Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مستعجل مستعجل
مشغول.. من غير شغل..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

يبدو أن إيقاع الحياة وتعقيداتها ومشاكلها ومشاغلها.. وضيق الوقت وزحمة الشوارع والالتزامات المختلفة.. وراء تزاحم الأوقات وتداخلها.. وشعور الإنسان أن الأيام تجري بسرعة شديدة.. وأن الأسبوع يطير.. فلا تكاد تفرح بالسبت وبداية الأسبوع.. إلا وتفاجأ أن غداً الأربعاء.. ثم الخميس والجمعة.. وهكذا تطير الأيام في نظرك.. دون أن تتمكن من عمل شيء.
* * تهم في بداية الأسبوع أن تنجز عشرات المشاريع وعدة معاملات.. ويمر الأسبوع دون أن تنجز واحدة منهن.. فالأيام تطير بسرعة وتمضي دون تمهل ولو قليلاً يعطيك مهلة لإنجاز ما تهم بإنجازه لتقول بينك وبين نفسك «يا سِرْعْ الأسبوع».
* * تقرأ في الجريدة.. أن فلاناً.. والداً أو أخاً.. لصديقك أو زميلك قد مات.. وتجزم أنك ستزوره وتعزيه وتقف إلى جانبه.. فتمر أيام العزاء يوماً بعد آخر.. وتعجز حتى عن الاتصال به بالهاتف ومواساته ولو من خلال التليفون..
* * فلان.. تقرأ أو تسمع أنه في المستشفى.. أو أنه أجرى عملية جراحية.. وتجزم أنك ستزوره وتعقد العزم على ذلك.. ويمر يومان وثلاثة وخمسة.. ثم يغادر المستشفى سليماً معافى.. ثم يغادر بيته إلى عمله ويباشر عمله ولم تتمكن حتى من مهاتفته لتقول له: «الحمد لله على السلامة».
* * صديقك أو زميلك أو قريبك.. يُعيَّن ويُرقّى أو ينجح أو يوفق في صفقة «ما» وتنوي زيارته وتهنئته.. أو حتى الاتصال به أو إرسال رسالة من سطر واحد لتهنئته.. وتمضي الأيام دون أن تحرر حتى الرسالة الصغيرة.
* * جيبك مليء بالأوراق والفواتير وأرقام المعاملات.. وكلها مهم و«تتقطع» الأوراق دون أن تعمل لها أي شيء.. وتضيع عليك فرص كثيرة في غمرة مشاغلك.
* * جارك.. أو صديقك.. أو زميلك.. يدعوك لمأدبة مهمة أياً كانت هذه المناسبة.. وتقطع على نفسك عهداً.. بأن تكون أول الحضور «لأن أبوفلان يستاهل» لتفاجأ أنك غير قادر على الذهاب له.. وحتى لا تتمكن من مجرد الاعتذار.
* * يقولون «اللَّي في الرياض.. مشغول من غير شغل» صار هذا.. مثلاً متداولاً.
* * يبدأ اليوم وينتهي.. دون أن تنام أكثر من خمس ساعات.. ومع ذلك.. لا تستطيع عمل أي شيء.
* * حتى مواعيد الأطباء والمستشفيات والمواعيد الأخرى.. قد تتصل وتؤجل بعضها.. وقد تنساها.. وقد تتكاسل في طلب التأجيل.
* * تشعر أحياناً بالألم في جزء من جسمك ويتعبك وتعجز حتى عن مجرد مراجعة طبيب.. حتى يطيب الألم من نفسه ولو بعد شهر أو شهرين و«اللِّي يعود.. ما يكود».
* * وقد تراجع عيادة طبيب أو مستشفى وتجري بعض الفحوصات المخبرية والأشعات.. ثم تعجز حتى عن مجرد المراجعة لأخذ النتيجة والاطمئنان على صحتك.. وتكتفي بكلام فني الأشعة أو موظف المختبر «إنْتَ صديق كويِّس.. مشكلة ما فيه!!».
* * تراجع طبيباً أو مسعفاً.. وقد تجرح إصبعك أو يدك.. ويعقم الجرح ويلف لفافة ويقول لك.. راجع بكرة أو بعده للغيار وتطهير الجرح.. ويمر أسبوع واللَّفافة تتدلّى من يدك أو رجلك دون أن تتمكن من المراجعة حتى تسقط اللفافة من نفسها..
* * لماذا كل ذلك؟! أجيبوني.. أين بركة الوقت؟!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved