(1)
* «مالنا كُلِّنا جوٍ يا رسولُ..؟»
* ويبقى «أبو الطيب» أمامنا نستحضره إذْ لا نجدُ سواه:
زودينا من حسن وجهكِ ما دا
م فحسنُ الوجوه حالٌ تحولُ
وصِلينا نصلْك في هذه الدن
يا فإن المقامَ فيها قليلُ
(2)
* ربما أفرز «الوصالُ» عناقاً، أو انتهى «فراقاً»، لكنه - إذا انفكّ - لن يؤذن بشقاق!!
* هكذا تأتي معادلة «الهوى» في حياة «العاشقين».. وهكذا تشرق أجواء «الحوار» في عالم «المثقفين»!!
* ويبقى «الجميع» في «جوىً» وإن تفرقت السبل..!
(3)
* في مواجهة «على أي أساسٍ نقاتل؟» الذي وقعه جماعةٌ من المثقفين «الأمريكيين» جاء رد ثلة المثقفين «السعوديين» الموسوم:«على أيِّ أساس نتعايش؟»..!
* قرأ كثيرون «البيانين» عبر ساحات الإنترنت التي أصبحت «المصدر» الرئيس للمعلومات في ظل «تخوف» أو «تجاهل» المصادر «الرسمية» و«شبه الرسمية» لها، وهنا إشكال يحتاجُ إلى حل، فالساحات «سبورةٌ» مفتوحة «للكتابة» كما «للخربشة»، و«للتوثيق» مثلما «التلفيق»، وفي انتشارها، واعتمادِ «الجماهير» على معلوماتها، وظهور الجديد منها كلَّ آن ما يُوحيِ بتهافت الناسِ على قراءة كل ما هو «متاح» وإن لم تتوافر له مشروعية «المباح»!
(4)
* لعل أجمل ما في «البيانين» خلق مناخ لحوارٍ مختلف مع الآخر «الخارجي»، ووجود نقاط التقاء مع الآخر «الداخلي» انطلاقاً من أهمية ما دعاه «البيان» إعادة طرح الأسس الأخلاقية والتداول حولها من أجل اقامة علاقات أكثر عدلاً وإنصافاً، مع الاشارة إلى الاحترام والوضوح والصراحة والموضوعية بوصفها سماتٍ لأزمة لإنجاح أي حوار..!
(5)
* في «مفارقات» البيان «المحلي» ردمٌ «للفرقة» التي ظلت - زمناً - حاجزاً بين «توجهاتٍ» مختلفة، فضم توقيعات «الإسلاميين» مع «الحداثيين» و«الليبراليين» - بالمصطلح العامي العائم الذي يُصنِّف الناس تبعاً للظنّ - و(بعضه - لا ريب - إثم)، وجاء اختراق (التابو) انجازاً يسجل لهذا البيان «المفتوح» أمام «أشتاتٍ» آن التئامُها، فقد آمن «البيانيوُّن» بتعدد «التوجُّهات» ما دام «الاتجاهُ» سليماً..!
* وربما كانت «الحداثة» - وما في فلكها من مصطلحات - هي الفرية الكبرى التي مزقت الشارع العربي بين حداثي وتقليدي، وربما تجاوزت ذلك لتضعَ المشكلة بين «منحرف» و«مهتدٍ»، وربما تخطته لتشكك في الإيمان والولاء والانتماء..!
(6)
* «الحداثة» - بحق - هي «الكذبةُ» الأقسى التي أصبحنا «أسرى» لتقسيماتها مع أن «مفهومها» ظل «هُلاميّاً» ليتطوعَ بالتلويح بها من يسعى لتصدعِ المجتمع مُقدِّماً سياقات مبتورة تُشعر «المغلق» بالخوف، وتدعو «المنفلت» للحيف..!
* لن يضيرنا شكل «القصيدة» أو لونها، أو نوعُ «النقد» أو أسلوبُه، وفي «الأقدمين» و«المقلدين» من تجاوز على الثوابت، كما أن في «الحداثيين» و«المجددين» من أخلص لدينِه وعروبتِه وقوميتِه..!
(7)
* خرج «حسن حنفي» من عباءة «الإخوان المسلمين»، ولازمه هذا التوجه بعد اختلافه معهم، و«تكفيره» من قبل بعضهم، وحين أصدر كتابه الكبير «من العقيدة إلى الثورة» عام 1988م دعا إلى تغيير شعار «الإخوان» المعروف وهو «مصحف وسيفان» ليصبح «مصحفاً» و«مدفعين»..!
* لا بأس إن تم استبدال «المدفع» «بالسيف» فكلاهما «إشارة»، وسيأتي - بعد زمن - من يبدل «بالمدفع» «القنبلة» وبهذه ما يَجِدُّ في عالم الأقوياء..!
(8)
* البيان دلالةٌ غيرعابرة على وجُود مبشّرات بتغيير اقتناعاتٍ طالما شدّت الانطلاق إلى «الوثاق» وأركست الأمة في القاع..!
* شيء من «الهدوء» سيُحيل «الصَّخَبَ» حواراً، و«الاتهاماتِ» محاورَ، وسيفقدُ «أدعياءُ» التفرقة وصايتهم، ولن نسمع من يدعو - كما يشاء - على «المخالفين» لينتظر «المؤَمِّنين» - بتشديد الميم وكسرها - دون أن يفكروا ويقدروا ثم يقرِّروا أن يردِّدُوا «آمين» أو يعترضوا «صامتين»، أو يردُّوها «جاهرين»..!
* الكلمةُ السواءُ دواء
|