* رام الله غزة العواصم الوكالات:
دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى تصويب وتصحيح المسيرة الفلسطينية نحو الاستقلال، ورفض مجددا في خطاب ألقاه أمس في الذكرى 54 للنكبة وقيام الكيان الصهيوني العمليات التي تستهدف المدنيين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وفيما كان عرفات يلقي خطابه توغلت الدبابات الاسرائيلية في منطقة رفح بقطاع غزة ودمرت عددا كبيرا من المنازل، كما جرحت عدة فلسطينيين بينهم ثلاث نساء، وفي ذات الوقت احيا الفلسطينيون ذكرى النكبة بمظاهرات كبيرة طافت معظم مدن الضفة والقطاع.
وشدد الرئيس الفلسطيني في خطابه الذي القاه أمام اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني على ان الشعب الفلسطيني صامد ومرابط يجتاز بعناد وصلابة هذه المرحلة الانتقالية التي طال امدها بين الاحتلال والاستقلال.
وقال عرفات: ان الشعب الفلسطيني يدافع عن ارضه المقدسة ومقدساته المسيحية والاسلامية ويكتب هذه الملحمة البطولية التي قادها من اجل ان يظفر بالحرية والاستقلال.
وجدد الرئيس عرفات تمسكه بخيار السلام الذي قال: ان فيه: مصلحة مشتركة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ولأن كافة الخيارات التي لجأت اليها الحكومة الاسرائيلية للقضاء على خيار السلام قد ثبت فشلها.
واكد الرئيس الفلسطيني ان شيئا لم يفتر من عزيمة شعب فلسطين المصمم على تحقيق الاستقلال والسيادة والحرية وعلى إقرار سلام الشجعان الذي تم في مؤتمر مدريد والاتفاقيات التي وقعت للسلام العادل والشامل خاصة بعد اقرار المبادرة السعودية في مؤتمر قمة بيروت والقمة الاخيرة في شرم الشيخ، ودعا الرئيس الفلسطيني الى مراجعة الخطط والسياسات والاستراتيجيات من اجل تصويب وتصحيح مسيرتنا نحو الاستقلال الوطني بكل أمانة وصدق.
وجدد عرفات في خطابه رفضه للعمليات التي تستهدف المدنيين الاسرائيليين وكذلك المدنيين الفلسطينيين مثلما حدث في جنين وقال: ان الرأي العام الفلسطيني والعرب قد وصل الى هذه القناعة بان هذه العمليات لاتخدم اهدافنا بل تؤلب علينا اجزاء كبيرة من المجتمع الدولي الذي خلق اسرائيل وزودها بالسلاح والحماية.
ودعا عرفات المجلس التشريعي الى حوار وطني شامل ومعمق حول كافة القضايا السياسية التي تحتل مكانة الصدارة في الاهتمامات الوطنية والقومية والدولية من اجل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وحول الانتخابات قال عرفات: اسمحوا لي ان اطرح امامكم الاعداد السريع للانتخابات وتنفيذ ما يمكن منها واعتماد الانتخابات الحرة الوسيلة الاساسية لاختيار القيادات والتقيد بمبدأ الفصل بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية والمحافظة على الوحدة الوطنية .
ودعا عرفات الى اعادة النظر في كافة التشكيلات الادارية والوزارية والاجهزة الامنية بعد ان ظهرت جوانب قصور هنا وهناك لايمكن اخفاؤها عن الرأي العام.
اعتداءات اسرائيلية في رفح
وفي غضون ذلك استمرت الاعتداءات الاسرائيلية حيث توغل الجيش الاسرائيلي امس الاربعاء في منطقة رفح التي يشملها الحكم الذاتي الفلسطيني جنوب قطاع غزة تصحبهم اربع دبابات وجرافة مسافة200 متر تقريبا داخل رفح وقاموا بعمليات تفتيش ومداهمة.
وقالت المصادر الطبية لوكالة فرانس برس: ان ثلاث سيدات فلسطينيات اصبن صباح امس برصاص الجيش الاسرائيلي عندما فتح الجيش النار عليهم عند احد الحواجز العسكرية التي تفصل مدينة رفح عن منطقة المواصي الساحلية في رفح جنوب قطاع غزة التي يفرض عليها الجيش الاسرائيلي حظر التجول منذ الاحد الماضي.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفت الليلة قبل الماضية منازل المواطنين في منطقة الحي النمساوي بخان يونس وامتد القصف بعد ذلك الى المخيم الغربي جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن شهود عيان أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعية باتجاه المساكن دون أي مبرر.
وأدى القصف الهمجي الاسرائيلي الذي اشتد في وقت لاحق الى تدمير هائل في عدد من المنازل واصابة المواطنة رغدة بدير بجروح مختلفة جراء سقوط احدى القذائف في داخل منزلها.
ونقلت المصابة الى المستشفى لتلقي العلاج ووصفت حالتها بأنها متوسطة.
تظاهرة إسرائيلية تطالب بالانسحاب
وفي تطور آخر ذكر راديو صوت إسرائيل أيضا أن مجموعة من المظليين من الاحتياط في جيش الاحتلال الذين انتهت خدمتهم الفعلية تظاهروا في القدس الغربية ليلة الثلاثاء/ الاربعاء للمطالبة بترسيم حدود واضحة بين إسرائيل والفلسطينيين والانسحاب من المناطق الفلسطينية.
وقالوا: إنهم لم يرفضوا الخدمة العسكرية في المناطق الفلسطينية ولكنهم قرروا التظاهر حتى لا يصبحوا أداة لتبرير البقاء في تلك المناطق.
عقوبات أمريكية على الفلسطينيين
وعلى صعيد آخر وفي اعقاب اصدار قرار يعرب عن التضامن مع اسرائيل من المتوقع ان تدعو مجموعة من المشرعين في الكونجرس الامريكي الى فرض عقوبات على منظمة التحرير الفلسطينية.
وقررت مجموعة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب عقد مؤتمر صحفي لاعلان مشروع قانون يقضي بفرض مجموعة من العقوبات الدبلوماسية على منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات الذي يدعون انه ساند الارهاب ضد اسرائيل.
ويقضي مشروع القانون بتجميد اموال منظمة التحرير الفلسطينية ويحظر على عرفات واعضاء منظمة التحرير الآخرين دخول الولايات المتحدة ويفرض قيود سفرعلى ممثلي منظمة التحرير لدي الامم المتحدة ويغلق مكتبها الاعلامي في هذاالبلد ويفرض عقوبات اخرى يمكن للرئيس ارجاء تنفيذها.
ويطلب مشروع القانون من الرئيس ابلاغ الكونجرس كل 90 يوما بشأن ما اسماه الانشطة الارهابية المحتملة لمنظمة التحرير الفلسطينية وتحديد ما اذا كان يمكن توصيف المنظمة على انها تنظيم ارهابي بناء على تلك النتائج.
والمشروع مطابق تقريبا لمشروع يرعاه السناتور دايان فينشتاين عن كاليفورنيا والسناتور ميتش ماكونيل الجمهوري عن كنتاكي ويجري توزيعه بين المشرعين لايجاد اعضاء آخرين يشاركون في تبنيه.
وعلى الرغم من دعوة الرئيس جورج بوش للكونجرس لتأجيل سن تشريع بشأن الشرق الاوسط بينما تسعى حكومته الى التوصل الى اتفاق للقضاء على العنف فإن الكونجرس اجاز في وقت سابق من هذا الشهر قرارا يساند اسرائيل ويؤيد اعتداءاتها في الاراضي الفلسطينية.
خطة بن اليعازر
ومن جانبه اعلن بنيامين بن اليعازر وزير الجيش زعيم حزب العمل الاسرائيلي موافقته على اشراف دولي على الحرم القدسي والاماكن المقدسة في القدس وهو ما طرحه الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون كحل توفيقي.
ونقلت الصحف الاسرائيلية عن اليعازر قوله: ان ذلك الاقتراح بقبول الاشراف الدولي يشكل خطوة لحل مشكلة القدس.. كما انه يشكل جانبا في خطته السياسية التي يعرضها اليوم أمام مركز حزب العمل وسط معارضة حاييم رامون «احد قادة الحزب».
ويتضمن البرنامج الذي سيطرحه اليعازر لأول مرة على مركز الحزب في اجتماعه بعد ظهر اليوم قرب تل ابيب اربعة بنود رئيسية وهي الدعوة الى اقامة دولة فلسطينية واخلاء جميع المستوطنات في القطاع وبعض المستوطنات النائية بالضفة وكذلك دعم السيطرة الفلسطينية على بعض احياء القدس الشرقية وفرض نظام ذي ملامح خاصة «اشراف دولي» على الحرم القدسي وغيره من الاماكن المقدسة في القدس في إطار اتفاق الوضع الدائم.
قبرص تستضيف المبعدين أسبوعا آخر
وفيما يتصل بالمبعدين الفلسطينيين ذكرت القناة الثانية بالتلفاز القبرصي اليوناني ليلة الثلاثاء/ الاربعاء نقلا عن مصادر موثوق بها أنه من المتوقع أن تستمر استضافة الفلسطينيين الثلاثة عشر في البلاد لمدة أسبوع آخر على الاقل، وقال التقرير إن إدارة فندق فلامنجو (ثلاثة نجوم) الذي يقيمون به منذ يوم الجمعة الماضي بمدينة لارناكا الساحلية الجنوبية عقب إنهاء أزمة حصار كنيسة المهد بالضفة الغربية قد أبلغت بقرار مد فترة إقامتهم. وأضاف أن من بين دول الاتحاد الاوروبي التي أبدت استعدادا لاستضافة الفلسطينيين- الذين تطالب إسرائيل بتسليمهم- كل من اليونان، أسبانيا، البرتغال، أيرلندا وبلجيكا وربما تنضم النمسا وفنلندا للقائمة، وكانت قبرص قد عرضت استضافة هؤلاء الفلسطينيين لانهاء أزمة كنيسة المهد التي استمرت قرابة 40 يوما إلا أنها شددت على ضرورة إيجاد ملاذ آخر لهم على وجه السرعة وذلك لقرب الجزيرة جغرافيا من منطقة الشرق الاوسط.
| 
