Thursday 16th May,200210822العددالخميس 4 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في ندوة بالقاهرة حول سبل الدفاع عن الحقوق العربية في ندوة بالقاهرة حول سبل الدفاع عن الحقوق العربية
الحرب ليست خياراً وحيداً.. وشارون سيلقى مقاومة شديدة في حال اقتحام غزة

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
تعرض الحقوق العربية في الأراضي المحتلة للعديد من الانتهاكات والممارسات الوحشية التي يقوم بها شارون وجيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وبنيته الأساسية كل يوم.. ووضعت الأحداث الأخيرة أمام العرب مهام ومسؤوليات عديدة للدفاع عن حقوقهم والبحث عن سبل وأدوات جديدة تكفل لهم القدرة على المواجهة في هذه المرحلة الجديدة من الصراع العربي الاسرائيلي.
حول هذا الموضوع عقد اتحاد كتَّاب مصر ندوة تحت عنوان «سبل الدفاع عن الحقوق العربية» في مقره بالقاهرة شارك فيها عدد من خبراء القانون والمحللين السياسيين.. والى التفاصيل:
بدائل للدعم
أشار الدكتور أحمد يوسف عميد معهد البحوث والدراسات العربية ان المقاومة سوف تستمر رغم كل ما حدث لاجهاضها، وأكد ان شارون لو جرؤ على اجتياح غزة فسوف يلقى اضعاف ما لاقاه من مقاومة في جنين، وقال ان ما بعد عام 1948م شهد صعودا كبيرا لحركات التحرير الفلسطيني وما يحدث الآن هو طور طبيعي من أطوار الصراع وليس لدينا شائعة في التاريخ ان هناك حركة تحرر وطنية هُزمت ولذلك فالمقاومة الفلسطينية ستنتصر مها طال الزمن وهي فقط تحتاج لدعمنا حتى يمكنها تحقيق هذاالنصر.
وأضاف: حقوقنا العربية ثابتة ولا يمكن التفريط فيها وليس هناك أطراف في ساحة النضال ضد اسرائيل يمكنها ان تخون هذه الحقوق أو أن تتنازل عنها لأي مغتصب، ولكن هناك أطراف عاجزة عن العمل ولذلك فنحن نحتاج في دعمنا لمن هم في خط المواجهة مع اسرائيل وهم الفلسطينيون ان نعمل وفق مبدأ «كل بحسب قدرته» ومن يريد المشاركة فليعلن عن استعداده وسأقول له كيف يشارك لأننا في حاجة الى كل الجهود في معركتنا الحالية.
وطرح الدكتور أحمد يوسف مجموعة من الأفكار التي تتعلق بسبل الدفاع عن الحقوق العربية في الأراضي المحتلة وذلك من خلال خمسة مجالات أولها المجال السياسي، حيث أكد على وجود مهام سياسية خطيرة تنتظر العرب الآن أولها الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقال: نحن نواجه موقفا قد تتطور فيه العلاقة بين فصائل الوحدة الوطنية الى خلافات وانشقاقات وقد بدأت بعض هذه الفصائل بالفعل في تراشق الاتهامات بين بعضها البعض بالعمالة لاسرائيل، كما بدأت علاقة هذه الفصائل مع السلطة الوطنية الفلسطينية تشهد توتراً بعد المأزق الذي وضع فيه الرئيس عرفات بين رغبة في ارضاء السياسة الأمريكية واعترافه بشرعية المقاومة وحماية رموزها، ولذلك فالأمر يتطلب المزيد من الجهود العربية للمحافظة على هذه الوحدة الوطنية التي هي في الحقيقة السبب الرئيسي في صلابة وقوة الصمود الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي الوحشي، هذا بالاضافة الى مقاطعة اسرائيل في المؤتمرات والمحافل الدولية وأولها المؤتمر الدولي للسلام وانه لا يحمل خيرا للعرب في ظل هذه التركيبة الأمريكية الاسرائيلية وإمساك العرب بزمام المبادرة السياسية بطرح أفكار عربية لحلول سياسية للموقف المتدهور في المنطقة.
وفي المجال الاقتصادي أكد يوسف على أهمية دعم الانتفاضة ماديا سواء من خلال التبرعات الشعبية أو عائدات البترول من دعم، وطالب الدول العربية بتسديد ما التزمت به بالدعم وقال: المقاطعة أيضا سلاح فعّال ودليل نجاحه الهجوم الضاري عليه ولا ندعي أنها ستهدم الاقتصاد الأمريكي والاسرائيلي ولكنها رسالة ودعم معنوي للمقاومة.
وانتقل الدكتور أحمد يوسف الى الخيار العسكري مؤكدا ان الحرب ليست الحل الوحيد المطروح للمواجهة وقال ان هناك حلولاً أخرى عسكريا اهمها دعم الانتفاضة بالسلاح والاستعداد لأي لحظة تفرض فيها علينا الحرب فإذا استمر السلوك الاسرائيلي هكذا فمن السهل ان يتجاوز حدوده الى دول عربية أخرى.
وفي المجال الاعلامي أشار يوسف الى ان اسرائيل كسبت معركة الاعلام معنا حتى الآن وقال ان الاعلام العربي أخفق في الدفاع عن القضية الفلسطينية وصورة العرب في الخارج وطالب بتعديل سياسة الاعلام العربي قائلا: ليكن البدء بتطهير فضائياتنا العربية من ضيوفها الاسرائيليين.
انجازات الانتفاضة
من ناحية أخرى طالب الدكتور عبدالحليم قنديل رئيس تحرير جريدة العرب بضرورة ألا نعول كثيرا على فكرة تقديم البدائل والمقترحات، مؤكدا ان القضية هي قضية إرادة ومن يريد تقديم شيء فسيقدمه دون ان ينتظر البديل، وقال نحن لم نعد نعيش في نفق مظلم كما يتصور البعض ولكننا أصبحنا في منطقة الضوء بفضل الانجازات التي حققتها لنا الانتفاضة والتي تحتاج لدعم كل واحد منا لأنها واجهة الدفاع عن الحقوق العربية، وإذا كنا قد عبرنا نصف قرن من الصراع العربي الاسرائيلي شهد انتصارات عديدة للكيان الصهيوني فسوف تشهد الخمسين سنة القادمة - إذا بقيت اسرائيل- انتصارات للعرب.
وأضاف: وأول هذه الانجازات يتمثل في اشتداد المقاومة وقوة شوكتها حتى أصبحت تمثل المرحلة الهامة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي والتي تقوم على نصرة الحق بما هو متاح من امكانات دون حساب لتوازنات القوة. وقد أصبح السلاح النووي الفلسطيني المتمثل في العمليات الاستشهادية قادرا على مواجهة 300 رأس ذري تملكها اسرائيل وقد نجحت هذه العمليات في انهيار نظرية الأمن الاسرائيلي مما دفع الى تزايد الهجرة منها الى الخارج.
وشدد قنديل على ضرورة دعم ومساندة الانتفاضة والتأكيد على أنها مقاومة شرعية وليست ارهاباً.
إمكانات القوة
من جانبه أشار سامح عاشور نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب الى ان مستقبل الأمة العربية مرهون بالدفاع عن حقوقها، وتساءل عاشور: كم قرار صدر عن الأمم المتحدة ضد اسرائيل ولم ينفذ ولم يطبق الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة إلا على دولنا العربية مثل سوريا وليبيا والسودان والعراق، وطالب بضرورة توحّد كل القوى الوطنية العربية على مستوى الحكومات والشعوب في مواجهة هذا العدوان على الحقوق العربية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved