نص الكلمة الكريمة التي ألقاها سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز رئيس الوفد السعودي ورئيس جلسات المؤتمر الإسلامي. والتي أشار فيها بكل إيمان وصدق إلى واجب المسلمين تجاه الإسلام، وبدور هذه البلاد التي كرمها الله به في خدمة كل ما يرفع من شأن المسلمين عقيدة وأفرادا في جميع أنحاء المعمورة:
الحمد لله الذي ألف بين قلوبنا بنعمة الإسلام ووحد بين شعوبنا بكلمة التوحيد والشكر له من قبل ومن بعد بعد أن أتاح لنا هذا اللقاء في مؤتمرنا الإسلامي الذي تتطلع إليه أفئدة الملايين من المسلمين فرحين مستبشرين والشكر لكم بعد ذلك على الشرف الكبير الذي منحتموني إياه حينما اخترتموني للرئاسة سائلا المولى أن يعينني على أداء واجبي وأن يجعلني عند حسن ظنكم بي.
إخواني:
قبل أربعة عشر قرنا اختار الله هذه البقعة الطاهرة لتكون موطنا لدينه ينبعث منها ضوء الرسالة ونبراس الهداية وما كان هذا الاختيار أمرا مؤقتا بدليل أنه جعل فيها بيته وشرع فريضة الحج وجعلها بمثابة مؤتمر سنوي يتجمع فيه المسلمون من كافة أنحاء الأرض ليتدارسوا مشاكلهم ويتداولوا شؤونهم ويشهدوا منافع لهم.
والله حين شرفنا وكرمنا بخدمة بيته ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وضع بذلك على عاتقنا مسؤولية ضخمة لخدمة أهداف هذا المؤتمر السنوي الهام ورعاية القادمين إليه وخدمتهم والقيام على شؤونهم وما يؤمن راحتهم ولذلك فمهما لقيتم من شعب هذا البلد وحكومته من ترحيب وتكريم فما هو إلا واجب مقدس محبب إلى نفوسنا ينبعث من إيماننا بالله وشعورنا بالواجب والمملكة حين تحرص على الدعوة الإسلامية ورفع شعار هذا الدين فذلك هو الأمر الطبيعي والواجب الحقيقي المعبر عن واقعنا المنبثق من أهدافنا نفديه بأرواحنا ونبذل فيه أموالنا ونسأل الله أن نوفق فيه أو نهلك دونه.. وقد أوضح بالأمس إمامنا وولي أمرنا جلالة الملك فيصل هذه السياسة الإسلامية بما لا يحتاج إلى مزيد من الإيضاح فنحن أمة الإسلام ديننا ودستورنا والدعوة إليه هدفنا والدفاع عنه واجبنا، نؤمن بالتجمع مع إخواننا المسلمين متمثلين في ذلك قوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا».
فمرحبا بكم في موطنكم وبين أهليكم ووفقكم الله وأخذ بيدكم وأعانكم على أداء مسؤولياتكم الكبيرة نحو هذا الدين العظيم والعزة للإسلام والسلام عليكم.
|