Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
سيناريو التغيير يهدد عرفات مثل شارون
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في وقت ما طرحت جهات دولية وعربية اقتراحات بالتخلص من رئيس الحكومة الإسرائيلية، أرييل شارون والتضحية برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات للوصول إلى تسوية تتيح إقامة دولة فلسطينية.. وقتها طرحت أسماء عديدة لخلافة ياسر عرفات، إلا أن حصار مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله جعل من عرفات «بطلاً قومياً».. وهو كذلك إلا أن المعاناة والصمود اللذين أبداهما الرئيس عرفات جعلا من الصعب مناقشة استبداله عكس شارون الذي لا يواجه منافسة من شريكه في الائتلاف حزب العمل التي قد تعيده الى انتخابات إسرائيلية قادمة، بل يواجه منافسة أشد وأكثر شراسة من داخل حزبه الليكود، حيث يجاهر نتنياهو الزعيم السابق للحزب برغبته للعودة لرئاسة الحزب والحكومة يدعمه جناح كبير من أعضاء الحزب والإسرائيليين الذين أصبحوا أكثر ميلا للمتطرفين، مما دفع نتنياهو إلى المزايدة على شارون الذي يعد أكثر المتطرفين في تاريخ الكيان الإسرائيلي.. وقبل أيام أحرج نتنياهو شارون بانتزاع تصويت اللجنة المركزية لحزب الليكود «المركزي» على قرار برفض إقامة دولة فلسطينية.. والتصويت يعد تصويتاً مسبقاً على تنحية شارون من زعامة الليكود وبالتالي فإن بقاء شارون على رأس الحكومة الإسرائيلية مسألة وقت سواء بانتظار الانتخابات القادمة، أو إزاحته عن طريق إحدى ألاعيب نتنياهو التي يجيدها.
هذا في الجانب الإسرائيلي، أما في الجانب الفلسطيني فمثل ما أوردنا فإن الرئيس الفلسطيني وصلت شعبيته الى أوجها بسبب الحصار الذي فرض عليه في مقر الرئاسة برام الله، وأسبغ على «أبوعمار» ألقاب عديدة كشيخ المجاهدين، وقائد الثوار، ورجل الصمود وغيرها من الألقاب العاطفية التي يجيدها العرب، ولكن خروج الرئيس عرفات بعد اتفاقية فك الحصار عن مقره وبعد الاتفاق الذي رفع بموجبه الحصار عن كنيسة المهد الذي بموجبه تم نفي 13 فلسطينياً الى أوروبا كسابقة يخشى أن تكون سابقة قد تطبق على قادة السلطة أنفسهم..!! وقبلها محاكمة قتلة زئيفي وإبعادهم إلى أريحا وهي أيضا سابقة يخشى أن تكون بداية لمحاكمات أخرى طالما تقبل بمحاكمة المناضلين الفلسطينيين إرضاء للإسرائيليين وللضغوط الخارجية..
كل هذه التداعيات أضرت بموقف الرئيس عرفات وأعادت الحديث عن بديل فلسطيني للقيادة الفلسطينية، وإذا كان أحد لم يجرو عن الحديث عن استبدال عرفات ولم يجاهر أحد بذلك أو ينافسه أحد كما يحدث في الجانب الإسرائيلي إلا ان كثرة الحديث والمطالبة بإجراء إصلاحات في السلطة ونصح القيادات الأمنية للرئيس عرفات تجنب زيارة مخيم جنين رغم زيارته للمدينة يفتح الباب على مصراعيه كما يقولون لتنامي واتساع الحديث عن إمكانية استبدال الرئيس عرفات وإحلال قيادة بديلة تتجانس مع القيادة الإسرائيلية القادمة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved