Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في وداعِ شاعر في وداعِ شاعر

* القسم الثقافي - محمد الدبيسي:
فقدت الساحة الثقافية في المملكة.. رمزاً من رموزها وعلما من أعلامها وشاعراً من شعرائها الأفذاذ.
فقد غيّب الموت ظهر يوم الجمعة الموافق 27/2/1423هـ الشاعر الأستاذ محمد هاشم رشيد رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة وأحد أبرز شعراء الجيل الثاني في المملكة العربية السعودية.
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة بزيارة لأسرة الراحل لتقديم العزاء لأبنائه طه، كمال، جمال، وعبدالحليم، وأسرته في منزلهم في حي سيد الشهداء بالمدينة المنورة. وقد التقت «الجزيرة» بصديقه ورفيق دربه الدكتور محمد العيد الخطراوي نائب رئيس النادي الأدبي بالمدينة المنورة.. الذي تحدث بصوت تغالبه الدموع وقال: لقد فجعت بفقد أخ عزيز.. وصديق كريم.. أمضيت معه أكثر من خمسين عاما.
عرفته صديقا حبيبا وشاعرا فذا.. ورئيسا لنادي المدينة المنورة الأدبي وان الكلمات لتعجز ان تصف مدى فجيعتي بفقده حيث كنت معه ظهر يوم الخميس وأخبرني عن اعتزامه المشاركة في أمسية شعرية لصالح انتفاضة الأقصى.. ومازحته بقولي.. إني أريد أن آخذ بعض الكتب النفيسة من مكتبتك؟
فرد الراحل قائلا: إذا مت.. فسوف أقسم الكتب بينك وبين أبنائي والنادي..
ولم أكن أعلم أنها آخر الكلمات.. وأن ذلك هو اللقاء الأخير.
وأنا هنا أعزي نفسي وأعزي كل من عرف محمد هاشم رشيد من قريب أو من بعيد.
كما تحدث ل«الجزيرة» الأستاذ دخيل الله عبدالله الحيدري عضو مجلس ادارة النادي ومدير مدارس منارات المدينة فقال:
إنا لله وإنا إليه راجعون.. لقد فقدنا برحيل محمد هاشم رشيد الى دار البقاء واحدا من الرجال الذين أسهموا بصدق في تأسيس الحركة الأدبية بالمدينة المنورة ودعمها.. منذ ان كان عضوا مؤسسا في أسرة الوادي المبارك.. ونادي المدينة المنورة الأدبي.. وكان في كل أقواله وأفعاله مثالا للمثقف الحقيقي الذي يعمل بلا كلل أو ملل.. الى رفعة شأن الثقافة والإسهام في دعم المثقفين وتشجيعهم.
كما أسهم في ان يكون لنادي المدينة المنورة الأدبي.. مكانته المثلى بين الأندية الأدبية..والمؤسسات الثقافية في وطننا الغالي.
وإني أعزي فيه كل مثقف.. وكل محب للثقافة والأدب.. وأسأل الله تعالى ان يرحمه رحمة الأبرار.
الى ذلك.. قال الأستاذ ناجي بن محمد الأنصاري عضو مجلس ادارة النادي الأدبي بالمدينة المنورة: ان الموت حق.. ولكننا لا نزال أمام هول المفاجأة وعظمها بفقدان عزيز كان معنا في السراء والضراء.. قريب من الكل.. ومحبوب من الجميع.
أسهم بكل ما أوتيت من إرادة وعزيمة في ابراز الوجه الحضاري والثقافي لهذه المدينة الطاهرة وكان فاعلا ومتفاعلا مع كل الأنشطة الثقافية وليس آخرها.. ما بذله من جهد عظيم في الاحتفال بجائزة السيد أمين مدني التي ينظمها النادي.. الى آخر ما قدمه الى النشاط الثقافي في النادي من محاضرات واصدارات وندوات.
وسيسجل التاريخ اسمه بأحرف من نور لقاء ما قدم وأعطى.. وسنظل نحمل له في نفوسنا أجمل وأصدق الذكريات.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
كما تحدث ل«الجزيرة» الأستاذ ياسين بن حامد معلا مدير مكتب وكالة الأنباء السعودية بالمدينة المنورة الذي قال: تعود علاقتي بالراحل الأستاذ محمد هاشم رشيد الى الثمانينات الهجرية عندما كان يعمل في فرع وزارة الاعلام بالمدينة المنورة. وكان ابنا للكبير من زملائه وأبا للصغير.. وقريبا للجميع في سلوكياته العظيمة.. وأخلاقياته المثلى في التعامل.
ومن خلال متابعاتي للأنشطة الثقافية بمنطقة المدينة المنورة وجدته وراء كل جهد ثقافي مخلص.. وداعم لكل بناء..مما كان له أبلغ الأثر في ازدهار الحركة الثقافية بطيبة الطيبة.
واننا بفقده.. نفقد رمزا من رموز حركتنا الأدبية.. وشاعراً مبدعاً من شعراء بلادنا.. ورجلا عمل بكل تفان وصدق.. حتى كان محل تقدير الجميع.
اسأل الله تعالى له الرحمة والغفران.. وأن يرحمنا إذا ما صرنا الى ما صار اليه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved