Monday 13th May,200210819العددالأثنين 1 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من محاسن مسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم من محاسن مسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم
سعود بن عبدالله بن طالب

فإن أعظم آلاء الله تعالى، وأكبر أفضاله على المؤمنين أن بعث فيهم رسولاً منه يتلو عليهم آياته ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وأنزل عليه أفضل كتبه، وخاتمها، مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
وأمر الله- تبارك وتعالى- بالتمسك والاعتصام به، فقال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، لأن في ذلك العصمة من الشقاء والضلال في الدنيا والآخرة كما قال تعالى :«فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وسنتي».
من أجل ذلك كله اتخذت هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله ورعاه- اتخذت كتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- منهجاً ودستور حياة، تحتكم إليهما في جميع شؤون حياتها كبيرها، وصغيرها، فمن الله عليها بذلك بالأمن والأمان، والطمأنينة ورغد العيش، نسأل الله تعالى أن يديم علينا هذه النعمة، ويرزقنا شكرها.
فلا عجب -إذاً- أن ينال كتاب الله- عز وجل - من ولاة الأمر في هذا البلد المبارك كل عناية واهتمام وتقدير، وقد تعددت أوجه تلكم العناية، والاهتمام، حتى عمت جميع أوجه العناية والخدمة.
ومن أهمها تربية النشء الذين هم رجال المستقبل، و عماد الأمة، على هدي من القرآن الكريم، وحفظه، وتلاوته، وتجويده، وتدبر معانيه، ليكونوا -إن شاء الله- رجالاً صالحين من أهل القرآن الذين يتلونه آناء الله وأطراف النهار، عاملين بأحكامه مطبقين لها في جميع شؤون الحياة. ومن وسائل ذلك تشجيع فلذات أكبادنا على التنافس في هذا المضمار المبارك، لأنه أعظم ما ينافس فيه المتنافسون، وأجل ما يتسابق فيه المتسابقون.
وذلك لما لهذه المسابقات من إذكاء روح التنافس والتسابق بين أبناء الأمة للظفر بالمراكز الأولى، ونيل التكريم المعنوي والمادي، وذلك كله ينعكس جداً واجتهاداً، واستغلالاً للوقت، في حفظ القرآن ومراجعته، والسعي في إتقان تلاوته وتجويده، ومن أهم الأمور أنها تحثهم على الإقبال على كتب التفاسير، لفهم معاني القرآن الكريم، وتدبر آياته، ومعرفة أحكامه، لأن ذلك يعد الخطوة الأساسية لتحقيق الغرض الأسمى، والهدف الأعلى من إنزال القرآن الكريم، وهو العمل بأحكامه، والتخلق بأخلاقه وآدابه، وتحكيمه في جميع شؤون الحياة.
وقد أثبتت التجارب العملية، والخبرات التطبيقية أن لهذه المسابقات آثاراً جليلة، ونتائج عظيمة في إقبال الشباب على القرآن الكريم، وارتفاع مستواهم في الحفظ، والتلاوة والتجويد، وفهم معاني القرآن، وتدبر آياته.
وهذه المسابقات كثيرة ومتنوعة المستوى - ولله الحمد والمنة- لكن المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات تعد في طليعة هذه المسابقات، وذلك لأسباب كثيرة نذكر منها:
السبب الأول:
أن الذي يرعى هذه المسابقة، ويدعمها، ويقدم جوائزها صاحب السمو الملكي الأمير الجليل سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو الأمير الذي عرفه القاصي والداني بحبه للخير عموماً، وحرصه الشديد على فعل الخيرات، وبخاصة ما يتعلق بكتاب الله تعالى، وأياديه المباركة ومآثره الجليلة في هذا الميدان أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر، وعلى وجه أخص أن الأمر يتصل بتربية أبناء الوطن على الخير والصلاح، وسموه الكريم معروف بشدة حرصه على صلاح أبنائه المواطنين ورغبته في أن يكونوا على أعلى مستويات العلم والمعرفة، ليواصلوا مسيرة التقدم والتطوير والبناء، مع المحافظة على الثوابت العقدية، والتمسك بالأحكام الشرعية.
الثاني: أن هذه المسابقة تتسم بالشمولية والعمومية، فبالإضافة إلى أنها تشمل أبناء جميع مناطق المملكة -فإنها تعم جميع أبناء الأمة ذكراناً وإناثاً، فإذا كانت رسالة الأبناء الذكور في غاية الأهمية في بناء المجتمع، فإن رسالة البنات اللائي هن أمهات المستقبل لا تقل أهمية عن رسالة الرجال، فإن المرأة نصف المجتمع، ومصنع تهييء الرجال، والمدرسة الأولى والأهم في تربية الأولاد وإعدادهم، فكانت هذه المسابقة أنموذجاً يحتذى في إعداد الأمهات، وتربيتهن، ليكن نصف المجتمع الصالح، وتلك رسالة عظيمة، ومهمة جسيمة.
الثالث: أن هذه المسابقة تتسم بالسخاء في التشجيع، فإن جوائزها مجزية، وسخية، مما يجعل الإقبال عليها كبيراً، والتنافس في الفوز بها شريفاً، ولا عجب في ذلك فهي تحمل اسم رجل السخاء، وفارس الخير والعطاء، لذلك نرى النجاح حليفها، والتطور رفيقها كل سنة.
الرابع: أن هذه المسابقة تعتبر المعبر، والطريق إلى نيل شرف تمثيل المملكة في المسابقة الدولية التي تقام في مكة المكرمة، وذلك يجعلها أعلى مستوى، وأدق تحقيقاً، وأكثر إتقاناً.
وفي الختام نسأل اله تعالى أن يجزل لسموه الكريم الأجر والمثوبة على جليل أعماله، ويتقبل منه صالح الأعمال، ويوفقه لما يحبه ويرضاه.
كما نسأله أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، والازدهار والرخاء، في ظل خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله ورعاهم.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه.

* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved