* القاهرة مكتب الجزيرة - محمد حسن:
أكد مساعد وزير الخارجية المصري وأستاذ القانون الدولي الدكتور عبدالله الأشعل أن رسالة السلام العربية التي أكدت عليها قمة شرم الشيخ هي رسالة قوية وتحمل تحذيراً لإسرائيل في أن أمامها فرصة كبيرة إن أضاعتها سوف تضيع أي فرص للسلام إلى الأبد.
وقال الأشعل إن العرب أثبتوا أن السلام هو خيارهم الإستراتيجي وعلى اسرائيل اثبات ذلك حتى يتحقق السلام.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري في ندوة عن مستقبل السلام في الشرق الأوسط، عقدتها الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وحضرها العديد من السياسيين والدبلوماسيين العرب، من مخططات وألاعيب شارون فهو يريد تطويع كل الأحداث لصالح اسرائيل وحدها، بما في ذلك فرص السلام، والمؤتمر الدولي للسلام المقترح من قبل واشنطن وهذا ما يقلل من احتمالية تحقيق السلام في ظل عدوانية شارون.
وقال الأشعل إن إسرائيل تمكنت في السنوات الأخيرة من احداث تقدم على المستوى العالمي في حين أن هناك تراجعاً عربياً ملحوظاً سياسياً واقتصادياً، وعلى الجانب السياسي استطاعت تل ابيب عمل تحالفات دولية مع قوى اقليمية في وسط وجنوب أفريقيا، ووسط جنوب آسيا، وامريكا الشمالية، والجنوبية، واستطاعت كذلك ان تطوع الأهداف الأمريكية في المنطقة لخدمة مصالحها السياسية والاستعمارية بالدرجة الأولى، واستطاع الاعلام الصهيوني في الغرب السيطرة على صناع القرار السياسيين في واشنطن ولندن، ونجحت إسرائيل في وضع الإسلام والمسلمين كهدف أساسي أمام الهجمات الأمريكية بعد احداث سبتمبر، والمتابع لمضمون الاعلام الصهيوني في امريكا يجد تطابقا كاملا بين السياسة الأمريكية وما تنتهجه تلك الوسائل من اتجاهات سياسية خاصة تجاه الشرق الأوسط.
وعلى الجانب الآخر استطاعت اسرائيل تحقيق نجاحات سياسية في مناطق إقليمية أخرى مثل شرق وجنوب آسيا، وهو كسب سياسي خدم مصالح اسرائيل في قضية صراع الشرق الاوسط.
وعلى المستوى الاقتصادي نجحت اسرائيل في احداث تقدم اقتصادي كبير مقارنة بالدول العربية، حيث زاد معدل دخل الفرد الإسرائيلي أضعاف معدله في الدول العربية، وأصبحت اسرائيل تصدر للولايات المتحدة ما قيمته 20 مليار دولار سنويا من اجهزة وأدوات تكنولوجية، وزادت القوة العسكرية الإسرائيلية عن طريق تصنيع الأسلحة والمعدات حتى أصبحت ذات مركز دولي كبير في مجال القوة العسكرية.
مفهوم السلام الإسرائيلي
وحول مفهوم السلام كما تراه إدارة شارون يقول الأشعل ان حكومة شارون ترى أن السلام هو إملاء للشروط الإسرائيلية، وسيطرة حكومة تل أبيب على ما تبقي من الأراضي الفلسطينية، وأن يعيش الفلسطينيون تحت مظلة اسرائيل مواطنين من الدرجة الثالثة ليس لهم حقوق. فهذا هو السلام الإسرائيلي الذي تريده حكومة شارون.
ويؤكد د. الأشعل على وجهة نظره هذه بان اسرائيل أبرمت معاهدات سلام وتحالفات مع بعض الدول على رأسها مصر والاردن، لكن حتى اليوم لم تقدم تنازلا واحدا لهذا السلام، بل تحاول أن تهدم تلك المعاهدات السابقة عن طريق مؤتمر السلام العالمي الذي أعلنته أمريكا وإسرائيل على انعقاده في المستقبل القريب.
فهذا المؤتمر هدفه الأول هو تحديد أي تنازلات أو مساهمات بين إسرائيل والفلسطينيين، وصياغة سلام جديد يراه شارون واقرار الوضع الحالي في الأراضي المحتلة، وإجبار الدول العربية على التطبيع الكامل مع اسرائيل. وتجاه ذلك على الدول العربية ضرورة تدعيم التحالفات العربية العربية وتقوية العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية بعضها البعض، والبحث عن تدعيم قوى عالمية للمواقف العربية في المنطقة، وتنمية مصادر القوة الداخلية والخارجية.
|