Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في هذه الحالة تغرد عصافير الأخلاق في هذه الحالة تغرد عصافير الأخلاق

تحية طيبة
اطلعت في عدد الجزيرة 10816 ليوم الجمعة الموافق 27/2/1423هـ وفي صفحة «الرأي» على مشاركة للأخت نورة ابراهيم الحسين بعنوان «متى تغرد عصافير الأخلاق» ولقد شدني هذا الموضوع وأسلوب طرح الأخت الى التعقيب حول هذا الموضوع.. وبالفعل سألت نفسي السؤال نفسه وأنا ألقي بنظرة حول تعاملات مجتمعنا! «متى تغرد عصافير الأخلاق» وهنا أقول للأخت نورة ليست أنت من شكا من فقدان هذه التغاريد الجميلة لأخلاقنا الاجتماعية.. ولكن ألقي بنظرة الى من نقابلهم من الناس في حياتنا العملية او الخاصة نجد العبوس في أسلوبهم وتعاملهم..
وتلك (التكشيرة) التي لاتغادر تعابير وجوههم فلا تتملكين نفسك الا ان تتجنبي التعامل معهم ولأول وهلة لقاء معهم أليس كذلك؟؟ وكأن الابتسامة تخرج من محياهم «بعد ولادة قيصرية متعبة ومضنية» وهناك من تقابلينهم لدرجة ان يخالجك احساس ما بأنك تعرفينهم منذ سنوات طوال وليس من خلال لحظة أو من موقف واحد اليس كذلك؟
وفي ظني ان هناك فرقاً كبيراً بين الفئتين: أما انصار العبوس فيظنون ان الابتسامة والبشاشة في الوجه وحسن التعامل ستؤدي بهم الى بذل مجهود اضافي او انها من الصفات التي تقلل من الهيبة والوقار!! ولكن ما علم اولئك بأن من يتعامل مع الآخرين ببشاشة ودماثة خلق وبلطف سيحقق رصيداً هائلاً في بنك تعاملاته من الاحترام والتقدير من كافة شرائح المجتمع!! وذلك أكثر بكثير مما يحققه صاحب التكشيرة من احترام الغير..
وفي اعتقادي أن من يقابل مثل هذه النوعية الاخيرة.. يفكر مراراً قبل ان يقحم نفسه في تجربة كهذه لانها مملة ومتعبة في آن واحد.
وتلك النوعية من خلال تعاملاتهم الخاصة اجدهم يقابلون العديد من الناس ويتعاملون بأسلوبهم المرفوض بالنسبة لغيرهم وهو المسعد لهم في الوقت نفسه وكأنهم بذلك يعتقدون انهم اصابوا النجاح لأن غيرهم عجز عن الدخول في تراكيبهم الشخصية المعقدة فهذا تفكيرهم فهم لايعلمون أن كل من سيقابلهم او قابلهم سيدعو ربه الا تعيده الظروف فهو يستعين بشخص آخر لاتمام ذلك اللقاء او العمل المتعب.إذاً ان دماثة الخلق والبساطة في التعامل والابتسامة المشرقة اسهل الطرق للوصول الى قلوب الآخرين وكسب احترامهم.. فهل يعي البعض ذلك؟؟
عود نفسك على ان تبتسم في وجه كل مراجع وتقدم المساعدة له حتى لو لم يكن قريباً او صديقاً او يحمل ورقة توصية عندها تشعر انك تمارس رياضة نفسية صحية تكسو يومك بالراحة والسعادة وتقدير الذات او تنتظر الثناء من الآخرين عندها ستجد نفسك دون ان تشعر محل احترام وتقدير الآخرين.
وهذا هو فن التعامل مع الآخرين وعندما نفتقد مثل هذه الاخلاق وغيرها تفتقد لتغريد عصافير الأخلاق.عزيزي: لن تخسر في حياتك عندما تهدي اخاك ابتسامة حتى ولو كانت مجاملة.. ولن يخسر متلقيها.. ولكن لايجب ان تكون كل كلمات الدنيا وكل احاسيس الدنيا وتصوراتها مسخرة من خلال تلك الابتسامة وللوصول الى هدف او التقرب الى منال محال ويكون نابعاً من قلب ممتلئ إلا من شيء واحد وهو الصدق وصفاء التعامل..؟ احذر ان تكون ابتسامتك لأجل هدف او غرض دنيوي؟؟
هل اصبحت عقول الدنيا والناس من حولنا.. وكل مشاعر الغير.. وسيلة نتسلقها للوصول الى مصالحنا فقط.. فكثيراً مانكسب الاصدقاء بذلك.. ولكن سرعان مانفقدهم لأول محاولة يدركون فيها زيف هذه الحقيقة وهذا التعامل المقنّع!!
كثير منا مايقدم اعمالاً.. نمنحها بلا حدود.. ولكن يجب الا ننتظر نتيجة كل عمل ايجابي منا.. وكم عمل او خدمة قدمت من البعض وكأنه لم يقدمه لماذا؟ لأنه أصبح يذكّره بكل من استفادوا من عمله او خدمته كلما جمعته معهم الظروف رغبة في ان يسمع ثناء منه؟وهناك الكثير الذين قدموا ويقدمون الكثير دون ان يذكروا ماقدموه بل نسوه ولذا تجدهم د ائما محبوبين من الجميع.. انها تغاريد عصافير الاخلاق التي اوجدتها وصدحت بها «لغة التعامل وفنه» التي قد تفوت على البعض ولكن اجزم انها ما زالت باقية في كثيرين ممن يدركون فن التعامل وأثره في كسب مودة الناس.
وهنا اقول للأخت نوره.. ابحثي في مجتمعك.. ودققي في تعاملاتك من خلال ماذكرته من فن التعامل.. وستجدين ان هناك عصافير مغردة.. فرضت حبها ووجودها على الجميع بحسن خلقها واسلوب تعاملها الممتع.
وفي الختام اشكرك على طرح مثل هذه الموضوعات الحساسة التي ألهبت اناملي الى الامساك بالبراعة وسطر تغاريد حفّزتني عليها جزيرتي والتي لها السبق في سطر ونشر مثل هذه الموضوعات والتي نحن بحاجة الى الحديث فيها وطرق دهاليزها في هذه الحياة «فلعزيزتي» و«لصفحة الرأي» التي احتضنت مشاركة الأخت.. ألف تحية ولك أنت ولكل من كتب عن هذه الأحرف «أ ل أ خ ل ا ق» ونسج منها حروفاً ذهبية وفكراً واسلوباً يرصع بها صفحاتنا الغالية «عزيزتي» وصفحة «الرأي» وللقراء خالص شكري وتقديري.ودمتم

سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي/محافظة المذنب

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved