Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في دراسة عن «الاستثمار» والصناعات التقليدية في دراسة عن «الاستثمار» والصناعات التقليدية
الهيئة العليا للسياحة توصي بالتنسيق في وضع برامج تدريبية للحرفيين

* الرياض ـ عبيد العتيبي:
أوصت دراسة علمية بتخصيص مبالغ مناسبة في خطط التنمية للصرف والإنفاق على قطاع الصناعات الحرفية وتأمين احتياجاته من التمويل ومتطلبات البنية الأساسية لهذا القطاع، كما أوصت بالتنسيق المشترك بين مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية وغير الحكومية في وضع البرامج التدريبية الهادفة إلى تنمية مهارات وقدرات الحرفيين خاصة للأجيال الناشئة منهم لإيجاد مصدر دائم لتزويد هذا القطاع بما يحتاجه من أيد عاملة ماهرة تضمن استمرار وتداول الخبرات والمهارات الحرفية المحلية في مختلف الصناعات. ورصدت الدراسة «الاستثمار في الحرف والصناعات التقليدية كمنتجات سياحية» التي أعدتها الهيئة العليا للسياحة أشهر الصناعات الحرفية في مناطق المملكة، ومنها «الخوصيات، الخرازة، النجارة، الفخار، السبح، العطور، ماء الورد، الحياكة، الصياغة، شباك الصيد، الأسلحة، الحدادة..».
وترى الدراسة بأن المتاحف الحكومية والخاصة لها دور كبير في تنمية الاستثمار في هذا الجانب، خصوصا وأنه يوجد بالمملكة سبعة وستون متحفاً، بإمكانها الإسهام في عرض المنتجات الحالية وإقامة عروض ومزادات للبيع عبر المنافسات المحلية، بالإضافة إلى تقديم معلومات للسياح عن المنتجات توضح لهم أماكن توافرها، الأمر الذي يؤدي إلى فتح قنوات للبيع بالتجزئة، علاوة على أن مهرجان الجنادرية الوطني ومهرجانات أبها وجدة والطائف والمدينة الصيفية يقوم بدور كبير في تسويق المنتجات الحرفية وزيادة الوعي لدى الأفراد والجهات المختلفة بأهمية الحفاظ على هوية التراث ودعم الحرف التقليدية.
المعوقات
وحول أبرز معوقات هذه الصناعة أشارت الدراسة إلى أن «انتشار التعليم وإتاحته للمواطنين بدون تكاليف، أدى إلى بروز مفاهيم ومنطلقات جديدة مؤداها أن السبيل إلى الحياة المستقرة الآمنة يكون في الحصول على الوظيفة، ولبلوغ ذلك سارع الحرفيون كغيرهم من فئات المجتمع الأخرى كالمزارعين والرعاة وغيرهم إلى إلحاق أبنائهم بالتعليم النظامي وتهيئتهم للحصول على الوظيفة ومن ثم هجر الأبناء مهنة الآباء والأجداد».
التمويل
واعتبرت الدراسة غياب التمويل أحد الأسباب المهمة التي تعوق تنمية وتطوير قطاع الصناعات الحرفية. «حيث لا توجد سياسة تمويلية رسمية لتقديم الدعم المالي للحرف، وما يقدم حالياً لا يتعدى كونه مساعدات مادية موسمية، وهي مساعدات على الرغم من الفوائد الملحوظة التي نتجت عنها، إلا انها لا تعتبر كافية، واستشهدت في ذلك بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» الذي يقدم مكافآت مالية للحرفيين، كما أن عائدات البيع تعود للحرفي نفسه .
ولكن كثير من الحرفيين بعد انتهاء المهرجان يضعون العدد والأدوات الخاصة بصناعاتهم الحرفية جانباً، ويعودون لمزاولة أعمال ووظائف أخرى لاتمت بصلة للحرف اليدوية التقليدية.
التدريب
ومن العوائق التي تعاني منها الصناعات الحرفية ـ كما أشارت الدراسة ـ اندثار التدريب «فالحرفي القديم الآن لا يدرب أحد ولا يجد الحرفي الجديد من يدربه» كما أن أغلب الأجيال الناشئة لا ترغب في مزاولة المهن الحرفية، والحرفيون أنفسهم لا يشجعون أبناءهم على الانخراط في هذا المجال، وذلك لوجود بدائل وظيفية أفضل وأسهل ربما تكون أعلى مردوداً.
التسويق
كما أن من المعوقات التي تعترض تطوير صناعة الحرف ضعف التسويق الذي اعتبرته الدراسة «مفقود تماما» في مجال الصناعات الحرفية المحلية، فالحرفي يسوق وهو يعمل في حانوته، أي أنه يجمع بين وظيفتي الإنتاج والبيع. وفي أحيان أخرى لا يقوم الحرفي بتصنيع منتجاته مسبقاً، إنما يصنعها بناء على طلب الزبون وطبقا لما يتم الاتفاق عليه من شروط ومواصفات.
المشالح
واستعرضت الدراسة كذلك بعض نماذج الاستثمارات الناجحة في الصناعات اليدوية التقليدية، وذكرت من ذلك تجربة إحدى المؤسسات الوطنية في صناعة المشالح الملكية التي يزيد عمرها على 200 سنة، وتمثل حصتها أكثرمن 30% من حجم الاستثمار في المشالح بالمملكة الذي يقدر بحوالي 100 مليون ريال سعودي وأشارت إلى أن 85 من الخياطين المهرة الذين تتراوح أعمارهم من 25 ـ 70 سنة يعملون بالمؤسسة، مؤكدة أن صناعة المشالح تتطلب خبرة متميزة، وهي تعتمد على قوة النظر وحركة الأنامل.
مركز إحياء التراث بعنيزة
كما أن من التجارب التي استعرضتها الدراسة مشروع إحياء التراث السعودي بعنيزة الذي تأسس في أبريل 1997م، الذي يقوم بدور كبير في تأهيل وتشغيل النساء في حرف تعتبر مصدراً لدخولهن، وكذلك المساهمة في إحياء التراث السعودي؛ وذلك عبر أقسام السف وأعمال النخيل والغزل والصباغة والنسيج والسدو، كما يقوم باستقطاب المختصين وذلك للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الحرفية.
ويتم تسويق المنتجات عن طريق المشاركات في المعارض الدولية والمحلية والمهرجانات كمهرجان الجنادرية والأسواق الخيرية التابعة للمدارس التعليمية وكذلك المعرض الدائم في المركز.
الفضيات
ومن التجارب المميزة في هذا المجال النجاح الملحوظ الذي تحقق لجمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية بالقصيم في مشروع صناعة الفضة، حيث استطاعت المتدربات الإنتاج بعد ثلاثة أشهر من التدريب، وتعتزم الجمعية تدريب ما لا يقل عن أربعين فتاة على جميع مراحل إنتاج الفضة ورفع كفاءتهن بحيث يصبحن قادرات على إنتاج القطع الفضية بشكل كامل سواء المصنوعة يدويا أو القوالب، وخصوصا الفضة المطلية بالذهب «مثل السلاسل والأساور والخواتم والاكسسوارات».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved