عند الحديث عن الفتوى وأمور الدين فهو يصبح «ابن تيمية زمانه»، أما في السياسة أفهم من «عنان».. وفي قضايا المجتمع يكون المربي والواعظ والمرشد.. وفي الاقتصاد اطروحوا ما شئتم للنقاش، فهو من رسم خطوط «العولمة» وصنَّف بنود «الجات» ويعرف تنبوءات أسواق الأسهم، بل أسعار البترول.. وفي الرياضة هو المدرب والحكم...
وفي كل ميدان ونقاش هو المنظِّر والعارف والفاهم وحده وغيره يجب أن يكونوا في صفوف المستمعين فقط لأن أي اختلاف في الرأي سيفسد «كل الود».
للأسف هذا هو الحال في الكثير من مجالسنا ولقاءاتنا الاجتماعية التي يتصدرها أولئك الذين ما زالوا - رغم أنهم في عصر التخصص الدقيق - يدَّعون العلم بكل شيء.
نعم، من حق الآخرين أن يتحدثوا ويشاركوا فيما هو مطروح على الساحة من قضايا واهتمامات.. ولكن يجب أن يدركوا أن أحاديثهم لاتعدو أن تكون تسليات و«سواليف» مع الأصدقاء ..
لا أن تتحول إلى مواقف يتبنونها دونما علم أو إدراك بما يتحدثون عنه.. وأن يعترفوا لأهل العلم بعلمهم كل في مجاله وميدان تخصصه واهتمامه.
وبدلاً من تعمية الأبصار بطروحات عقيمة وتسطيح الأذهان والعقول يجب أن يصمت هؤلاء ويفسحوا المجال لغيرهم حتى لا تتحول مجالسنا إلى غوغائيات يتصدرها الجهلة والمدَّعون.. ويصمت فيها العقلاء والمدركون.
|