* الخليل غزة العواصم الوكالات:
سقط شهيدان فلسطينيان في بلدة حلحول التي توغلت فيها اسرائيل امس في إطار اعتداءات جديدة شملت ايضا انحاء من قطاع غزة، في وقت بدأ يتبلور فيه موقف دولي مناهض بشدة لتصويت حزب الليكود على رفض الدولة الفلسطينية حيث جددت الولايات المتحدة التزامها بالسعي لإقامة الدولة الفلسطينية مشيرا الى ان ذلك من شأنه احلال السلام في المنطقة.
شهيدان في حلحول
افادت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي انسحب صباح أمس الثلاثاء من بلدة حلحول جنوب الضفة الغربية حيث قتل فلسطينيان خلال توغله الذي استمر بضع ساعات.
واوضحت المصادر ان خالد ابو خيران رئيس الاستخبارات الفلسطينية في حلحول ومساعده احمد سمارة استشهدا بالرصاص الاسرائيلي خلال العملية.
واضافت المصادر ان فلسطينيين آخرين على الاقل اعتقلا.
وشملت الاعتداءات الاسرائيلية أمس ايضا توغل اربع دبابات وجرافة عسكرية اسرائيلية في منطقة حي السلام المجاور للشريط الحدودي جنوبي مدينة «رفح» وسط اطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة مما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين.
وقامت الجرافة الاسرائيلية بتجريف مساحة واسعة مزروعة باشجار الزيتون كما قامت القوات الاسرائيلية بهدم احد منازل المواطنين.
اعتقلت القوات الاسرائيلية 17 فلسطينيا في عمليات توغل واقتحام في كل من طولكرم وجنين ورام الله.
عصفور لا يستبعد ضلوع إسرائيل في الاعتداء عليه
وعلى صعيد آخر اعلن الوزير الفلسطيني المكلف شؤون العلاقات مع المنظمات غير الحكومية حسن عصفور أمس ان اسرائيل قد تكون ضالعة في الاعتداء الذي تعرض له يوم الاثنين في رام الله.
وقال عصفور في حديث مع قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية: انه ربما هناك ايد اسرائيلية وراء هذا الاعتداء.
وكان ملثمون مجهولون قاموا بضرب حسن عصفور ومرافقه بالهراوات في رام الله.
ورأى ان الذين نفذوا الهجوم يريدون الاعتداء على عدد من رموز القيادة الفلسطينية لخلق حالة من الفوضى والبلبلة.
واضاف عصفور الذي كان يتحدث هاتفيا من مستشفى الشيخ زايد في رام الله حيث يعالج ان هذا العمل غريب عن الاخلاق الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني ومبادئنا.
وذكرت زوجته مها عصفور ان المعتدين كانوا خمسة، وقد دعوا زوجها ليتوقف ثم انهالوا عليه ضربا مع مرافقه قبل أن يلوذوا بالفرار تاركين الوزير في السلطة الفلسطينية ومرافقه ملقيين ارضا.
واعلن احمد عبد الرحمن الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني للصحافيين ان الرئيس الفلسطيني اصدر اوامر بإلقاء القبض على المعتدين واحالتهم الى القضاء.
واستنكرت القيادة الفلسطينية الحادث ووصفته بالاعتداء«الجبان والآثم».
وقالت القيادة الفلسطينية في بيان لها نشرته وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» ان الرئيس ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية ومجلس الوزراء يستنكرون هذا الاعتداء الجبان على الاخ الوزير حسن عصفور واضاف ان الرئيس عرفات اطمأن على صحة الوزير.
واضافت القيادة: وقد اصدر الرئيس ياسر عرفات تعليمات مشددة لكافة الأجهزة الأمنية لتعقب المجرمين لتقديمهم الى العدالة لينالوا العقاب الرادع الذي يستحقونه.
منع البرغوثي من مقابلة محاميه
وفي القدس المحتلة رفضت المحكمةالعليا الاسرائيلية امس «الثلاثاء» التماسا للسماح للقيادي الفلسطيني مروان البرغوثي بالاجتماع على انفراد مع محاميه. وكان المحامي جواد بولس الذي يمثل البرغوثي قائد التنظيم في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الضفة الغربية قد قدم الالتماس نيابة عن موكله.
وقالت المحكمة إن بإمكان بولس رؤية موكله ولكن تحت إشراف ضابط أمن إسرائيلي ولكن بولس رفض العرض، وكان جنود إسرائيليون قد اعتقلوا البرغوثي في رام الله في 15 نيسان/ أبريل الماضي، وتتهم إسرائيل البرغوثي بتمويل هجمات ضد إسرائيل نفذتها جماعات داخل حركة فتح. وبالتحديد كتائب شهداء الاقصى التي تعتبر أكبر وأنشط جماعة في فتح.
وكان المحامي قد قال: إن البرغوثي أخبره في آخر لقاء بينهما بأن السلطات تستجوبه لساعات طويلة ولا تسمح له بالنوم سوى لساعات قلائل كل ليلة، واصفا حرمانه من النوم بأنه عملية تعذيب وحشية.
التزام أمريكي بالدولة الفلسطينية
وعلى صعيد آخر قال البيت الابيض يوم الاثنين ان الرئيس الامريكي جورج بوش سيواصل السعي من اجل اقامة دولة فلسطينية رغم تصويت حزب ليكود الحاكم في اسرائيل على عدم قبول قيام دولة فلسطينية ابدا.
وعزز وزير الخارجية الامريكي كولن باول هذا الموقف قائلا: إنه تحدث الى زعيم ليكود رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في وقت سابق يوم الاثنين.
وقال باول للصحفيين وهو في طريقه الى اجتماع لوزراء خارجية حلف الاطلسي في ايسلندا بحثت وشارون القرار الذي اتخذته لجنة ليكود يوم «الاحد» وبالطبع اكد مجددا لي انه مازال ملتزما بالمضي قدما نحو تحقيق هذه الرؤية التي اعتقدانها لدى معظم الناس باقامة دولة فلسطينية.
واضاف: ولا اعتقد انها تغير الفكر الأساسي لرئيس الوزراء شارون بشأن هذا الموضوع حيث يميل هو الى المضي قدما نحو اقامة دولة فلسطينية في وقت ما في المستقبل.
وقالت مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ان بوش يعتقد ان اقامة دولة فلسطينية يتطلب احلال السلام في الشرق الاوسط.
وقالت رايس في مقابلة مع التلفزيون الامريكي وجهة نظرنا واضحة جدا. يوجد سبيل واحد لاحلال السلام في نهاية الامر في المنطقة وهو قيام دولتين اسرائيل وفلسطين يعيشان جنبا الى جنب في بيئة آمنة والشعب الفلسطيني يستحق ان يكون له دولة يمكنه العيش فيها بسلام.
واستدركت بقولها: ان اقامة تلك الدولة يتطلب ان تقوم السلطة الفلسطينية بتشكيل جهاز امني موحد يمكن محاسبته، وان تتعهد باصلاح مالي لمكافحة ما اسمته الفساد وقطع الصلات بالارهاب.
وقالت: انها عملية طويلة يجب تنفيذها في هذا الشأن.
وقال اري فلايشرالمتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين: ان بوش سيتمسك ايضا بموقفه.
واضاف فلايتشر قوله: الرئيس مازال يعتقد ان افضل مسار للسلام هو من خلال اقامة دولة فلسطين جنبا الى جنب مع اسرائيل.
واضاف فلايشر هذاما يريده الرئيس، وهذا ما سيواصل الرئيس السعي من اجله.
وقال: واكثر من هذا لن اعلق على السياسة المحلية الداخلية، كل بلد له ما يخصه من السياسة المحلية الداخلية.
ووجه حزب ليكود ضربة اخرى الى احتمالات السلام في الشرق الاوسط يوم الاحد بالتصويت برفض اقامة أي دولة فلسطينية في المستقبل. ويمثل التصويت الذي اجري في مؤتمر لحزب ليكود بعد مناقشات ساخنة انتصار زعيم الحزب السابق بنيامين نتنياهو على رئيس الوزراء ارييل شارون في معركة تلوح في الافق على قيادة الحزب.
وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية ان هذا التصويت يظهر النوايا الحقيقية لاسرائيل وسيزيد من الاحساس بخيبة الامل لدى الفلسطينيين.
|