منذ أن بدأ الاحتفال بذكرى مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم والكثير من الفعاليات تقام في هذه المناسبة، إلا ان طلاب المدارس الحكومية والأهلية ومن خلال برامجهم الصباحية والمسائية والتي تتمثل بالإذاعة المدرسية والمسرح كان لهم حضور كبير على ساحة التعبير عن هذه المناسبة حيث تبارت المدارس والطلاب في التعبير بكل أشكاله، فمن خلال مقالات الصحافة المدرسية والمجلات والنشرات والكلمات الصباحية إلى مهرجانات الإلقاء والتعبير التي ركزت بشكل كبير على هذه ا لمناسبة كانعكاس طبيعي لمالهذه المناسبة من حضور في قلوب المعلمين والطلاب.
ولقد تابعت بنفسي العديد من هذه الفعاليات المدرسية في كثير من مناطق المملكة وكان (القاسم المشترك الأعظم) لتلك الاحتفالات ومهرجانات الالقاء والتعبير هو عن خادم الحرمين الشريفين وجهوده في التعليم والتنمية الشاملة.
وقد تبارى الطلاب في تجسيد العديد من القصائد الوطنية الرائعة التي خرجت من قلوب الشعراء فتلقاها الطلاب ليعبروا فيها من خلال الالقاء والحركة عن عميق حبهم وعن امتنانهم لخادم الحرمين ولهذا الوطن حيث كان هناك مزج رائع في تلك القصائد بين الوطن والقائد والشعب، قرأه الطلاب واقعا قبل ان يقرأوه على صفحات الأوراق أمام ميكروفونات إذاعتهم المدرسية أو على خشبات المسرح المدرسي. ان الاحتفال بالمناسبات هو مطلب وطني أيضاً، فمن خلاله يتم تجديد المشاعر الوطنية وتنميتها وتفتيح افهام الطلاب لمسائل قد لا يجدونها بين أوراق الكتب المدرسية وان وجدوها فقد تكون مجردة جامدة لاحياة فيها إذ ان الاحتفال عندمايكون مطيته ووسيلته المسرح المدرسي يعطي حرية للتعبير قد لا يجدها الطالب في فصله لأنه لا يجدها وقتا أو قد لا يجدها مادة، لكنه على المسرح يحلق في آفاق يعشقها معبرا عن مشاعره تجاه مليكه ووطنه لاتحده الحصص ولا توقفه صفحات كتاب يرعاه معلمون نذروا أنفسهم لتنفيذ الأنشطة الطلابية وما زال الكثير منهم يبذل جهده بالأنشطة عشقا وحبا ولكنه حتى الآن لم نستطع ان ننصفه أو نعطيه المزيد من حرية الحركة للاستفادة مما يملكه النشاط أو المسرح المدرسي من قدرات حيث يصطدم مسرح المدرسة بالحصص باعتبار ان ليس له حصة وباعتبار ان الحصص اهم منه مع انه مهم جدا في تنمية مشاعر المواطنة ومهم للترفيه ومهم أيضا في صناعة شخصية الطالب وتعويده على الجرأة والشجاعة الأدبية التي نفتقدها في الكثير من الطلاب.
ولقد توفرت مادة تلفزيونية هامة على مدى الاشهر السابقة كان يمكن للتلفزيون الاستفادة منها وعرضها ولكن التلفزيون كعادته يفوت على نفسه وعلى مشاهديه الكثير من الفرص وحتى الآن لا يعرف سبب ذلك فما يزال حضوره على مستوى النشاط المدرسي دون المأمول وما يزال التلفزيون يهمل المسرح المدرسي ومسرح الطفل رغم ان ما يقدم فيهما يستحق العرض لعدة مرات نظرا لأهمية المواضيع التي يتم تجسيدها على مسرح المدرسة ولو رأى المسؤولون مثلي ما عرضته المدارس في مناسبة البيعة لعرفوا انهم فوتوا فرصة ذهبية كانوا فعلا يحتاجونها لانها مادة جاهزة وتربوية ووطنية ولان جهود الطلاب العظيمة في مثل هذه المناسبة العظيمة لم تسلط عليها الاضواء ولهذا أحببت ان أسلط عليها هذا الضوء متأملا ان قد أوفيت طلابنا الاعزاء وجهودهم بعض الجميل لذلك الفعل المسرحي الجميل الذي أقدموا عليه حباً وعشقاً للقائد والوطن.
|