تفاعلا مع ما كتبه الاخ خالد البشري لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 26 صفر تحت عنوان: (اعطوا الأجير أجره قبل ..) في اشارة الى التوجيه النبوي الكريم: (اعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه).
والواقع انه في زماننا الحاضر فاننا لا نطالب بمثل هذه المثالية ولكننا نطالب اصحاب العمل بأن يعطوا العامل اجره ولو بعد شهر او شهرين من جفاف عرقه وقبل ان يفقد صوابه من طول المماطلة والاستجداء بعد ان اصبح التأخير في اعطاء العمال حقوقهم شهورا طويلة شبه ظاهرة انتشرت وكثرت الشكوى بشأنها وان كانت اكثر الشكاوى لا تصل الى الجهات الرسمية ومنها مكاتب العمل لان العامل المغلوب على امره يعرف ماذا سيكون مصيره ومستقبله في العمل حتى وان اثمرت شكواه في حصوله على حقوقه المتأخرة الا انه سيفقد عمله وسيصبح غير مرغوب في بقائه.
ومع ذلك يوجد من يحتج على وضعه ويشتكي الى جهات الاختصاص كما في مثل الحالات التي اشار اليها الاخ الكاتب وهي حالات تعكس نفاد صبر هؤلاء العمال وضغط الحاجة عليهم وانه قد تساوى لديهم خيار البقاء على رأس العمل الذي بهذه الصفة على الخيار الآخر.
على ان تأخير الراتب هو صورة واحدة من صور التعامل غير الانساني وغير النظامي من جانب بعض اصحاب العمل مع مكفوليهم مما تنعكس آثاره حقدا وكراهية ليس على سمعة هؤلاء الناس وحدهم ولكن على سمعة البلد والمجتمع بأسره وهي حقيقة ما ينبغي التعتيم عليها لانها ناتجة عن سوء تصرفات خاصة من بعض افراد المجتمع وليست ناتجة عن خلل في نظام العمل والعمال الذي يكفل للمشمولين به افضل الحقوق ويحميهم من اي ابتزاز ولكن المشكلة في عدم تقيد بعض اصحاب العمل بهذا النظام ومن هنا تبدو اهمية عدم الاكتفاء لسن افضل الانظمة والقوانين اذ لابد من وجود جهات رقابية مسؤولة عن تطبيق الانظمة والعمل بها وتفعيلها على ارض الواقع لتحقيق الاهداف الخيرة التي سنت من اجلها والله الموفق.
محمد الحزاب الغفيلي/محافظة الرس |