما تمتلكه المملكة من مناطق أخرى مثل الأماكن الدينية، والمناطق الأثرية والجبلية وغيرها، فهذه كلها من المقومات التي يمكن أن تستثمر سياحياً بتكاليف القطاع الحكومي مع القطاع الخاص.
* المحاضرة منال بنت حسن عبدالكريم القحطاني/ جغرافيا اقتصادية من كلية الآداب للبنات بالدمام قالت عن معوقات ومقومات الاستثمار السياحي.
- بالنسبة لمقومات الاستثمار السياحي فيوجد لدينا مقومات لجذب الاستثمار السياحي ومنها المناطق الطبيعية في منطقة عسير وهناك جذب سياحي في كل من الساحل الشرقي والغربي للمملكة حيث الجو اللطيف والاستثمارات السياحية للقطاع الخاص والآثار التاريخية المنتشرة في بلادنا وخاصة في الأحساء/ الجبيل/ القطيف/ تاروت ومدائن صالح ومن مقومات الاستثمار السياحي فإنه يحتاج إلى دعم كبير وخاصة بالنسبة للمرأة.
أما المعوقات للجذب السياحي فهي تتمثل في غياب وسائل الإعلام وبعد الاستثمارات الخاصة السياحية عن هذا المجال وغلاء الأسعار للأراضي المراد إنشاء المشاريع السياحية عليها، وعدم وجود التسهيلات من قبل الحكومة، لمثل هذه الاستثمارات السياحية.
* الدكتورة فريال محمد الهاجري/ تنمية اقتصادية/ قسم الآداب بالدمام قالت حول نفس الفكرة:
- إن مقومات الاستثمار السياحي كثيرة، فهناك السواحل الساحلية الشرقية والغربية والمرتفعات الجبلية في المنطقة الغربية والمناخ الجيد في المناطق الشمالية، والرمال الذهبية في المنطقة الوسطى هي بحد ذاتها مقومات طبيعية لو أحسن استغلاها سنرقى بهذا المورد الاقتصادي الهام وتحقيق أهدافنا المنشودة عن طريق الرقي بالسياحة الداخلية بإنشاء المنتجعات السياحية الساحلية/ والمنتجات الجبلية، والقرى والمدن السياحية/ والمخيمات/ ومدن الملاهي والألعاب التي تحاكي المدن العالمية التي تحوي من الأمور الترفيهية والتثقيفية ما يجذب الكبير قبل الصغير.
أما المعوقات.. فأنا لا أجزم أن هناك معوقات لأن السياحة لا زالت في بداياتها وبنظري أن هناك نقطة مهمة جداً اعتبرها معوقاً إذا ما تركت السياحة واستثماراتها بأيدي القطاع الخاص كلياً، وأعني بالقطاع الخاص أنه لا بد أن يكون هناك هيئة رقابة تخضع للهيئة العليا للسياحة لمراقبة الجودة والأسعار.
* ما المجالات السياحية المتاحة للمرأة والاستثمار فيها؟
- الدكتورة لميعة عبدالعزيز الجاسر تقول: المناطق الترفيهية الخاصة بالنساء والطفل، والمراكز التسويقية مثل السوق النسائي في مدينة الدمام، والنوادي الرياضية التي تشمل برامج تثقيفية ودورات تعليمية وأخص بالذكر مثلاً مركز الأمير سلمان الاجتماعي كذلك استثمار المرأة بالقرى الترفيهية المتكاملة الخدمات/ النوادي الأدبية الخاصة بالنساء بالإضافة إلى تقديم جرعات ترفيهية فيها. فلو فكرنا فهناك الكثير والكثير من المجالات الاستثمارية التي من الممكن ان تستثمر فيها المرأة وبإمكانها أن تقوم بعمل التصاميم الداخلية والخارجية فهناك الكثير من مصممات الديكور ومهندسات العمار ليساعدوها على احياء الفكرة وتنفيذها.
* أما المحاضرة منال القحطاني فقالت:
هناك العديد لتلك المجالات التي من الممكن للمرأة أن تستثمر فيها منها الاستثمار العقاري لسيدات الأعمال حيث من الممكن إنشاء مشاريع مثل (شقق مفروشة) أندية رياضية بحيد تعد من الخدمات السياحية والترويحية التي من الممكن الاستثمار بها سياحياً بالإضافة إلى القرى السياحية بكامل خدماتها حيث تحتوى على صالة للندوات والأمسيات الشعرية، والمحاضرات ومراكز ترفيهية لأفراد الأسرة، ومكتبة للإطلاع والشراء ومحلات للبيع ومطاعم فاخرة، فهذا من الممكن أن تستثمر فيه المرأة وينجح نجاحاً كبيراً، فدور المرأة مهم جداً في الاستثمار السياحي وأصبحت المرأة الآن سيدة أعمال بازرة ومستثمرة باهرة في العقار، والعمار، والتجارة العامة، وغيرها حيث وجدت نفسها في هذه الأعمال التي تدر عليها أرباحاً باهظة من جهة، ومن جهة أخرى تساهم في التنمية الاقتصادية لبلادها.
* أما الدكتورة فريال الهاجري فقالت:
يمكن للمرأة المستثمرة أن تنشئ منتجعاً سياحياً متكاملاً، وأندية سياحية خاصة بالمرأة فقط، وأطفالها شرط أن تكون إدارتها من طاقم نسائي متكامل، الإنشاء والإدارة ممكن أن يخضع للمرأة، وأن أي استثمار سياحي يمكن أن تقوم به المرأة إذا وجد المورد المالي للإنشاء، فلا بد من توظيف قسم نسائي لإدارة المرفق والعمل به، وهذا ما يجذب المرأة السائحة وأولادها حيث تقضي وقتها بحرية كاملة بعيداً عن وجود الرجال.
واعتبر أن المرأة ذكية جداً وبإمكانها أن تستثمر أموالها في السياحة والعقار والعمار أفضل لها بكثير من تكديس أموالها بالبنوك دون فائدة، فلا بد أن تسعى المرأة للمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني لبلادها وأن توظف أموالها في الاستثمار السياحي والبناء خاصة وأننا نسعى الآن لجعل بلادنا بلاداً سياحية ليستهدفها الزوار من جميع أنحاء العالم.
* ما المقترحات التطويرية لهذا الاستثمار السياحي الجديد؟
تقول د. لميعة الجاسر: اقترح إقامة مناطق ترفيهية خاصة بالنساء وتمويل القطاع الحكومي لتلك المجالات الاستثمارية وخاصة التي تهم الأسرة والمرأة بصورة خاصة، وابتكار منتجعات سياحية خاصة بالعائلة واحترام الخصوصية التي تختص بها تقاليد بلادنا. وتقول المحاضرة منال القحطاني: اقترح أن يوجه الإعلام بصورة أقوى مما هو عليه الآن لمثل هذا الاستثمار السياحي وكذلك أن تكون هناك تسهيلات من قبل الحكومة وتشجيع لمثل هذا الاستثمار وأن تكون الهيئة العليا للسياحة لها الدور الفعال لمثل هذا الاستثمار وهذا ما نأمله ونتوقعه منها وخاصة أنها تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ونتمنى أن تزال جميع المعوقات أمام المرأة المستثمرة في السياحة والعمار وذلك لتقوم بعملها على أتم وجه ولتساهم بشكل فعال في الرقي باختيار مساهماتها واستثماراتها السياحية والعمرانية.
أما الدكتورة فريال الهاجري فتقول: الآن الهيئة العليا للسياحة لا بد أن ينشأ لها فروع في كل منطقة من مناطق المملكة وتكون مهمتها التخطيط والإشراف والتنفيذ وهناك نقطة أساسية ومهمة وهي ضرورة وجود (هيئة خاصة للرقابة) تخضع للهيئة العليا للسياحة لمراقبة الأسعار حتى تحظى جميع طبقات المجتمع بنصيب وافر من السياحة ولترويج السياحة الداخلية في ضوء (الحرارة المرتفعة والأسعار الملتهبة) فهما عاملان ينتظران من السياحة الداخلية. كذلك وجود الأندية السياحية/ قرى ومدن سياحية/ مراكز للتسوق بشكل متكاملة وفريد من نوعه/ خدمات متكامل وجود خدمات الأمن والسلامة الكاملة بإشراف الدفاع المدني تجعلنا نبتعد عن السياحة الخارجية وإزالة العقبات أمام المرأة المستثمرة لتقدم بشكل فعال ومثير وجديد ومتنوع ومميز.
* دور الإعلام في تنشيط السياحة
الاستاذة دلال عزيز ضياء مديرة الإدارة النسائية بإذاعة جدة سألناها عن دور الإعلام في تنشيط السياحة الداخلية والاستثمار النسائي فقالت:
- يسهم الإعلام السعودي في القاء الضوء على القطاع السياحي بالمملكة وله دور فاعل في اعطاء المستمع أو القارىء صورة واضحة عن مختلف المعالم السياحية بالمملكة مما يساعد على جذب المواطن للسياحة الداخلية وهذا يساعد على التقليل من المال الذي ينفق سنوياً خلال المواسم خارج المملكة، ويسهم الإعلام في التوعية وايصال المعلومة الصحيحة إلى المواطن بالإضافة إلى مناقشة ما يمكن أن يعكر الصورة الإيجابية عن السياحة الداخلية سواء من قبل المستثمر أو من قبل السائح أو من قبل المستثمرة من النساء.
والسياحة الداخلية قطاع ممكن الاستفادة منه وهذا ما نسعى أن تقدمه الجهات الإعلامية بشكل توعوي.
والمرأة السعودية عملت منذ مئات السنين في مجال الطوافة في مكة المكرمة/ فكانت مسؤولة عن تفويج الحجاج ورعايتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم مع كل المشقة التي كانت تواجهها من خلال هذه المهنة، إذن المرأة السعودية مهيأة للمشاركة كسيدة أعمال وكمخططة وكعاملة في مجال السياحة والاستثمار في السياحة، والاستثمار في العقار والبناء والعمار لأنه كل متكامل ولا بد من دعم المرأة المستثمرة بشكل كبير لتستطيع أن تخدم بلادها في هذا المجال. والسياحة والاستثمار بها أصبح هاجساً اقتصادياً قبل كل شيء. وتقع على الجهات المختصة بشؤون السياحة مسؤولية إعداد البرامج والخطط وإعداد الكوادر الوطنية التي تجيد التعامل مع هذه المعطيات الجديدة سواء في قطاع الفنادق أو المطاعم أو النقل ومكاتب السفر والسياحة، وفي كيفية توصيل المعلومة الصحيحة عن أثر من الآثار وتراث المملكة وكل هذه الأمور تحتاج إلى من يكون ملماً بتفاصيلها التاريخية.
وبعد:
حقاً بات الاستثمار السياحي عنصراً مهماً من عناصر دعم الاقتصاد الوطني، بل وأصبحت صناعة السياحة لدى بعض الدول عنصراً أساسياً من عناصر الدخل والاقتصاد. وبذلك يمكن القضاء نوعاً ما على السياحة المهاجرة التي يصرف من خلالها مبالغ طائلة خارج البلاد.
|