Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

صور من الصحراء صور من الصحراء
صور حية من الشعر الشعبي
مشعل الجبوري

دقة الوصف والتصوير الشعري وعلم الفلك والنجوم والأنواء مقرونة باسم الشاعر راشد الخلاوي ذلك الشاعر طويل النفس والذي يخلو شعره من التكلف والتعقيد وهو قوي المعنى ورصين العبارة ومحبب إلى الأسماع والى النفس فقد أجاد ووصف من العارفين بعلم الفلك والأوقات وما يسمى بعلم النجوم ومواقع الأبراج والفصول الأربعة وهبوب الرياح ومواسم الأمطار ومضار هطولها ومعرفة أنوائها إلى غير ذلك من الحكم والتجارب فقد قال راشد الخلاوي في تحديد دخول الربيع بنجم الثريا حينما يسقط في وقت العشاء:


الى جت الثريا من عشا
مطب دلو من رشاء
هو اول يوم من الربيع
واتلا يوم من الشتاء

أما في جغرافية الأرض وتحديد المعالم الأرضية والإحداثيات فقد قال الخلاوي يصف مكان دفنه لبندقيته الفتيل والتي خبأها في الصمان ليختبر ذكاء ابنه ويقال أن الخلاوي الابن عندما كبر استدل عليها بواسطة القصيدة بسهولة:


عن طلحة الجودي مواقيم دوحة
وعنها شمال للنسور مغيب
وعنها مهب الهيف رجم وفيضه
وحراوي ان كان الدليل نجيب
اخفا الدلايل طلحة فوق جاله
خيمة شريف في مراح عزيب

وقال راشد الخلاوي في نصح المزارعين أن يرفقوا بالحيوانات التي تخرج الماء من الآبار وهي السواني:


الى صرت كداد وراعي طويله
صغر على نقالة الما غروبها

وقد ذكر انجم القيظ في هذه الأبيات:


قال الخلاوي والخلاوي راشد
عمر الفتى عقب الشباب يشيب
حسبت انا الأيام بالعد كلها
ولا كل من عد الحساب يصيب
حساب الفلك بنجم الثريا مركب
يحرص له الفلاح والطبيب
فيلا صرت بحساب الثريا جاهل
ترى لها بين النجوم رقيب
الى غابت الثريا تبين رقيبها
ويلا اطلعت ترى الرقيب يغيب
ولا قارن القمر الثريا بحادي
بعد احد عشر عقب القران تغيب
وسبع وسبع عد له بعد غيبته
هذيك هي الكنه تكون مصيب
ومن بعدها تطلع وبها القيظ يبتدي
وتاتي بروق ولا يسيل شعيب
ويلا مضى خمس وعشرين ليله
ثقل القنا من فوق كل عسيب
وتطلع لك الجوزا وهي حنة الجمل
وتاتي هبايب والسموم لهيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
يطلع لك المرزم كقلب الذيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
يطلع شهيل مكذب الحسيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
تلقا الجوازي طردهن تعيب
تلقا الجوازي ما تناظر مقيله
ليله نهار وتجتلد وتليب
والى مضى خمس وعشرين ليله
لا تامن الما صيبه صبيب

وقال أيا:


الى صارت الجوزا يمام لكنها
جريمة صيد لاحها اللواح
فالزرع بين فتاقة وخناقه
واشتد زند العامل الفلاح

وقال الخلاوي في تحديد أوقات البرد:


اذا قارن القمر الثريا بتاسع
يجي ليالي بردهن كباس
ثمان ليال يجمد الما على الصفا
يخلي عودان العظام يباس
لو كان فرق العود ثوب وفروه
لكنه عاري ما عليه لباس

وقصائد الخلاوي كثيرة في هذه المواضيع ووصف الأنواء والفصول ونختمها بهذه الأبيات:


متى ما الثريا في سنا الصبح وايقت
على كل خضرا عقلت بالسنايد
من عقبها فرخ كما نجم متلي
على الشوف يتليها بمشيه يمايد
بوارح الجوزا ربت فيه بسرها
وتخالف الألوان بين الجرايد
والى ظهر المرزم شبع كل كالب
من الفيد وانحن الليال الشدايد
ونجم الكليبين الذي يرشف الجم
يغور فيه ماء العيون الوكايد
والى مضى عقبه ثمان مع اربع
الخامسه طالع سهيل يحايد
تشوفه كقلب الذيب يلعج بنوره
مويق على غرات حدب الجرايد
والى غابت النسرين بالفجر علقوا
مخارف في لينات الجرايد
والى مضى واحد وخمسين ليله
لا تامن الما من حقوق الرعايد
مضى القيظ عن جرد السبايا ولا بقا
من الصيف الا مرخيات القلايد
ومن لا سقى في كنة القيظ زرعه
فهو مفلس منه ليالي الحصايد

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved