Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعد ثبوت قتل الخادمة لـ «الغامدي» .. « الجزيرة » تعيد فتح القضية: بعد ثبوت قتل الخادمة لـ «الغامدي» .. « الجزيرة » تعيد فتح القضية:
من ينزع فتيل «الخادمات » في منازلنا

تحقيق : عليان آل سعدان
أكد عدد من المسؤولين الأمنيين والمتخصصين التربويين والشرعيين والنفسيين على أهمية تحديد أدوار ومسؤوليات الخادمات داخل منازلنا وعدم الاعتماد عليهن في كل صغيرة وكبيرة داخل البيت الذي تخلت فيه الأمهات عن أدوارهن الحقيقية للخادمة القادمة من ثقافة وبيئة ومجتمع مختلف كل الاختلاف عن مجتمعنا.
وأوضحوا في احاديث ل«الجزيرة» خطورة تسليم أمور المنزل ومن يسكنه لتلك الأجنبية التي مارست ولازالت تمارس العديد من الجرائم بحق اطفالنا وأسرنا في ظل غياب الرقابة والوعي اللازمين للتعامل مع مثل تلك الفئات.
ولخطورة ذلك الموضوع وللتعرف على أبعاده على خلفية تلك الجريمة البشعة التي وقعت مؤخراً في محافظة الطائف والتي تمثلت في تسميم الخادمة لكفيلها.. تفتح «الجزيرة» اليوم ملف هذه القضية وتستكشف جوانب أخرى من حياة تلك الخادمة «المجرمة» داخل الاسرة وكيف كان التعامل معها.. وعلى من تقع المسؤولية في وقوع مثل هذه الحادثة.
ولنقف سوياً على الآراء الاجتماعية والامنية والتربوية حول تلك الجريمة وما يماثلها من جرائم اخرى قد ترتكب بحق مجتمعنا الآمن من قبل تلك الخادمات اللاتي تكتظ بهن منازلنا.
فتلك الجريمة البشعة التي وقعت بالطائف مؤخراً تركت اكثر من علامة استفهام حول الدور الذي تقوم به الخادمات في المنزل، والذي تجاوز بكثير دور الام الاساس والى اي مدى سنظل نعتمد على الخادمات في المهام الاساسية للأم كتربية الاطفال والطبخ وتقديمه.. ومن هذا المنطلق يجب علينا ان نأخذ العبرة من كثير من السلبيات التي تقع نتيجة تصرفات الخادمات.
وكم قرأنا عن حوادث بشعة ارتكبت من قبل الخادمات وآخرها تلك الجريمة البشعة بالطائف، عندما اقدمت الخادمة القاتلة الاندونيسية الجنسية بالتعاون مع شريكها عامل البقالة هندي الجنسية بوضع خلطة سامة وتقديمها للمجني عليه كفيلها فيصل سعيد الغامدي 38 عاما موظف ببلدية الطائف ومتزوج ولديه اربعة اطفال اكبرهم بنت في العاشرة من عمرها واصغرهم عبدالعزيز لم يتجاوز عمره 3 سنوات.
«الجزيرة» وقد سبق لها ان تابعت نشر خبر هذه الجريمة تعيد اليوم متابعة هذه القضية التي تفاعلت على مستوى المجتمع السعودي بأسره الذي لا يكاد يخلو منزل واحد فيه من خادمة او خادمتين واكثر.
وهذا يشكل خطرا يهدد مستقبل الاطفال ولا يقتصر الخطر عليهم لكنه يتجاوز ذلك بتأثيره السلبي على عاداتنا وتقاليدنا وأمن مجتمعنا، ليشكل اليوم بعد وقوع هذه الجريمة بالطائف خطرا يهدد حياتنا بالموت بالسم او بغيره.
مع الأسرة المكلومة
وقبل الخوض في مناقشة هذه القضية الحساسة جداً فقد كشفت التحقيقات واللقاءات التي اجرتها الجزيرة مع المقربين من اسرة المجني عليه فيصل الغامدي وهم والدته وابناؤه واخوانه وجيرانه وزملاؤه في العمل.. حيث اجمعوا على ان المجني عليه يتمتع بصفات حميدة جداً ومحبوب لدى الجميع من الاهل واصدقاء وزملاء وكان موظفاً مثالياً منذ ان كان في وزارة الاعلام منذ عشرين عاماً ثم انتقلت خدمته لبلدية الطائف وخلال فترة عمله التي امتدت لاكثر من عقدين من الزمن لم يتلق حتى انذارا شفهيا في عمله وملتزم كثيراً ويحظى باحترام وتقدير من مرؤوسيه وزملائه في العمل واجتماعي جداً الى درجة كبيرة وحريص على صلة الرحم وبراً كثيرا بوالدته التي لا يفارقها.. فيما تؤكد والدته وزوجته على لسان اشقائه ان المجني عليه كان يولي هذه الخادمة الشريرة اهتماماً مماثلا لاهتمامه بأسرته في المنزل وعندما يذهب مع زوجته واطفاله لشراء الاحتياجات او اي اشياء اخرى كان لا ينسى ابداً ان يعطي الخادمة نقوداً لتشتري ما تحتاجه خلال مرافقتهم في الاسواق لدرجة ان الخادمة على لسان ابنة المجني عليه مشاعل وعمرها 10 سنوات قالت انها كانت تدعي ان لديها اطفالا في بلادها.
وكان والدي ووالدتي طيبين معها لدرجة كبيرة جداً ويحضرون لها هدايا خاصة بالاطفال وملابس وغيرها ويقدمونها للخادمة لارسالها لاطفالها في اندونيسيا.. وهي في الحقيقة كما تبين لنا بعد الحادثة بقتل والدي من خلال زميلاتها الخادمات انها عقيمة لا تنجب وليس لديها اطفال وتؤكد مشاعل انها كانت تحصل يومياً على مصروف شخصي من والدها ووالدتها وتقدم جزءا منه هدية للخادمة الشيطانية التي قتلت والدي وتركتني مع باقي اشقائي الصغار ايتاماً من الاب الذي فقدناه.. وحتى اشقاء مشاعل وهم خالد واحمد وعبدالعزيز قالوا كنا نعاملها بمنتهى اللطف والحب والاحترام ونسمع كلامها وننفذه فوراً وبدون تردد عندما نشاهدها وحيدة في غرفتها الخاصة نتجه للحديث معها وفك وحدتها ومسامرتها حتى الصباح لكي لا تشعر بالوحدة او الغربة بيننا، هكذا كنا نعاملها فهل بعد هذه المعاملة الحسنة نستحق من هذه الخادمة ان تقوم بقتل والدنا بالسم ونصبح ايتاماً بدون اي سبب لهذا العمل الشيطاني.
الخادمة تظاهرت بالحزن
ويؤكد اشقاؤه وابناؤه ان المجني عليه عندما توفي كوفاة طبيعية حسب التقرير الصادر من المستشفى الذي توفي فيه في محافظة جدة قد اعتبرنا ان هذه الوفاة قضاءً وقدراً وبالتالي ليس أمامنا سوى الصبر والدعاء له بالرحمة.. والموت امر مكتوب ومقدر على الجميع ولكل اجل كتاب صحيح اننا حزنا كثيراً عليه وتألمنا اكثر كلما شاهدنا اطفاله وعلى وجه الخصوص ابنه الصغير عبدالعزيز وحتى الخادمة القاتلة كانت علامات الحزن عليها واضحة أكثر من باقي افراد اسرته ولم يلاحظ احد ذلك واعتبر الجميع انه امر طبيعي ان تحزن عليه هذه الخادمة لانه كان يغدق عليها كثيرا ويكرمها ولا يبخل عليها بشيء الى درجة انه يرحمه الله كان يسألها في بعض الاحيان عن اخبار اسرتها وطفلها المزعومين وهل ينقصها شيء.
ولكن بعد ان تكشفت الامور واتضح لنا ان المجني عليه سبب وفاته هذا السم القاتل الذي وضعته الخادمة عن عمد مع عامل البقالة عشيقها تجددت الاحزان لدينا بعد مرور ثلاثة اشهر على الوفاة وشعرنا بصدمة كبيرة جداً بعد ان اكدت لنا الاجهزة الامنية وبعد التحقيقات والاعترافات وتمثيل الجريمة والقبض على عامل البقالة نحن حتى الآن لم نفق من هول الجريمة.
مناقشة القضية
ولمناقشة هذه القضية تحدث عدد من المسؤولين الامنيين والمتخصصين التربويين والشرعيين والنفسيين للجزيرة حيث اجمعوا ان هذه القضية يجب ان تكون عبرة للجميع لتحديد دور ومسؤوليات الخادمات في المنزل وعدم الاعتماد عليها اطلاقاً.
وقال العميد مساعد محمد العتيبي مدير شرطة الطائف ان الجريمة بشعة بكل المقاييس وكان بالامكان طمسها الى الابد لولا توفيق الله ثم يقظة رجل الامن بالطائف الذي ما ان امسك ببداية خيوط هذه الجريمة حتى استطاع في وقت وجيز كشف تفاصيل وفاة مواطن اعتبرت حينها طبيعية والوصول للفاعل والمجرم وشركائه والقبض عليه، وهذا بدون شك يؤكد ان يقظة رجل الامن ومتابعته وكفاءته لن تمكن اي مجرم مهما كانت خبرته وشطارته وبراعته ان لا يقع في قبضة رجال الامن ساعة وقوع الجريمة أو بعدها مهما كانت حالات الغموض التي تحيط بكل جريمة.
شر لابد منه
وقال الشيخ علي بن محمد العتيبي رئيس محكمة الطائف المستعجلة ان الخادمات ووجودهن بالمنزل قد اصبح شرا لابد منه ولكن يجب على الجميع ان يعاملوهن بهدوء وبدون قسوة وعندما يلاحظون اي سلوك عدواني من الخادمات يجب ابعادهن عن المنزل وترحيلهن لبلادهن واعتقد ان هذه الحادثة التي تعرض لها المواطن فيصل الغامدي بالطائف لاشك سيكون فيها عبرة لمن يعتبر.
إعادة نظر سريعة
وتحدث الأستاذ سعيد القرني مدير تعليم البنات بالطائف وقال ان الخادمات بصورة عامة يشكلن خطراً كبيراً على السلوك التربوي لدى الاطفال وضررهن اكبر من الفائدة المرجوة منهن في العمل داخل المنزل.. وطالما وصل بهن الامر الى هذا الحد من القتل والتفكير في دس السم لاحد المواطنين فالامر لاشك يحتاج الى اعادة نظر سريعة في الخادمات.
عمل عدواني
كما تحدث الاستاذ رضا الادريس رئيس الرعاية الاجتماعية والنفسية والباحث الاجتماعي بسجون الطائف فقال: لقد تابعت هذه الحادثة وسمعت عنها من خلال الصحف اليومية وتألمت حقيقة للعمل الشيطاني الذي دفع بمثل هذه الخادمة الى هذا التفكير في القتل باستخدام مادة سامة ودسها في الاكل للتخلص من كفيلها.
وبكل المقاييس يعتبر هذا العمل عدوانيا وشريرا للغاية وبالتالي علينا ان نعيد النظر في موضوع الخادمات وكل خادمة لا حاجة لها يجب ان يتم ترحيلها لبلادها.
احذروهن جداً
ويرى العميد علي عبدالله الشهري مدير التحقيقات الجنائية بشرطة الطائف اهمية عدم توغل الخادمة في كل صغيرة وكبيرة في المنزل وعدم الاعتماد عليهن إلا في نطاق محدد جداً والا يتجاوزن دورهن وهو النظافة والغسيل فقط وعدم توغلهن والاعتماد عليهن في كل قضايا شؤون المنزل وعدم معرفة اسرار البيت، وعدم الاعتماد عليهن في الرعاية والتربية والطبخ في المنزل وضرورة تحديد المواقع المسموح للخادمات بدخولها في المنزل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved