Wednesday 15th May,200210821العددالاربعاء 3 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عاش نظيفاً .. ومات عفيفاً..! عاش نظيفاً .. ومات عفيفاً..!
محمد الدبيسي

كما يليق بعباد الله المؤمنين..
وكما يريد الله للاتقياء من عباده..
وكما يختص تعالى برحمته من يشاء منهم..
أراد المولى ان تكون خاتمة الاستاذ محمد هاشم رشيد في أطهر بقعة وأقدس مكان..
وان يكون آخر عهده بالدنيا الصلاة..
وآخر أيامه خير الأيام..
وخاتمة أمكنته أفضل الأمكنة وأقدسها..
في يوم الجمعة الموافق 27/2/1423هـ وبعد صلاة الجمعة..
وبعد ان أداها جماعة مع جموع المسلمين في المسجد النبوي الشريف واقتعد مكانه للتسبيح.. فاضت روح محمد هاشم رشيد وانتقلت إلى بارئها..
هكذا بدون مقدمات.. ولا ارهاصات..
فقد كان في مساء الخميس.. يعتلي منصة الشعر مشاركاً في أمسية شعرية لصالح انتفاضة الأقصى.
غنى وشدا.. وصدح.. وأبدع..
كما كان دائماً.. مبدعاً في شعره.. ونبيلا في انسانيته..
له.. ابتسامة طفل.. ووقار رجل.. وسماحة إنسان..
في ظهر يوم الخميس.. الثالث بعد الظهر.. ودع النادي مكانا وأعضاء.. وعمالاً..
بابتسامة صافية.. وإشارة باليد اليمنى.. «في وداعة الله»..
في وداعة الله يا أبا طه.
يودعك النادي.. الذي ساهمت في تأسيسه..
وأصدقاؤك.. الذين قضوا معك رحلة العمر.. وريعانه..
يودعك الشعر.. ياسيد الشعر..
تودعك القوافي والكلمات..
نودع فيك .. كل همسة.. وكل إيماءة..
كل فضيلة.. وكل عطاء.. كنت أهله.. وكله..
وكنت مصدره.. وعنوانه..
ويودعك «العقيق» الذي كثيرا ماتغنيت به.. وغنيت له..
تودعك.. أشجاره.. وأطياره..
يودعك نهار المدينة.. الذي كثيرا ما اشرق على حسك .. وقوافيك
يودعك ليل المدينة.. الذي كثيرا ما سامرته.. وحاكيت هسيسه الباهر
يودعك محبوك وأصدقاؤك.. وأبناؤك
ويودعك كل محب للمدينة..
المدينة كما أحببتها أنت..
وكما كانت في أعماقك درة المدائن وسيدة الدنيا
هذه الدموع.. التي تلتاث بحسرتها دواخلنا.
وهذه الفجيعة التي تتربص بمهجنا..
هذا الفقد.. الذي أنت هو..
مثلما كان «المكان» الذي احللته في قلوبنا .. عظمة.. وبهاء.. أنت هو..!
رحمك الله.. يا أبا طه..
وفي عليين أنت إن شاء الله..
وهذه «الخاتمة» العطرة ترفرف بمرضاة الله على روحك
إلى رضوان الله.. أنت ان شاء الله..
عفيفا.. نقيا.. كما كنت في دنياك..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved