Saturday 11th May,200210817العددالسبت 28 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بروح رياضية بروح رياضية
الجهل العميق في أبجديات التسويق
خالد عبدالله الباحوث

لنا الحق كعرب بان نفتخر بتميزنا عن غيرنا بصفات وميزات متعددة وكثيرة، والتي قد تحتاج كتابتها الى مساحات كبيرة، وقد يكون أبرزها الشجاعة والكرم واغاثة الملهوف - على رأي السيد دريد لحام - والجو دونصر المظلوم..الخ غير أننا اكتشفنا مميزات أخرى اضافية نتميز بها عن غيرنا من الشعوب الأخرى. ومن تلك الصفات «اللقافة» و«العجلة» و«الترزز» و«حب الظهور» وغير ذلك من الصفات «اللي يالله من فضلك» ستجعلنا دائما في الصورة، وربما دائما على الكرسي والمنصب، دون أي اعتبار للمصلحة العامة أو لشروط الجدارة والكفاءة والتخصص واتقان واجادة العمل وغير ذلك من أبسط وأقل متطلبات الثورة الادارية الحديثة!!.
ومن الصفات العظيمة الأخرى استعجالنا في تبني أي موضوع جديد دون أي مراعاة للشروط الواجب توفرها أو للحد الأدنى من المعرفة والالمام بهذا الموضوع لنكون جديرين بتبنيه وما نحن في هذه الحالة إلا كرجل الأعمال الذي عندما يسمع عن وكالة أجنبية أو بضاعة جديدة يسارع ويحطم كل ما في طريقه للحصول عليها والانفراد بها حتى لو لم يكن لديه رأس المال المطلوب!!
ولأن موضوع التسويق الرياضي يعتبر حديثاً نسبيا على الأقل في مجتمعاتنا العربية فانه يعاني من تطفلات وتشويهات خبراء الستينيات ويعاني كذلك من ضربات وصفعات الاغراب الذين ليس لديهم الخلفية النظرية والعلمية والمعرفية والمعلوماتية عن هذاالعلم الوليد بل ان المصيبة الكبرى هي معاناته من ظلم وهجر ذوي القربى والذين يجب ان يكون لهم دور كبير في صياغته وتطويره ونعني بذلك أصحاب التخصصات الأكاديمية كالتسويق والتسويق الاستراتيجي وغير ذلك من التخصصات الأكاديمية ذات العلاقة للعمل سويا مع أصحاب التخصصات الأكاديمية كالادارة الرياضية والدراسات الاجتماعية الرياضية وغيرها ذات العلاقة المباشرة.
والتسويق وحسب تعريف المعهد الدستوري للتسويق «هو عبارة عن خطوات ومراحل ادارية مهمتها توقع وتحديد والتخطيط لاشباع حاجات العملاء ومتطلباتهم ويصاحب تلك الخطوات الرغبة في الربح والحصول على منافع معينة» ويرى فليب كوتلر ورونالد تيرنر رائدا المدرسة الحديثة في علم التسويق بأن التسويق نمط من التعاملات الاجتماعية يقوم بها الأفراد والجماعات بجهود للحصول على ما يحتاجونه من خلال ايجاد «أو خلق» تبادل المنتجات والأشياء ذات القيمة المادية والمعنوية مع الآخرين».
والتسويق كمفهوم وكتطبيق تطور مؤخرا بعد ان تجاوز عدة مراحل فمن التسويق من خلال التركيز على غزارة الانتاج الى التسويق من خلال التركيز على المنتج نفسه، ثم بعد ذلك تطور مفهوم التسويق ليركز على مفهوم البيع والتصريف ثم تطور الأمر ليركز على تطوير مفهوم التسويق نفسه من خلال تطوير آلياته وأساليبه الى ان تم التوصل أخيرا الى الاقتناع الى أهمية المفهوم الاجتماعي للتسويق.
ولأن الاقبال على المنافسات الرياضية ومتابعتها أصبح ينمو بشكل كبير على المستوى العالمي ولأن احتياجات المشاهدين والمستهلكين لكل الأدوات أصبح بتطور ويتعقد يوما بعد يوم وأصبح هناك حاجة ماسة ليس فقط لتطوير تسويق رياضي ناجح بل كذلك الى متسوقين رياضيين محترفين. بل ان الأمر تجاوز ذلك ليصبح الأمر بحاجة الى نظم تسويقية متطورة لتوافق بين الاستهلاك الرياضي والانتاج الرياضي.
وإذا كان التسويق الرياضي لم يكن يعرف أو يميز قبل أكثر من ثلاثين سنة فإنه كان يطلق على كل العمليات التي لها علاقة بالدعاية والاعلان في المجال الرياضي والمناسبات الرياضية خلال فترة الستينيات والسبعينيات الميلادية.
وفي وقتنا الحاضر أصبح التسويق الرياضي يعرف «بأنه جميع الأنشطة والممارسات والتي صممت لتغطية حاجات المستهلكين الرياضيين أو خدمة غيرهم من خلال استغلال الرياضة والرياضيين».
ولقد تطور مفهوم التسويق الرياضي مؤخراَ ليشمل ويغطي فرعين مهمين من الأشياء المتعلقة اولا تسويق المنتجات الرياضية والخدمات الرياضية مباشرة الى المستهلكين. وثانيا: تسويق المنتجات والخدمات الاخرى من خلال الرياضة وأنشطتها ومناسباتها ورياضيها. وسنتحدث - ان شاء الله - مستقبلاً عن مكونات التسويق الرياضي الحديث ولكن قبل ان نختتم هذا الموضع دعونا نذكر كم محادثة قد تكون صغيرة ولكنها كبيرة ومهمة جداً لادراك اهمية التسويق الحديث في التطور الرياضي.
فحتى شهر ابرايل من عام 1987م لم يكن في مدينة اولاندو الامريكية فريق للسلة ولكن ومع بداية التسعينيات الميلادية - أي خلال فترة قد لا تتجا،ز الثلاث سنوات - اصبحت المدينة تفتخر بواحد من افضل واشهر الفرق في الولايات المتحدة الامريكية، أورلا قد وماجيك والذي وصل عدة مرات الى النهائي ويقول بات وليمير نائب الرئيس التنفيذي للفريق، بان ما حدث هو عبارة عن تطبيق لمفاهيم التسويق الرياضي الحديث وبها استطعنا ان نبني فريقا عظيماً وله مكانة كبيرة من لا شيء وهذه الحادثة تؤكد لنا انه ليس بالضرورة ان يكون الفريق او النادي له قاعدة جماهيرية كبيرة لكي يمكن تطويره او حتى تسويقه ولنا عودة للموضوع قريباً ان شاء الله.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved