Thursday 16th May,200210822العددالخميس 4 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
حرب الجنرالات
جاسر عبدالعزيز الجاسر

وكأن فلسطين أصبحت لها دولة مثل الآخرين، فيتسلَّى ضباطها الكبار بالانقلابات، وتسلَّم السلطة..!
وكأن كل شيء أصبح تماماً، وأن المواطن الفلسطيني تخلَّص من الاحتلال والمعاناة، وخرجت القوات الاسرائيلية المحتلة، وأعيد بناء المنازل وعمرت الأسواق بالمواد الغذائية.
وكأن الأمن والاستقرار مستتب وانشغل المقاتلون الفلسطينيون بتنظيف أسلحتهم فتفرغ قادتهم لتبادل الاتهامات
وكأن الشعب الفلسطيني لديه الوقت لمتابعة دفاع «جنرال» الذي أكبر إنجازاته توريط رئيسه، فالذي نعرفه وما كشفته الصحافة الفلسطينية والمصادر القريبة من الرئاسة، ان «الجنرال» الذي حمل رتبته مكافأة لبضع سنين قضاها في سجون اسرائيل.. وهذه الميزة لو طبقت على كل فلسطيني لاحتاج عرفات الى مليون جنرال.. لأن أكثر من مليون فلسطيني دخلوا سجون إسرائيل بعضهم خرج منها.. والبعض الآخر لا يزال.. ومنهم من استشهد إلى رحمة الله.
نعود الى إنجازات «جنرال الضفة»، إذ تقول الروايات أنه وحسب ما رسم له، أجرى اتصالا بالرئيس عرفات يبلغه بالقبض على أحمد سعادات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. ومع أن مثل هذا العمل لا يقدم عليه «عريف» إذ كيف يغامر «جنرال كبير» بالحديث عن عمل يفترض أن يكون محصورا بين الرئيس وجنراله، ويغامر هذا الجنرال بالتحدث هاتفيا، وهو يعلم ان كل المكالمات مراقبة من قبل الاسرائيليين.
لم يجد عرفات بداً، وهو العالم بأن هاتفه مراقب غير القول أحضره إلى هنا، وعندما وصل «الجنرال» بغنيمته ممنياً النفس بالمكافأة.. حصل على ما لم يتوقعه «صفعة من الرئيس.. وتهديد بالمسدس» حيث بادره عرفات «لقد ورطتني.. كيف تتحدث عن اعتقال من تبحث عنه إسرائيل، هل تريدني أن آمر بإطلاقه لأمنح الإسرائيليين ما يريدونه».
طبعاً عرفات دفع ثمن «ورطة الجنرال» سجناً لمدة شهر مع أحمد سعادات.. ولم يطلق سراحه إلا بعد الموافقة على ترحيل سعادات إلى سجن «غوانتاناموا أريحا» تحت حراسة أمريكية بريطانية..
**
غداً كيف سلِّم «الجنرال» المناضل مروان البرغوثي للإسرائيليين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved