رغم أن الأيام الماضية شهدت بعض الأنباء المشجعة من الشرق الأوسط مثل تعليق الحكومة الإسرائيلية لهجومها على قطاع غزة بعد أن كانت القوات الإسرائيلية قد احتشدت بالقرب من حدود القطاع، ثم خروج عرفات في جولة بالمدن الفلسطينية لأول مرة ولم يدع إلى مزيد من الاستشهاد من أجل فلسطين.
ووسط هذه الأنباء الجيدة تأتي اللجنة المركزية لتكتل الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون لتصدر قراراً برفض قيام أي دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في المستقبل، ولكن هذا القرار ليس له أي قوة قانونية وربما يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى اللجوء أكثر إلى الوسط البرجماتي بعيداً عن اليمين المتطرف الذي يسيطر على اللجنة المركزية، فقد كان القرار مشهدا استعراضيا لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو لمنافسة شارون على السيطرة على حزب الليكود.
ففي الوقت الذي تؤكد استطلاعات الرأي الإسرائيلي بما فيهم الناخبون الليكوديون تؤكد اقتناع الإسرائيليين بأن الحل الوحيد هو إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية يختار نتنياهو مهاجمة شارون من أقصى اليمين.
وقد يؤدي هذا إلى تهميش نتنياهو وتأكيد قوة شارون ودفعه أكثر نحو معسكر السلام، التطور الإيجابي الذي شهدته الأيام الماضية هو الضغط الذي مارسته السعودية ومصر والأردن على المسؤولين الفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي للسيطرة على الجماعات المسلحة وإعطاء الجهود الدبلوماسية الأمريكية فرصة للنجاح.
فقد بدأت وسائل الإعلام العربية التي كانت تؤيد باستمرار وبحماس متزايد الهجمات الاستشهادية في مناقشة بعض المواقف المعارضة لمثل هذه العمليات، كما شهدت الأيام الماضية أضخم تجمع لمعسكر السلام في إسرائيل منذ 19 شهرا عندما تظاهر أكثر من 50 ألف متظاهر في تل أبيب للمطالبة بالسلام. كما كشف استطلاع للرأي نشرته جريدة معاريف الإسرائيلية أن 57% من الإسرائيليين يؤيدون مؤتمرا إقليميا للسلام لمناقشة مستقبل المنطقة في ظل دولتين لشعبين فلسطيني وإسرائيلي، يبدو أن نتنياهو يعتقد أن موقف شارون حرج وحساس ولكن الحقيقة أن نتنياهو يبدو وكأنه خارج الزمن.
افتتاحية «نيويورك تايمز» |